اتفاقية باريس للمناخ تدخل حيز التنفيذ
دخل الاتفاق العالمي لمكافحة التغير المناخي، الذي تم التوصل إليه في باريس العام الماضي حيز التنفيذ رسمياً، أمس، قبل ثلاثة أيام من بدء مؤتمر المناخ الـ22 في مراكش، حيث سيتم بحث سبل تنفيذه من قبل 192 بلداً، وقعت على أول اتفاق عالمي لكبح التغير المناخي.
فمنذ أقل من سنة اجتمعت 192 دولة وتوصلت إلى اتفاقية عالمية حول المناخ مع وعد بالعمل معاً للحد من ارتفاع الحرارة العالمية، تجنباً لأسوأ تأثيرات ناتجة عن تغير المناخ، وأصبحت تلك الاتفاقية اليوم بمثابة «قانون الكوكب».
وقال رئيس مبادرة التعامل مع المناخ العالمي والطاقة الخاصة بالصندوق العالمي للطبيعة، مانيويل بولغارــ فيدال، بهذه المناسبة «إنه إنجاز تاريخي يستحق الاحتفال، إن الأجواء المحيطة بدخول اتفاقية باريس حيز التنفيذ واحد من الآمال والمشاعر المملوءة بالثقة المتبادلة بين جميع الأطراف، وروح التعاون ساعدت على إبرام شراكة سريعة بين الدول والجهات الفاعلة من غير الدول قربت ما بين الشمال والجنوب، وعزّزت من التعاون، ما ساهم في تحقيق الاتفاقية».
وأضاف أنه «بتجاوز الصراعات القديمة وضعت اتفاقية باريس طريقة جديدة للعمل معاً، واستحدثت إطاراً فريداً للشراكة بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني والجماعات الدينية والمجتمعات المحلية للتعاون والالتفاف وراء هذه القضية المشتركة الحاسمة لكوكب الأرض بشكل جماعي».
وأكد الحاجة إلى تحويل وعد باريس إلى عمل بالغ الأهمية لا يقل أهمية عن الوعد ذاته من خلال تسليط الضوء على الجولة المقبلة من محادثات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في مراكش. وقال إنه «يجب علينا مواصلة هذا الزخم، عن طريق الارتقاء بالإجراءات حتى نتمكن من إبطاء تغير المناخ».
من جهتها، قالت مسؤولة ملف المناخ في الأمم المتحدة، باتريسيا إسبينوزا، ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، الذي يترأس مؤتمر مراكش، الذي يفتتح في السابع من نوفمبر، في بيان إن «سرعة دخول الاتفاق حيز التنفيذ هي إشارة سياسية واضحة بأن جميع دول العالم ملتزمة بالتحرك الشامل والحاسم ضد التغير المناخي».
وحيّت الرئاسة الفرنسية ما وصفته بأنه «يوم تاريخي لكوكب الأرض».
وكان الاتفاق يحتاج إلى توقيع 55 بلداً، تصدر 55% على الأقل من الغازات المسؤولة عن ظاهرة التغير المناخي، وهو ما حدث أسرع من توقعات الخبراء وتم في أكتوبر الماضي، ما مهد دخوله حيز التنفيذ بعد شهر منه.
وحتى اليوم صدقت 97 من أصل البلدان الموقعة (192) على الاتفاق.
ولكن سرعة بدء سريان الاتفاق لا ينبغي ان تحجب الجهود الهائلة التي يتعين على كل دولة بذلها لتحقيق هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض تحت درجتين مئويتين، مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل الثورة الصناعية.
ولكن الوقت ينفد، وفق علماء المناخ، نظراً لارتفاع متوسط حرارة الأرض درجة مئوية واحدة تقريباً، وحتى اكثر من ذلك في القطب الشمالي والبحر المتوسط.
ولبلوغ هدف إبقاء الارتفاع دون درجتين مئويتين، ينبغي وقف زيادة انبعاثات الغازات الملوثة، ثم خفضها بنسبة 40 إلى 70% بين 2010 و2050، وفق الخبراء.