كي مون يدعو إلى تنفيذ العقوبات ضد «داعش»
حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الدول على تنفيذ حظر دولي على السلاح، وعقوبات اقتصادية على تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق «داعش» المتشدد، الذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسورية، في وقت يشهد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انشقاقات كبيرة، وحالة تمرد يقودها عدد من أمراء التنظيم ضد عبدالمالك درودكال، من أجل إزاحته عن «الإمارة»، والإسراع في إعلان الولاء لأمير «داعش» أبوبكر البغدادي.
وفي تقرير لمجلس الأمن بشأن البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق، وصف كي مون الوضع الأمني المتدهور بسرعة بسبب أعمال المتشددين السنة بأنه «مثير للقلق العميق».
وكتب بان في تقريره «أدين بشدة تصاعد العنف بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومؤيديه، وأدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها جيران العراق، إلى التوحد ودعم العراق في حربه ضد الإرهاب». وأضاف «على الدول الأعضاء الوفاء بالتزامها بتنفيذ وتطبيق العقوبات المالية المستهدفة، وحظر السلاح، والحظر على السفر المفروض على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، لا ينبغي السماح بأن ينجح الإرهاب في إبعاد العراق عن مساره صوب الاستقرار والديمقراطية».
وكان مجلس الأمن قد أدرج تنظيم القاعدة في العراق على القائمة السوداء، وجرى تعديل ذلك التصنيف العام الماضي ليشمل «داعش» الذي خرج من عباءة القاعدة، لكن تماديه في أعمال العنف المتطرفة باعد بينه وبين زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري وغيره.
وأعلن «داعش» عن قيام خلافة إسلامية، وغنم أسلحة من مستودعات للسلاح في العراق وسورية، وحصل على أموال من بنوك في مدن اجتاحها، وسيطر على حقول نفطية وأراض زراعية.
وقال كي مون إن الأنباء عن عمليات إعدام جماعية وغيرها من الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان على يد الدولة الإسلامية «مثيرة للانزعاج بشكل شديد». وأضاف «يتعين على المجتمع الدولي، بما في ذلك دول المنطقة، التضامن مع العراق في وقت الأزمة هذا، وفي الوقت نفسه ينبغي أن يرتقي الزعماء العراقيون فوق المصالح السياسية والطائفية الضيقة، للتصدي لأخطر التحديات التي تواجه البلاد منذ سنوات».
في السياق نفسه، تتابع مصالح الأمن الجزائرية باهتمام كبير أنباء متسارعة حول انشقاقات كبيرة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحالة تمرد يقودها عدد من أمراء التنظيم ضد عبدالمالك درودكال من أجل إزاحته عن «الإمارة» والإسراع في إعلان الولاء لأمير الدولة الإسلامية «داعش».
ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية، أمس، عن مصدر أمني رفيع قوله إن الانشقاق بدأ قبل أكثر من شهر، وإن القاعدة قد تتحول إلى تنظيمين، أحدهما يتبع «الخليفة» أبوبكر البغدادي، والثاني يوالي أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وبدأت قصة التمرد على قيادة عبدالمالك درودكال، حسب ذات المصدر، في بداية يونيو الماضي، بعد أن تواترت أنباء عن النزاع في أعلى هرم التنظيمات السلفية الجهادية في العالم، بين الظواهري من جهة وأمير داعش، حول تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق إلى سورية. واعتبر درودكال، أن انتقال الجهاديين إلى سورية يعني خسارة الحرب ضد فرنسا في شمال مالي. وكان هذا الموقف في البداية يعني أن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يقف ضد جبهة النصرة التي احتضنت في البداية الجهاديين القادمين من دول المغرب العربي. ورغم أن انتقاد درودكال لعمليات تجنيد الجهاديين كان يعني انتقاداً مباشراً للظواهري، إلا أن درودكال بقي على بيعته القديمة للظواهري.