القوات النظامية تبدأ عملية في أحياء حمص المحاصرة

بدأت القوات النظامية السورية عملية عسكرية في الاحياء المحاصرة من مدينة حمص، أمس، محققة بعض التقدم في اتجاهات عدة، فيما واصلت تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية والحدودية مع لبنان، التي باتت خاضعة بشكل شبه كامل لسيطرتها، بعد استعادة بلدة معلولا ومناطق مجاورة لها، أول من أمس. في حين قتل طفل وأصيب 41 آخرين، معظمهم من الاطفال، أمس، إثر سقوط قذائف هاون على أحياء في العاصمة السورية دمشق.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أمس، في شريط إخباري عاجل، أن «وحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع الدفاع الوطني، تحقق نجاحات مهمة في حمص القديمة، وتتقدم باتجاهات (أحياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح، وتقضي على أعداد من الإرهابيين وتدمر أوكارهم».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محاولة الاقتحام والتقدم الذي يترافق مع قصف وغارات واشتباكات عنيفة. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن العملية العسكرية بدأت، أول من أمس، «بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني».

وأفاد عن «قصف كثيف على حمص القديمة، وغارات جوية، ومحاولة اقتحام من ناحية جورة الشياح، تترافق مع اشتباكات عنيفة». وأضاف أن القوات النظامية «تمكنت من السيطرة على كتل من الابنية»، لافتاً إلى أن «هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد». وتحاصر قوات النظام أحياء عدة في مدينة حمص في وسط البلاد، بينها حمص القديمة، منذ نحو سنتين. وتعاني هذه الاحياء نقصاً حاداً في المواد الغذائية والادوية. وتأتي العملية العسكرية بعد هدنة استمرت أسابيع، تم خلالها إدخال مواد غذائية ومساعدات بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة بإشراف الامم المتحدة. وتم بموجب هذا الاتفاق إجلاء أكثر من 1400 مدني في فبراير الماضي من الاحياء المحاصرة في حمص، بحسب رقم تقريبي يستند إلى ما أعلنته السلطات.

وأكد المرصد وناشطون أن مئات الناشطين والمقاتلين خرجوا بدورهم في وقت لاحق بموجب تسويات مع السلطات.

وقال ناشط يقدم نفسه باسم (ابوزياد) لا يزال موجوداً داخل حمص لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت، ان هناك نحو 1200 مقاتل لايزالون في المدينة و180 مدنياً بينهم 60 ناشطاً. ولا يوجد أي منفذ لهؤلاء إلى خارج المدينة، وبالتالي لا يمكنهم الانسحاب إلى مناطق أخرى، كما حصل في مدن وبلدات شهدت اقتحامات لقوات النظام بعد إفساح المجال للمقاتلين بالانسحاب.

وفي دمشق، قتل طفل وأصيب 41 آخرين، معظمهم من الاطفال، إثر سقوط قذائف هاون على أحياء في العاصمة السورية.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله إن «قذيفة هاون سقطت على مدرسة المنار للتعليم الأساسي في باب توما، ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 36 آخرين». وأضاف أن قذيفة أخرى «سقطت في تجمع مدارس قرب كنيسة مار الياس بالدويلعة، ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين».

وبعد سيطرة القوات النظامية، مدعومة من «حزب الله» اللبناني، أول من أمس، على بلدة معلولا وعدد من التلال في منطقة القلمون، نقل التلفزيون السوري الرسمي، أمس، عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة عسال الورد (القريبة من معلولا) في القلمون بريف دمشق، بعد القضاء على أعداد كبيرة من الارهابيين وفرار الباقين منها».

وتقع عسال الورد على بعد 55 كلم شمال دمشق، وهي ملاصقة لبلدتي الصرخة ومعلولا اللتين استعاد النظام السيطرة عليهما، أول من أمس. وكان مصدر أمني سوري ذكر، أول من أمس، لـ«فرانس برس» أن «الإرهاب انهار في القلمون»، في إشارة إلى مجموعات المعارضة المسلحة، بينما ذكر المرصد أن القلمون «باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات النظام وحزب الله».

إلا أنه أشار إلى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في القلمون وقرب الحدود مع لبنان، إضافة إلى نقطة تجمع كبيرة في الزبداني في جنوب القلمون.

 

 

الأكثر مشاركة