«الجامعة» تحذر من سعي إسرائيل لاستهداف المناهج الفلسطينية

كوشنر يشكك في قدرة عباس على التوصل لاتفاق ويعلن خطة السلام الأميركية قريباً

عريقات ينتقد الموقف الأميركي ويتهمه بتدمير معسكر الاعتدال الفلسطيني. أ.ف.ب

قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريباً، وتمضي فيها مع أو من دون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما حذرت جامعة الدول العربية من سعي إسرائيل لاستهداف المناهج التعليمية الفلسطينية في القدس المحتلة وفرض المنهج الإسرائيلي لمحو الهوية العربية، وإذابة المجتمع المقدسي في المجتمع الإسرائيلي والحيلولة دون إنشاء المدارس الفلسطينية أو ترميمها.

قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات،

إن «الإدارة الأميركية الحالية تحاول في الواقع

تدمير المعسكر الفلسطيني المعتدل. يريدون

دفعنا للفوضى».

وفي التفاصيل، تكشف تصريحات كوشنر عن الانقسامات العميقة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية، والتي تزايدت منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر ونقل السفارة الأميركية إليها.

واتهم المسؤولون الفلسطينيون، الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، كوشنر بمحاولة إضعاف عباس وما يصفونه بالمعسكر المعتدل لزعيمهم.

وشكك كوشنر، الذي يعقد اجتماعات مع زعماء في المنطقة ليس بينهم عباس، في مقابلة نشرتها صحيفة القدس الفلسطينية، أمس، في رغبة عباس بالتوصل إلى اتفاق أو قدرته على ذلك.

وقال كوشنر وهو أيضاً صهر ترامب «إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية».

وتابع «مع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، في أن يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت».

ووجه كوشنر حديثه إلى الشعب الفلسطيني مباشرة، مصوراً عباس (82 عاماً) على أنه زعيم يعيش في الماضي.

وقال: «لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة على مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن». وتابع كوشنر الذي يقوم بجولة في المنطقة مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، «لا تدعوا قيادتكم ترفض خطة لم ترها بعد».

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن «الإدارة الأميركية الحالية تحاول في الواقع تدمير المعسكر الفلسطيني المعتدل. يريدون دفعنا للفوضى».

من جانبه، قال المتحدث باسم عباس، نبيل أبوردينة، «الطريق للوصول إلى السلام واضح. هو الالتزام بحل الدولتين. دولة فلسطينية على حدود عام 67 والقدس عاصمة لها. هذا هو الطريق إلى أي مفاوضات أو لقاءات».

وأضاف «المطلوب الالتزام بحل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية».

وقال كوشنر إن القادة العرب «أوضحوا أنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية»، وهو ما كان الأساس للسياسة الأميركية في المنطقة لفترة طويلة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت خطة السلام الجديدة ستتضمن ذلك أكد كوشنر «سيكون الأمر متروكاً للقيادة والشعب من كلا الطرفين، لتحديد ما هو مقبول كحل وسط».

وخلال المقابلة رفض كوشنر مجدداً أن يخوض في تفاصيل خطة السلام: «لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها».

وقال نتنياهو، أمس، إنه ناقش مع المبعوثين الأميركيين العملية الدبلوماسية وقضايا إقليمية مع «التركيز بشكل خاص على الوضع في غزة»، حيث تردت الأوضاع الاقتصادية وتزايد العنف على طول الحدود مع إسرائيل.

وقال نتنياهو في تصريحات خلال اجتماع للحكومة: «طرح سؤال عن كيفية حل الأزمة الإنسانية في غزة دون تقوية شوكة حماس».

يأتي ذلك في وقت حذرت جامعة الدول العربية من سعي إسرائيل لاستهداف المناهج التعليمية الفلسطينية في القدس المحتلة، وفرض المنهج الإسرائيلي لمحو الهوية العربية وإذابة المجتمع المقدسي في المجتمع الاسرائيلي، والحيلولة دون إنشاء المدارس الفلسطينية أو ترميمها.

وقال الأمين المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبوعلي، في كلمة الجامعة في افتتاح الدورة الـ78 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء دولة فلسطين، أمس، إن إسرائيل تعمل على ضرب عناصر العملية التعليمية في فلسطين برمتها ممثلة في المعلم والطالب والمنهاج، مشيراً إلى أنها في قطاع غزة، على سبيل المثال، تعطل جهود إعادة إعمار المؤسسات التعليمية وتحرم الطلاب من الالتحاق بالتعليم في الضفة العربية.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه المتمسك بحقوقه يدرك أن التعليم له دوره في بناء المؤسسات والدولة الفلسطينية، وهو العامل الرئيس في الصمود أمام انتهاكات الاحتلال. في سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن «أسامة خليل أبوخاطر (29 عاماً) توفي، أمس، متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية في جنوب القطاع. وبذلك يرتفع الى 134 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أواخر مارس الماضي.

تويتر