غارات إسرائيلية على غزة.. والفصائل تحذّر من التصعيد

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، غارات جوية، في جنوب وشمال قطاع غزة، فيما أطلق مقاتلون فلسطينيون قذائف هاون والنار تجاه الآليات العسكرية المتمركزة على الحدود مع القطاع، وفي حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أنها لا تريد حرباً جديدة، لكنها لن تسمح بتوغلات إسرائيلية داخل أراضي القطاع، حذرت فصائل المقاومة من التصعيد، معلنة جهوزيتها للتصدي لأي عدوان يفرض على القطاع الذي يشهد توتراً منذ الأربعاء الماضي.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن طائرات الاحتلال من نوع «إف-16» قصفت، صباح أمس، بصاروخين أرضاً زراعية ببلدة خزاعة في خانيونس (جنوب)، وقبلها بساعة نفذت غارة على أرض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال) «ما أحدث أضراراً، من دون أن تسجل إصابات».

وأكد شهود عيان أن الغارة الجوية في بلدة خزاعة «استهدفت نقطة مراقبة عسكرية تابعة لكتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إحدى طائراته شنت غارة على موقع لـ«حماس» في جنوب قطاع غزة، رداً على إطلاق قذائف هاون فلسطينية على جنود إسرائيليين يعملون على طول السياج الأمني المحيط بالقطاع.

كما قصفت المدفعية الإسرائيلية، أمس، بالقذائف مرات عدة المناطق الزراعية القريبة من الحدود الشرقية للقطاع.

وذكر شهود عيان أن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا ثلاث قذائف هاون تجاه مدرعات إسرائيلية قرب الحدود جنوب القطاع، من دون مزيد من التفاصيل.

ومنذ الأربعاء، أسفر التصعيد عن استشهاد فلسطينية في الـ54 من العمر بنيران دبابات إسرائيلية، بحسب مصادر طبية فلسطينية، كما أصيب في غارات إسرائيلية، أول من أمس، خمسة أشخاص آخرين بينهم ثلاثة أطفال.

وتعرض الجنود الإسرائيليون، الذين يعملون قرب السياج الفاصل حول قطاع غزة، لإطلاق أكثر من 10 قذائف فلسطينية، بحسب تعداد للجيش، الذي نسبها إلى «حماس».

في السياق، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، أن «حماس» لا تريد حرباً جديدة، لكنها لن تسمح بتوغلات إسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة.

وقال في خطبة الجمعة، في مسجد بدير البلح وسط القطاع: «نحن إذ لا ندعو لحرب جديدة، لكننا لن نسمح إطلاقاً بهذه التغولات والتوغلات وفرض الوقائع على أهلنا وغزتنا»، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي «يتوغل داخل أرض غزة 100 متر و150 متراً بحجة البحث عن أنفاق».

وأضاف «لن نسمح بإنشاء ما يسمى بالمنطقة العازلة في داخل حدود غزة، وهذا شيء تم إقراره والتفاهم بشأنه في مفاوضات القاهرة خلال (مواجهة) العصف المأكول»، في إشارة إلى اتفاق التهدئة مع إسرائيل الذي جرى التوصل إليه بعد عدوان صيف 2014.

وقال «بعثنا برسائل متعددة، أولاها أن المقاومة لن تسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يفرض معادلة جديدة داخل حدود قطاع غزة، والمقاومة لن تقبل ولن تسمح أن يفرض الاحتلال واقعاً جديداً ومعادلة جديدة بالميدان على الأرض، لذلك الأبطال حراس البلد والشعب تصدوا لهذه التوغلات». واعتبر أن توغل الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء الماضي، قرب حدود غزة «خرق فاضح وواضح وليس جديداً على المحتل، لتفاهمات التهدئة».

وأوضح هنية أن اتصالات حصلت «خلال الأيام الماضية» مع قطر ومصر والأمم المتحدة وتركيا «من أجل كبح جماح العدوان الإسرائيلي، ووقف هذا التغول على غزة»، مشيراً إلى أن هذه الجهود مستمرة.

من جهتها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس، الاحتلال الإسرائيلي من نقل التصعيد إلى دائرة استهداف المواطنين، الأمر الذي سيدفع المقاومة للرد بالمثل.

كما حذرت «كتائب المقاومة الوطنية» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من خطورة استمرار توغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الشرقية للقطاع، محملة الاحتلال جميع التداعيات المترتبة عليها.

وقالت «الكتائب»، في بيان، إن هذه التوغلات المتواصلة التي تبين أن الاحتلال عازم على فرض منطقة أمنية عازلة لن يسمح بها، وهي حق مشروع للرد عليها من قبل المقاومة الفلسطينية.

وشددت على جهوزيتها للتصدي لأي عدوان يفرض على قطاع غزة، داعية جميع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة وموحدة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية. إلى ذلك، أكد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينيت» بعد اجتماعه، أمس، أن الجيش الإسرائيلي سيستمر بالعمل على اكتشاف الأنفاق من قطاع غزة نحو إسرائيل.
 

الأكثر مشاركة