«الخارجية» الفلسطينية ترفض سعي إسرائيل وواشنطن لتحديد أعداد اللاجئين وصفاتهم

عباس: القدس ليست للبيع وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة

عباس اتهم إدارة ترامب بتقويض الجهود الرامية إلى حل الدولتين. أ.ب

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، إن مدينة القدس المحتلة ليست للبيع، وأكد أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة، فيما رفضت «الخارجية» الفلسطينية سعي إسرائيل وواشنطن لتحديد أعداد اللاجئين الفلسطينيين وصفاتهم.

وتفصيلاً، قال الرئيس الفلسطيني، في كلمته بالاجتماع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة: «سنبقى مؤمنين بالسلام ونحافظ عليه حتى نصل إلى دولتنا المستقلة بالسلام»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يقوّض جهودنا الحثيثة لبناء دولة فلسطين»، مشدداً على أن الاحتلال «يدنس مقدسات الفلسطينيين، وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، يومياً».

وشدد عباس على أن «قانون (القومية للشعب اليهودي) قانون عنصري، ويشكل خطراً من الناحيتين السياسة والقانونية»، وتحدى «أن يحدد أحد من أعضاء الجمعية العامة أو الحكومة الإسرائيلية حدود دولة إسرائيل».

ورحّب الرئيس الفلسطيني بوعد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بطرح مبادرة سلام، وتابع قائلاً: «لكننا فوجئنا بقرارات تتناقض مع التزامات إدارته تجاه عملية السلام»، منتقداً اعتبار «الكونغرس منظمة التحرير منظمة إرهابية، وهي التي تعترف بها أغلب الدول، بما فيها إسرائيل، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني».

واتهم عباس إدارة ترامب بتقويض الجهود الرامية إلى حل الدولتين، غداة إعلان الرئيس الأميركي أنه سيكشف عن خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط.

وقال: «لقد تراجعت هذه الإدارة عن جميع التزامات الولايات المتحدة السابقة، وقوضت حل الدولتين، وكشفت عن مزاعمها الكاذبة بشأن اهتمامها بالظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني».

وجدد دعوته إلى ترامب «لإلغاء قراراته بشأن القدس والاستيطان، من أجل تحقيق السلام للأجيال المقبلة»، وكشف عن أنه «في كل مرة نُدعى للجلوس على طاولة المفاوضات نقبل، وترفض إسرائيل».

وشدد عباس على أن «عاصمة فلسطين هي القدس الشرقية التي تم احتلالها في عام 1967»، وأن «إسرائيل لم تنفذ أياً من قرارات الجمعية العامة أو مجلس الأمن، منذ عام 48 إلى الآن، وتدعمها الولايات المتحدة في ذلك».

وفي ختام كلمته، أعلن الرئيس الفلسطيني تقديره للجهود التي تبذلها الدول العربية، خصوصاً جمهورية مصر العربية، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وأكد أن «الولايات المتحدة لا تصلح وسيطاً وحدها لأنها منحازة لإسرائيل».

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية رفضت، أمس، مساعي إسرائيل والإدارة الأميركية لتحديد أعداد اللاجئين الفلسطينيين وصفاتهم، في إطار خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن «تكرار الوهم والأكاذيب الأميركية الإسرائيلية بخصوص اللاجئين الفلسطينيين، لن ينطلي على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولن يجعلها حقيقة واقعة».

وأبرزت الوزارة «الإجماع الدولي الرافض للسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، والظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وأجياله المتعاقبة».

وجاء بيان الوزارة «رداً على ما سربته الخارجية الإسرائيلية في الإعلام العبري بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)». واعتبرت «الخارجية» الفلسطينية أن المحاولات الأميركية الإسرائيلية لإعادة تعريف اللاجئين، أو اقتراح طرق التفافية لتوطينهم، أو تبهيت دور «أونروا» «يندرج في سياق محاولات تصفية القضية الفلسطينية». وفي وقت سابق، أمس، بحث الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سبل إحياء عملية السلام. وأكد السيسي، خلال استقباله نتنياهو بمقر إقامته بنيويورك، أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، بأن السيسي أشار إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية، في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط، تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية.

تويتر