قرقاش لقطر: الحل في الريـاض وعـند سلمان

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أن الشقيق القطري سيكتشف أن الحل في الرياض وعند سلمان، بعد مجهود كبير لتدويل أزمته مع أشقائه. في حين أكدت المنامة أن دول التحالف الرباعي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، نجحت في اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات الحازمة التي كفت من الإرهاب والعبث القادم من قطر.

وكتب قرقاش في تغريدة على «تويتر»، أمس، «بعد مجهود كبير لتدويل أزمته مع أشقائه، وبعد أن يطبل إعلامه، ويصرخ بمظلوميته، سيكتشف الشقيق أن الحل في الرياض وعند سلمان».

وكان قرقاش أكد أن الهرب إلى الأمام عبر إعادة تعريف مفردات «الحصار» وحقوق الإنسان، لا يغطي على قوائم الإرهاب، وضرورة تفسير قطر لها، والدعم الذي توفره للتطرف والفوضى.

وشدّد على أن معالجة جوهر المشكلة، يأتي عبر تغيير التوجه والتعامل الطبيعي مع المحيط.

في السياق، قالت البحرين إن دول التحالف الرباعي، نجحت في اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات الحازمة لحصار الإرهاب القادم من قطر، بدأتها بالإعلان تباعاً في الخامس من يونيو عن مقاطعة قطر دبلوماسياً، وطرد البعثات الدبلوماسية القطرية من الدول الأربع، وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام قطر، ومنعها من العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية، ومنع مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها، وإغلاق جميع المواقع الإعلامية القطرية. ثم استكملت إجراءاتها بالبيان الرباعي في التاسع من يونيو الجاري، بتصنيف 59 فرداً و12 كياناً مرتبطين بقطر في قوائم الإرهاب.

وأضافت أن هذه القرارات تؤكد حزم وعزم الدول الأربع، على كف هذا العبث القادم من الدوحة، والذي يستهدف أمن المنطقة، وقادها إلى كثير من الحروب والأزمات والكوارث التي مازالت تعانيها أقطارنا العربية، كما تؤكد أن الدول الأربع لديها خطة متكاملة للتعامل مع التعنت القطري، الذي تبدى في عدم الاستجابة إلى الوساطات الخليجية التي تمت لحلحلة الأزمة.

كما تؤكد الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، أنها نسقت مواقفها وحددت رؤيتها من التجاوزات القطرية غير المقبولة في لحظة فارقة، استشعرت فيها أن شعوبها تتعرض لمؤامرات خطرة تهدّد سلامتها، من خلال أعمال تمسّ سلامة الجبهات الداخلية، وأن استمرار السكوت على ذلك يمكن أن تنتج عنه أوخم العواقب على أمن وسلامة الأمة العربية بأسرها، وإنه إذا كانت حبال الصبر قد امتدت تجاه تجاوزات الماضي، فإنه من غير الممكن السكوت عن رؤية أخطار تتحرك في الحاضر، وتحمل في طياتها إشارات دالة بشأن مستقبل غامض محفوف بكل عوامل التوتر والقلق، ليس في منطقة الخليج وحدها، وإنما في كل بقعة امتدت إليها أصابع التآمر القطري فوق الخريطة العربية.

وأشارت المنامة، إلى أن هناك العديد من الدلالات على نجاح الجهود الرباعية في لجم قطر ووقف إرهابها لمحيطها الخليجي والعربي، أولى هذه الدلالات: اتساع الدعم العربي والإقليمي والدولي للمواقف المتخذة ضد الدوحة، فهناك أكثر من 15 دولة قامت باتخاذ إجراءات عقابية ضد قطر، تدرجت ما بين اتخاذ إجراءات الدول الأربع نفسها من قطع العلاقات الدبلوماسية ومقاطعة قطر، وبين عقاب الدوحة بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، كما فعلت جزر المالديف وموريشيوس وجزر القمر وموريتانيا، أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي، كما فعلت الأردن وجيبوتي، واتخاذ إجراءات عقابية أخرى مثل المغرب التي أوقفت رحلاتها عبر الدوحة، والسنغال وتشاد اللتين استدعتا سفيرهما هناك للتشاور، ومازال الموقف العربي والإقليمي المناهض لقطر يتصاعد. وهذا التحالف العربي والإقليمي والدولي الجديد ضد الإرهاب وداعميه في الدوحة، سيدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ويكون نواة لمحاربة الإرهاب أياً كان مصدره قطرياً كان أو إيرانياً.

الدلالة الثانية: تأكيد الولايات المتحدة وروسيا بما لهما من ثقل دولي على تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب، يساعد على حصار الإرهاب المدعوم من حكومتها، حيث صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن قطر تدعم الإرهاب، وأن عزلها يشكل بداية نهاية الإرهاب، وعلى دول الخليج أن تعتمد نهجاً حازماً ضد تمويل التطرف، لاسيما أن كل الدلائل تشير إلى تمويل قطر الإرهاب، كما طالب في تصريح قوي قطر بضرورة وقف تمويل ودعم الإرهاب فوراً، وهذا الموقف الحازم هو رسالة قوية لقطر وغيرها من الدول الراعية للإرهاب، وعلى رأسها إيران، وكذلك للمنظمات الإرهابية، بأن الوقت قد حان لمواجهة حاسمة معها، إن لم تتوقف عن ممارساتها الإجرامية بحق المنطقة والعالم.

ثالثة الدلالات على النجاح: أن قطر بدأت ترى بعينها للمرة الأولى نتاج وخطر وكلفة سياساتها العبثية والعدائية ضد بقية الدول في محيطها الخليجي والعربي، وها هي سلطات الدوحة تتجرع من كأس العزلة، وأدركت أنها دولة منبوذة في محيطها وفي العالم. لقد أصبحت الدوحة هدفاً بعد أن كانت تستهدف دول المنطقة، فاللعبة تغيرت بعد أن تبنّت الدول الأربع قرار القطيعة، بعد أن دأبت قطر على تخريب المجتمعات العربية، بنشر ودعم الحركات الفكرية المتطرفة، وتمويل المنظمات المسلحة، بينما كانت في مأمن من كل ذلك، ولم تستهدف إطلاقاً من التنظيمات الإرهابية على مدار 20 سنة، ما كان مثار تعجب ودهشة المتابعين والمحللين والخبراء الأمنيين، إلى أن تكشف دورها الخبيث، وباتت تواجه اليوم محاكمة دولية بدأت خليجياً وعربياً وامتدت دولياً.

رابعة الدلالات على نجاح جهود الرباعية العربية في لجم إرهاب قطر: صدور قائمة محددة بالأفراد والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بقطر، بقرار رباعي مشترك، فهذه القائمة التي اعتمدتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، سيتم بمقتضاها متابعة وحصر أي أفراد أو جهات تابعة أو مرتبطة بأي علاقة مالية أو تجارية أو فنية أو أي علاقة أخرى مهما كان نوعها مع الأسماء الواردة في القائمة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها، وكذلك تدويل هذه القائمة باعتمادها في المنظمات الإقليمية والدولية، وبالتالي ستتم محاصرة هذه المنظمات في داخل قطر وخارجها، ولجم نشاطاتها، وبالتالي يتحقق الهدف الخليجي الأهم من مقاطعة قطر، وهو منعها من دعم وتمويل الإرهاب وكف شرور الجماعات الإرهابية عن الدول الأربع، وعن العالم العربي والإسلامي. ولقد وضعت القائمة قطر في الزاوية، وثبتت عليها تهم دعم الإرهاب وتمويله، خصوصاً أن القائمة تضم شخصيات قطرية مقربة من العائلة الحاكمة، وسبق أن شغلت مناصب حكومية عليا، وشخصيات متشددة أخرى لها ارتباط وثيق بالدوحة، وتشتغل ضمن أجندتها الداعمة للمتشددين. وأدرجت الدول العربية الأربع العشرات من الأشخاص ممن لهم صلات بقطر على قوائم الإرهابيين، ما يلقي بأعباء إضافية على الدوحة، خصوصاً أن هذا الإجراء نقل الخلاف مع قطر إلى بعده الدولي من بوابة قضية الإرهاب، التي تحوز الاهتمام الأول عالمياً، وهو ما سيجعل سجل قطر في دعم الجماعات الإسلامية المتشددة محور بحث أمني، وتقصٍ قضائي في مختلف دول العالم.

ويعطي فتح هذا الملف أمام القضاء الدولي الفرصة لإماطة اللثام عن الشبكات السرية التي تديرها الدوحة خليجياً وعربياً ودولياً. ويمكن أن يعطي إجابات واضحة ودقيقة عن علاقة الدوحة بجماعة الإخوان، وعلاقة التنظيم الإخواني بالجماعات المتشددة الأخرى مثل «القاعدة» و«داعش»، وسر المحاولات التي بذلتها قطر لتجيير احتجاجات 2011، وركوب موجة ما يسمى بـ«الربيع العربي».

ويعبر الموقف القطري بدعم التنظيمات الإرهابية، عن مسعى انتهازي لممارسة دور سياسي يمنح الدوحة مرتبة في العالم العربي، وليس لأي أسباب أيديولوجية، فإذا كانت قطر تبحث عن زعامة فإن الزعامة لا تأتي عن طريق المشاركة في الجريمة الدولية ضد المجتمعات الإنسانية، وإن كانت تمتلك قطر من المال ووسائل الإعلام ما يجعلها تتوهم أنها قادرة على صناعة الدور، إلا أنها لا تستوعب أن لذلك ضوابط وحدوداً عربية وقومية ودولية، فحالة البحث عن وجود ودور أوصلتها الى عزلة عربية وخليجية، كونها ببساطة لا تملك الإمكانات لذلك، كما أنها اختارت الطريق الخاطئ لتحقيق طموحاتها. إن قطر حاولت لعب دور يفوق حجمها السياسي الحقيقي، من خلال عقد تحالفات ثنائية، والدخول في أحلاف إقليمية وعالمية بعيدة عن البيت الخليجي، بالإضافة الى الاستفادة من بعض الأدوات المتمثلة في التنظيمات الارهابية كجماعة الإخوان المسلمين، وبعض التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة، وتلاقت في هذا الاتجاه مع إيران، كل ذلك أوصل المنطقة إلى ما هي عليه حالياً من صراعات واضطرابات.

الأكثر مشاركة