المعارضة تسيطر على مستودعات ضخمة للأسلحة في ريف حمص

سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية السورية قرب بلدة مهين في محافظة حمص (وسط)، بعد معارك مستمرة منذ اكثر من أسبوعين، واستولوا على كميات من الأسلحة. في وقت قارن الرئيس السوري بشار الأسد بين النزاع الذي يخوضه ضد مقاتلي المعارضة الذين يعدهم «إرهابيين»، والنزاع الأهلي الذي غرقت فيه الجزائر لقرابة عقد من الزمن.

وأكدت مصادر بالمعارضة السورية، أن مسلحين من المعارضة تمكنوا من السيطرة على ثاني أكبر مستودع للأسلحة في البلاد.

وقال المنسق الإعلامي والسياسي لقيادة أركان الجيش السوري الحر لؤي المقداد، إن المقاتلين تمكنوا خلال الساعات الأولى من صباح أمس، من السيطرة على مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين بمنطقة صحراوية جنوب شرق محافظة حمص.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إن مقاتلين من «جبهة النصرة» الإسلامية مدعومين بمقاتلين من «الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)» ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم «كتيبة الاستشهاديين»، ومقاتلي «كتيبة مغاوير بابا عمرو» وكتائب مقاتلة، سيطروا على مبانٍ ومخازن في مستودعات الأسلحة التابعة للقوات النظامية قرب بلدة مهين في ريف حمص.

وأشار إلى أن المقاتلين «استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من المستودعات التي تتألف من نحو 30 مبنى ومخزناً»، وتقع إلى الجنوب من مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص. وأوضح عبدالرحمن أن ما لا يقل عن 50 شخصاً قتلوا في المعارك التي دارت أول من أمس، حتى فجر أمس، بينهم 21 مقاتلاً سورياً، اضافة إلى مقاتلين غير سوريين، كما قتل «20 عنصراً على الأقل من القوات النظامية».

وأشار إلى أن معارك عنيفة اندلعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية «اثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الأسلحة».

من جهته، قال مصدر أمني سوري إن «المعارك تدور في مهين والمناطق المحيطة بها منذ اسبوعين ولغاية الآن من أجل القضاء على وجود المسلحين فيها، ولم يتم حتى الآن الاستيلاء على مخازن الأسلحة. وأشار المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، إلى أن «المسلحين يتكبدون خسائر فادحة».

وفي حلب (شمال)، قال المرصد إن مقاتلين معارضين بينهم جهاديون من «الدولة الاسلامية وجبهة النصرة» يشتبكون مع القوات النظامية في محيط المحطة الحرارية التي تغذي مدينة حلب بالكهرباء.

وأشار إلى «مقتل ما لا يقل عن 10 جنود من القوات النظامية ومقتل مقاتلين من الدولة الاسلامية وجبهة النصرة»، متحدثاً عن «مخاوف من انفجار في المحطة» الواقعة إلى الشرق من حلب، ما قد يؤدي إلى «انقطاع كامل» في التيار الكهربائي عن ثانية كبرى المدن السورية.

من ناحية أخرى، قارن الرئيس السوري بين النزاع الذي يخوضه ضد مقاتلي المعارضة، والنزاع الاهلي الذي غرقت فيه الجزائر لقرابة عقد من الزمن. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الأسد قوله خلال استقباله وفداً جزائرياً من اللجنة الوطنية الجزائرية لدعم سورية، التي تضم سياسيين وإعلاميين وشخصيات أكاديمية، إن «مواقف الشعب الجزائري المساندة لسورية ليست غريبة عن هذا الشعب، خصوصاً انه خاض تجربة مشابهة إلى حد بعيد لما يعانيه الشعب السوري الآن في مواجهة الإرهاب». ويعتبر النظام السوري أن مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية «إرهابيون» مدعومون من دول عربية وغربية. وامتنعت الجزائر عن التصويت ضد أي قرار في الجامعة العربية ضد النظام السوري.

 

الأكثر مشاركة