نازحون من محافظة درعا لدى عودتهم إلى بلدتهم بصرى. أ.ف.ب

مدرعات النظام وقوات روسيـة تدخلان منطقة تحت سيطرة المعارضة في درعــــا

أعلنت المعارضة السورية، أمس، دخول وفد من الجيش الروسي، برفقة مدرعات جيش النظام، إلى منطقة تحت سيطرتها في مدينة درعا، حيث بدأت مفاوضات لتسليمها لسلطات النظام، في وقت ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن إسرائيل هاجمت مواقع للجيش السوري في محافظة القنيطرة، ما تسبب في أضرار مادية محدودة.

وتفصيلاً، قال مسؤولون بالمعارضة وشهود إن وفداً عسكرياً روسياً رفيعاً دخل منطقة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا بجنوب سورية، أمس، وبدأ مفاوضات بشأن تسليمها لسلطات النظام.

ودخلت مركبتان مدرعتان تحملان ضباطاً روساً منطقة الشياح في المدينة القديمة المدمرة، وبدأ الضباط محادثات مع قادة من الجيش السوري الحر بشأن تطبيق شروط اتفاق استسلام تم التوصل إليه، يوم الجمعة الماضي، يشمل أيضاً إجلاء مقاتلي المعارضة وتسليم أسلحتهم.

قال شهود إن مركبات النظام السوري، ترافقها الشرطة العسكرية الروسية، دخلت منطقة في مدينة درعا كانت تحت سيطرة المعارضة لسنوات، بهدف رفع العلم السوري.

ونصبت رافعات من مجلس بلدية درعا، الذي تديره الحكومة، سارية العلم قرب المسجد الذي خرجت منه احتجاجات كبرى على حكم نظام الرئيس، بشار الأسد، في مارس 2011.

واستعادت قوات النظام، بدعم من روسيا، مساحات واسعة من محافظة درعا الخاضعة للمعارضة، على الحدود مع الأردن، في هجوم كبير بدأ الشهر الماضي، وأجبر الكثير من مقاتلي المعارضة على التخلي عن أراضٍ في صفقات استسلام.

وقال اثنان من السكان تم الاتصال بهما إن هناك شائعات مفادها أن المحافظ الذي عينته الدولة لدرعا سيحضر مراسم رفع العلم، في خطوة رمزية يراها أنصار الأسد مؤشراً إلى أن نهاية الانتفاضة تلوح في الأفق.

وقال مسؤولون بالمعارضة إن مقاتلين محاصرين في جزء من مدينة درعا، لايزالون يجرون محادثات مع ضباط روس، ويهدف كثير منهم إلى تأمين ممر آمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سورية.

وأبلغ مسؤول في المعارضة «رويترز» أن المفاوضات تسير بشكل سلس، وأن الروس يلتزمون حتى الآن بشروط اتفاق يشمل تسليم الأسلحة، وإجلاء المقاتلين المعارضين للاتفاق، وعودة سيادة الدولة.

وقال (أبوجهاد) إن الكل ملتزم بالاتفاق، مضيفاً أن مقاتلي المعارضة بدأوا بالفعل تسليم أسلحتهم الثقيلة منذ مساء أول من أمس.

ومن المتوقع أن تدخل قافلة كبيرة من الشرطة العسكرية الروسية المنطقة المدمرة في وقت لاحق، في أول انتشار من نوعه داخل المنطقة، حيث من المتوقع أن تقيم الشرطة العسكرية الروسية مواقع مراقبة بالإضافة إلى القيام بمهام أمنية.

ويعوّل مقاتلو المعارضة على الشرطة العسكرية الروسية لتحول دون أي عمليات انتقامية من جانب الجيش السوري، ودخول مناطق معينة، بعد شكاوى واسعة النطاق من أعمال نهب على نطاق واسع، واعتقال البعض في بلدات أخرى بمحافظة درعا وقعت تحت سيطرته.

وقال (أبوبيان)، وهو زعيم فصيل معارض في المدينة، إن هناك ضمانات من الروس بأن الجيش لن يدخل منطقة درعا البلد.

ويعيش نحو 2000 مقاتل من المعارضة وأسرهم تحت الحصار في جزء من مدينة درعا. ويريد كثيرون منهم الرحيل بسبب خشيتهم من الطريقة التي ستعاملهم بها حكومة النظام.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) قد أفادت، أول من أمس، بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين النظام وفصائل المعارضة في منطقة درعا البلد، يقضي بأن تقوم الفصائل الموجودة هناك بتسليم أسلحتها الخفيفة والمتوسطة.

وأشارت «سانا» إلى أن الاتفاق يشمل درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع، موضحة أنه بموجب الاتفاق ستتم تسوية أوضاع الراغبين في التسوية وخروج الرافضين للاتفاق. وتسيطر قوات النظام حالياً على نحو 80% من محافظة درعا، ولاتزال توجد الفصائل المعارضة في نحو 15%، والمساحة الباقية تحت سيطرة «فصيل خالد بن الوليد» الذي بايع تنظيم «داعش».

من جهة أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن إسرائيل هاجمت مواقع للجيش السوري في محافظة القنيطرة، في الساعات الأولى من صباح أمس، ما تسبب في أضرار مادية محدودة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله: «طيران العدو الإسرائيلي أطلق صواريخ عدة باتجاه بعض نقاط الجيش، في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة، واقتصرت الأضرار على الماديات»، وأضاف الإعلام السوري أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لبضعة صواريخ على الأقل.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إنه أصاب ثلاثة أهداف رداً على انتهاك طائرة سورية بلا طيار للمجال الجوي الإسرائيلي، أول من أمس، قبل إسقاطها فوق شمال إسرائيل.

وجاء في البيان «إن قوات الدفاع الإسرائيلي تحمّل النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه، وتحذره من أي عمل آخر يستهدف القوات الإسرائيلية».

ونشرت إسرائيل تغطية مصورة باللونين الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا كأنه كوخ وهيكل من طابقين، وآخر من خمسة طوابق، وسط تضاريس تكثر بها التلال.

وشهدت محافظة القنيطرة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، بعد القصف الإسرائيلي الذي طال مواقع عدة للقوات الحكومية.

وقال مصدر عسكري سوري إن «اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش السوري على أطراف بلدة جبا وتل كروم جنوب شرق مدينة القنيطرة، مع المجموعات المسلحة التي تحاول التسلل إلى أطراف البلدة بعد القصف الإسرائيلي».

وأضاف المصدر أن «اعتداء جديداً استهدف موقعاً عسكرياً في الحي العمالي بمدينة البعث، وآخر على تل القبع شمال بلدة خان أرنبة».

وأكد المصدر أن «قصف جيش الاحتلال لمواقع الجيش السوري على طوق خط وقف إطلاق النار، جاء بعد انسحاب عدد من قادة المجموعات المسلحة وعناصرهم بعتادهم العسكري من محافظة درعا إلى القنيطرة».

من جهة أخرى، أفادت صحيفة «الوطن» الحكومية السورية، أمس، بأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) بدأت تنفيذ بنود ما سمته «اتفاقها مع الدولة السورية» في محافظة الحسكة.

وذكرت أن «قسد» سلمت «عناصر من الجيش السوري حي النشوة الواقع في مدينة الحسكة، وبدأت الأخيرة نصب حواجز على أطراف الحي، تتبع لفرع الأمن العسكري».

ونقلت عن المصادر أن «تسليم الحي يأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الأخير بين قسد والدولة السورية في المدينة، الذي يقضي بإزالة أعلام وشعارات الأحزاب الكردية من شوارع المدينة بغية التعاون العسكري بين الطرفين».

وأشارت الصحيفة إلى أن «قسد عرضت خلال اللقاءات التي جمعتها، أخيراً، مع ممثلين عن الدولة السورية، تسليم الشريط الحدودي مع تركيا إلى الحكومة».

وكانت الصحيفة أفادت أخيراً بأن الجانبين الحكومي والكردي توصلا إلى اتفاق ينص على تولي الحكومة إدارة المنشآت النفطية في الحسكة، وبيع نفطها حتى «تكون عمليات بيع النفط حصرية بيد الدولة السورية». وقد نفى القيادي السوري الكردي البارز، صالح مسلم، صحة هذه الأنباء، وأكد أنه «لم تكن هناك من الأساس مفاوضات بيننا وبين النظام حتى نتوصل لأي اتفاق بشأن أي شيء معه، لا النفط ولا غيره».

الأكثر مشاركة