مرسي لرئيس المحكمة: لا يحق لك محاكمتي لأني رئيسك
أصدر قاضي محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، قراره في ختام الجلسة الاولى للمحاكمة بتأجيل القضية إلى الثامن من يناير المقبل، للاطلاع على المستندات، وفيما قال مرسي لرئيس المحكمة «لا يحق لك محاكمتي لأني رئيسك»، طالب المدعون بالحق المدني بإعدامه. وأكد التلفزيون المصري نقل مرسي إلى سجن برج العرب في الإسكندرية، حيث وصل على متن طائرة مروحية إلى السجن، واندلعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه، في وسط القاهرة، وتمكَّنت عناصر الأمن من التفريق بين الجانبين بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع.
وتفصيلاً، بدأت أمس، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي اغتنم فرصة أول ظهور له منذ الاطاحة به واحتجازه في مكان سري، لتأكيد عدم اعترافه بالمحاكمة ولا بـ«الانقلاب» الذي يتهم قادة الجيش بتدبيره.
| أول ظهور بث التلفزيون المصري، أمس، لقطات للرئيس المعزول محمد مرسي وهو في قفص الاتهام بالمحكمة، حيث عقدت أولى جلسات محاكمته بتهم تتصل بقتل متظاهرين. وهذا أول ظهور علني لمرسي منذ ان عزله الجيش في الثالث من يوليو بعد احتجاجات مناهضة لحكمه. وأظهرت اللقطات مرسي وهو يخرج من سيارة «فان» بيضاء تحيط به قوات الأمن. ولم تكن التغطية المصورة مصحوبة بصوت. القاهرة - رويترز |
وبدا مرسي (62 عاماً)، الذي كان يرتدي بذلة زرقاء داكنة ولم يلتزم كما يقضي القانون المصري بالزي الابيض للمحبوسين احتياطياً، منفعلاً وغاضباً، بحسب صحافي من وكالة «فرانس برس» داخل قاعة المحكمة التي حظر دخول كاميرات التصوير والفيديو إليها، ولم يتم بثها بثاً مباشراً على شاشات التلفزيون، خلافاً لما حدث مع الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي نقلت معظمها على الهواء مباشرة. وقال مرسي رداً على نداء رئيس المحكمة، القاضي احمد صبري يوسف، عليه كمتهم لإثبات حضوره «أنا الدكتور محمد مرسي، أنا رئيس الجمهورية، وأنا محبوس بسبب انقلاب، والانقلاب جريمة والمحكمة غطاء للانقلاب، هذه ليست محكمة»، بحسب صحافي من وكالة «فرانس برس» داخل قاعة المحكمة. وأضاف مرسي انه «ينبغي محاكمة قادة الانقلاب أمام هذه المحكمة».
وفي سياق مجريات المحاكمة طالب مرسي القاضي بإخلاء سبيله ليمارس مهام منصبه كرئيس للبلاد، مشيراً إلى أنه موجود في هذا المكان قسراً وبالقوة، كما انفرد رئيس هيئة الدفاع سليم العوا بالرئيس المعزول لتهدئته بعد هتافه ضد الجيش وقادته.
من جانبه، دعا القيادي في الجماعة عصام العريان، الذي يحاكم مع مرسي لاتهامه بقتل المتظاهرين، إلى محاكمة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. واتهم القيادي الإخواني محمد البلتاجي وزير الدفاع بأنه وراء عمليات القتل، ووصف العريان المحكمة بأنها غير دستورية، وطالب بمحاكمة السيسي ووزير الداخلية.
وعلى الجانب الآخر، طالب المدعون بالحق المدني بإنزال عقوبة الإعدام بحق مرسي، لتسببه في قتل المتظاهرين امام محكمة الاتحادية. ونقلت صحيفة «اليوم السابع» عن فريق الدفاع تجهيزه لمفاجآت عديدة خلال سير المحاكمة وتلويحه إلى احتمالات اللجوء لتدويل القضية.
وكان مرسي وصل إلى المحكمة في الساعة 7,20 صباحا في مروحية عسكرية من مكان احتجازه الذي ظل سرياً طوال الشهور الاربعة الأخيرة.
ويحاكم مرسي و14 آخرون، من بينهم سبعة تتم محاكمتهم غيابياً، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين معارضين امام قصر الاتحادية الرئاسي إبان وجود الرئيس المقال في السلطة في الخامس من ديسمبر 2012.
وسبق ان أعلن «تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب» رفض مرسي الاعتراف بهذه المحاكمة ورفضه توكيل أي محامين للدفاع عنه، إلا أن هيئة دفاع برئاسة المرشح الرئاسي السابق سليم العوا شكلت لمراقبة اجراءات المحاكمة، بحسب بيان للتحالف الذي تشكل عقب إطاحة مرسي من قبل الجيش في الثالث من يوليو الماضي، والذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين.
وتجمع عشرات من أنصار مرسي أمام مقر المحكمة التي تعقد بأكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس (شمال شرق القاهرة)، وهو المكان نفسه الذي جرت فيه محاكمة الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة يناير 2011.
وكان أنصار الرئيس مرسي يرفعون شعار «رابعة» (أربعة أصابع مرفوعة لأعلى)، الذي صار رمزاً لهم منذ ان فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامهم في 14 أغسطس الماضي. وانتشرت قوات الامن بكثافة امام مقر المحكمة لتأمينها.
وتظاهر كذلك نحو 5000 من أنصار مرسي امام مقر المحكمة الدستورية في منطقة المعادي، جنوب القاهرة، وكانوا يحملون صوره ويهتفون ضد الجيش. كما تجمع مئات من أنصار الرئيس المعزول أمام مقر دار القضاء العالي في وسط القاهرة وبجوارهم تظاهر عشرات من مؤيدي الجيش وكانوا يهتفون «السيسي هو رئيسي».
وتبادل أنصار مرسي ومعارضيه التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة واشتبكوا بالأيدي بمحيط «دار القضاء العالي»، فوقع عدد غير محدَّد من المصابين، تم إسعافهم من خلال سيارات الإسعاف الموجودة بالقرب من موقع الاشتباكات.
وقد بدأت الاشتباكات بملاسنات بين عدد من الباعة الجوالين في منطقة «بولاق أبوالعلا» المواجهة لدار القضاء العالي وبين أنصار المعزول، لعدم تمكن الباعة من العمل بسبب الوقفة، فتطورت الملاسنات إلى اشتباكات قام على إثرها عناصر الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وأوقفت عدداً من الجانبين بعد أن اتسعت رقعة الاشتباكات.
وجرت الاشتباكات التي يحاكم بسببها مرسي والتي أوقعت سبعة قتلى على الأقل، في الخامس من ديسمبر 2012 عندما هاجم عشرات من أعضاء الاخوان المسلمين متظاهرين تجمعوا أمام قصر الرئاسة للاحتجاج على إعلان دستوري كان الرئيس المعزول أصدره، ووصفته المعارضة آنذاك بـ«الاستبدادي».
وعلى صعيد آخر، قتل ضابط في الجيش المصري بعد الظهر بالقرب من مدينة الاسماعيلية (على قناة السويس) عندما أطلق شخص مترجل النار عليه أثناء وجوده في نقطة تفتيش للجيش على طريق القاهرة - الاسماعيلية، بحسب مصدر امني. وكان شرطيان قتلا، الليلة قبل الماضية، في منطقة الاسماعيلية التي اصبحت خلال الأسابيع الاخيرة مسرحاً لاعتداءات متكررة يشنها مجهولون يعتقد انهم إسلاميون مسلحون على قوات الجيش والشرطة.
وقتل أكثر من 100 من أفراد الجيش والشرطة في تلك الهجمات التي تصاعدت منذ عزل مرسي مطلع يوليو الماضي.