موسكو ترفض تحميل طهران مسؤولية فشل مفاوضات جنـيف
رفضت موسكو، أمس، تحميل واشنطن لطهران مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات جنيف بين إيران والسداسية الدولية، وقالت إن تصريحات الجانب الأميركي بهذا الشأن «تشوه الواقع»، في حين قالت مصادر امنية إسرائيلية، إن الكلفة الاجمالية للبرنامج النووي الايراني بلغت 170 مليار دولار.
وتفصيلاً، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، أمس، عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله، إن «الإيرانيين ليسوا مسؤولين عن هذا الفشل». وأضاف أن «إيران وافقت على مشروع الاتفاق، لكن الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية لم تتمكن من الاتفاق عليه في النهاية، لأن ذلك تطلب اتخاذ القرار بالإجماع». وقال المصدر ان «المسودة المشتركة كانت تناسب الجانب الايراني، لكن بما ان القرارات في المفاوضات تتخذ بالإجماع فإنه لم يكن بالإمكان التوصل لاتفاق نهائي».
| رفض وتهديد تعارض إسرائيل بشــدة التوصـــل إلى اتفاق بين ايران ودول «5+1» تتعلق بتحديد أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد الماضي في بداية الاجتماع الاسبوعي لحكومته، أن اسرائيل ستبذل اقصى جهدها لإقناع المجتمع الدولي بمنع ابرام «اتفاق سيئ» حول النووي الإيراني. وهددت اسرائيل مراراً بأنها قد تشن ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية. |
وأضاف «وهذا لم يكن ذنب الايرانيين». ورفض المصدر تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال، إن الدول الست الكبرى المعروفة بمجموعة «خمسة زائد واحد» كانت موحدة في المحادثات، وان الايرانيين هم الذين لم يكن بإمكانهم القبول بالمقترح. وقال المصدر «ان تفسيرات كتلك تبسط بشكل مفرط بل تشوه ما حدث في جنيف».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حمل ايران مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات جنيف بين مجموعة «5+1»، (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، وإيران بشأن برنامجها النووي. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب، أول من أمس، في تغريدة على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السيد الوزير، هل كانت إيران غيرت مساء الخميس (الماضي) نصف المسودة الأميركية ورفضتها بشكل علني صباح الجمعة (الماضي)؟». وجاءت تغريدة ظريف بعد أن حمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إيران المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات جنيف بين القوى الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي. ومساء الاثنين قلل ظريف من اهمية تصريحات كيري. وقال «إذا اردنا ان نكون عادلين فإن تلك التصريحات أحياناً تهدف إلى معالجة مخاوف ما او مخاوف الدولة المضيفة». وانضم فابيوس إلى المحادثات الجمعة، وأدلى على الفور بتصريحات قال فيها إنه فيما يتم احراز تقدم في المحادثات «لم يتم الاتفاق على أي شيء بعد». بل كان أقل تفاؤلاً في اليوم التالي.
وقال فابيوس صباح السبت لإذاعة «فرانس انتر»: «هناك مسودة اولية لا نقبلها». وأضاف «بعض النقاط لسنا راضين عنها»، مشيراً إلى مفاعل آراك النووي ومسألة تخصيب اليورانيوم. وانتهت محادثات الملف النووي الإيراني التي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا دون التوصل لاتفاق. وتستأنف المحادثات في جنيف في 20 نوفمبر. من جهة أخرى، ذكرت مصادر امنية إسرائيلية لوكالة «فرانس برس»، أمس، ان الكلفة الاجمالية للبرنامج النووي الايراني بلغت 170 مليار دولار. وأشارت هذه المصادر إلى انه تم «استثمار» 40 مليار دولار «في السنوات الـ20 الأخيرة في إنشاء وتشغيل المنشآت النووية». وأضافت المصادر ان إيران خسرت «130 مليار دولار بسبب العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2012». وقالت المصادر ان بين هذه الخسائر 105 مليارات دولار مرتبطة بالحظر المفروض على بيع النفط الإيراني، و25 مليار دولار على العقوبات المالية على المصارف والتجارة والصناعة وخسائر في مجالات التنمية والاستثمارات.