العبادي يعتبر نشر قوات أجنبية في العراق «عملاً معادياً»

نفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن تكون الحكومة العراقية قد طلبت من أي دولة إرسال قوات برية إلى العراق، في إطار الحرب على تنظيم «داعش»، معتبراً أن نشر مثل هذه القوات سيعتبر «عملاً معادياً». في وقت اتهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمس، التحالف الدولي بدعم التنظيم.

ورفض العبادي إعلان الولايات المتحدة إرسال وحدة من القوات الخاصة (نحو 100 جندي) لمحاربة «داعش» في العراق وسورية.

وقال في بيان صادر عن مكتبه، إن «الحكومة العراقية تؤكد موقفها الحازم ورفضها القاطع لأي عمل من هذا النوع، يصدر من أي دولة وينتهك سيادتنا الوطنية، وسنعد إرسال أي دولة لقوات برية قتالية عملاً معادياً، ونتعامل معه على هذا الأساس».

وأكد البيان أن العبادي «يجدد التأكيد على عدم حاجة العراق إلى قوات برية أجنبية».

وأضاف أن «الحكومة العراقية ملتزمة بعدم السماح بوجود أي قوة برية على أرض العراق، ولم تطلب من اي جهة سواء إقليمية أو من التحالف الدولي إرسال قوات برية إلى العراق».

وأشار البيان إلى أن «الحكومة العراقية تؤكد موقفها الثابت الذي أعلنته مراراً بأنها طالبت وتطالب دول العالم والتحالف الدولي بالوقوف مع العراق في حربه ضد إرهاب (داعش)، بتقديم الإسناد الجوي والسلاح والذخيرة والتدريب».

وقال «أكدنا ضرورة زيادة فاعلية الدعم الجوي للقوات العراقية، وملاحقة عناصر وقادة عصابة (داعش) الإرهابية على الحدود وفي الصحراء وايقاف تمويله، وهو الطلب الذي استجاب له الجانب الأميركي، على ألا يتم القيام بأي نشاط إلا بموافقة الحكومة العراقية، وضمن السيادة العراقية الكاملة».

ويعد هذا الموقف الأكثر حزماً من قبل رئيس الحكومة العراقية، الذي اكد الاربعاء الماضي، أن بلاده ليست بحاجة لقوات برية أجنبية على أراضيها لهزيمة «داعش».

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، صرح الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة ستنشر في العراق «قوة استكشاف متخصصة» لمساعدة القوات العراقية والبشمركة الكردية على قتال «داعش»، بالتنسيق التام مع الحكومة العراقية.

وعلى الرغم من أن القوات الخاصة الجديدة ستتمركز في العراق، لكنها ستكون قادرة ايضاً على شن هجمات عبر الحدود في شمال سورية.

وأوضح كارتر أن «هذه القوات الخاصة ستتمكن مع الوقت من القيام بالمداهمات، وتحرير الرهائن، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والقبض على قادة في (داعش)».

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بروكسل «بالطبع أبلغت الحكومة العراقية مسبقاً بإعلان الوزير كارتر».

وأضاف «سنواصل العمل بشكل وثيق جداً مع شركائنا العراقيين، حول من سيتم نشره وأين وعن نوعية المهمات التي سيكلفون بها، وكيفية دعمهم للجهود العراقية في سبيل إنزال الهزيمة والقضاء» على «داعش».

وأوضح أن العمل على الخطط «سيكون بالتشاور الكامل والموافقة الكاملة للحكومة العراقية».

في السياق، قال مقتدى الصدر، إن التحالف الدولي لا ينوي محاربة «داعش»، بل هناك دلائل تشير إلى دعمه للتنظيم.

ونقل موقعه في رده على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بأن ضربات التحالف أوقفت تمدد «داعش»، قوله «ادعاؤهم هذا محض افتراء، كونهم ليسوا أصحاب نية صادقة، بل هناك ادلة على دعمهم (داعش)».

وأضاف «لو انهم أرادوا القضاء عليه لقاموا بالقضاء على منابع المال والدعم الـ(داعشي) البغيض وعندهم في أوروبا الكثير من الداعمين».

ودعاهم إلى «عدم التعاطف مع الدول المتشددة التي تدعم (داعش) مادياً ومعنوياً»، كما دعا إلى عدم دعم المتشددين من المذاهب الإسلامية، «كما فعلوا مع الحكومة السابقة التي أججت الوضع داخل العراق، وحرقت الأخضر واليابس، (في إشارة إلى حكومة نوري المالكي)، بل عليهم ان يدعموا شخصيات سياسية معتدلة».

وقال «ان العراقيين قادرون على تحرير بلدهم، ولا حاجة لتوالي الاحتلال عليهم بجميع صنوفه»، معتبراً أن التدخل العسكري «جبن وضعف وتهرب من الحرب الحقيقية، أمام شذاذ الآفاق».

من جهته، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي، أمس، الحكومة الألمانية إلى تعزيز التعاون الاستخباري، بما يدعم المواجهة التي يخوضها العراق ضد «داعش».

ونقل موقع حمودي خلال لقائه عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألماني جون والد فول، قوله، إن «الإرهاب يمثل تحدياً للعالم بأسره، وانه على الرغم من كل ما سببه من تشويه لصورة الإسلام، لكنه عزز الروح الوطنية للعراقيين باستهدافه جميع المكونات باختلاف أديانها ومذاهبها وقومياتها».

 

الأكثر مشاركة