متظاهرون في بلدة كفرنبل بريف إدلب يحملون لافتة تدين تسليح روسيا للأسد بصواريخ إس ‬300 لدعمه قبل مؤتمر جنيف ‬2. أ.ف.ب

مقاتلون معارضون يدخلون إلى القصيــــر المحاصرة

تمكن مقاتلون سوريون معارضون أمس،، من دخول مدينة القصير المحاصرة من قوات النظام المدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، من دون أن يعرف مدى التأثير الذي سيكون لهؤلاء على سير المعركة التي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الأساسية» في هذه المنطقة الاستراتيجية على الحدود مع لبنان. فيما أكدت روسيا أنها لم تسلم بعد صواريخ «اس-‬300» الى النظام السوري في نفي لما ألمح اليه الرئيس السوري أول من أمس، لكن موسكو قالت إنها يمكن ان تزود دمشق بـ ‬10 مقاتلات «ميغ-‬29» بموجب عقد محتمل تجري مناقشته مع وفد زائر من دمشق.

وأعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرة في اسطنبول، أمس، أن «‬1000 مقاتل من كل انحاء سورية» نجحوا في دخول القصير في وسط سورية التي كان الجيش السوري ومقاتلو «حزب الله» احكموا الطوق عليها خلال اليومين الماضيين.

كما أعلن «لواء التوحيد»، احدى ابرز المجموعات المقاتلة ضد النظام في سورية والمدعوم من الاخوان المسلمين على صفحته على «فيس بوك»، أمس، «وصول مجاهدي لواء التوحيد الى داخل مدينة القصير» من دون تفاصيل اضافية.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن من جهته، ان «مئات المقاتلين تمكنوا من فتح ثغرة لجهة بلدة شمسين شمال شرق القصير ونفذوا منها الى داخل المدينة».

وأوضح ان اشتباكاً حصل في شمسين الاربعاء الماضي بين مجموعة من المقاتلين كانت متجهة الى القصير وقوات النظام ما تسبب في مقتل ‬11 مقاتلاً. و«بينما ساد الاعتقاد للوهلة الاولى ان المقاتلين الآخرين انسحبوا، تبين انهم قاموا بعملية التفاف وعادوا وتمكنوا من دخول المدينة من الموقع نفسه».

إلا أن عبدالرحمن تريث في الكلام عن التأثير الذي سيكون لهؤلاء المقاتلين على سير المعركة. وقال إن «المشكلة ليست في عدد المقاتلين، انما في نوعية السلاح الذي تحتاجه الكتائب لمواجهة القوة النارية الهائلة التي تتعرض لها من الجيش السوري وحزب الله». وأحكمت قوات النظام الطوق على القصير بعد نحو اسبوعين من المعارك وقصف مدفعي وصاروخي وبالطيران اوقع عشرات القتلى. ويقول الناشطون والمعارضون ان هناك حاجة ملحة لاخلاء الجرحى من المدينة التي تعاني نقصاً في كل المواد الاساسية. وتعتبر القصير احد آخر معاقل المعارضة المسلحة في محافظة حمص.

وفي درعا (جنوب) أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس، بين مقاتلين من كتائب عدة والقوات النظامية في محيط حاجزي السرايا وحميدة الضاهر العسكريين والمستشفى الوطني في مدينة درعا.

وذكر في بيان أن هذه الاشتباكات رافقها قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في حي درعا.

وقال إن مناطق في بلدة النعيمة بريف درعا تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية فيما سقطت قذائف عدة على بلدتي محجة وصيدا بريف درعا منتصف الليلة قبل الماضية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وأضاف أن الاشتباكات تجددت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط السجن المركزي فجر أمس، بمحافظة حلب شمال سورية، مشيرا إلى أن تلك الاشتباكات رافقها قصف برشاشات الطيران الحربي. وأوضح أن بلدة بيانون ومحيط مطار منغ العسكري بحلب تعرضا للقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف الليلة قبل الماضية. إلى ذلك، قال صبرة إن الائتلاف لن يشارك في اي محادثات سلام دولية ما دام مقاتلو «حزب الله» يقاتلون إلى جانب قوات الاسد.

لكن لم يتبين بعد اذا ما كان تصريح صبرة هو الموقف النهائي للائتلاف المنقسم على نفسه بشأن المشاركة في المحادثات.

وتحاول روسيا والولايات المتحدة عقد مؤتمر «جنيف ‬2» بين ممثلين للاسد وممثلين لمعارضيه لإجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة انتقالية في محاولة لانهاء أكثر من عامين من اراقة الدماء.

وأضاف صبرة أن الائتلاف «لن يشارك في مؤتمرات دولية ولن يدعم اي جهود للسلام في ضوء غزو ايران وميليشيا حزب الله لسورية». لكن الائتلاف وقع في دائرة الخلافات الداخلية خلال اسبوع من المحادثات في اسطنبول وكان بعض زملاء صبرة اكثر حذراً. وقال متحدث ان الائتلاف لم يتخذ قراره النهائي بعد بشأن حضور مؤتمر جنيف. وقال مسؤول آخر ان وجهة نظر صبرة لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الائتلاف. من ناحية أخرى، ذكرت وسائل اعلام روسية، أمس، أن روسيا لم تسلم بعد صواريخ «اس-‬300» الى النظام السوري وقد تمتنع عن تسليم هذه الاسلحة هذا العام او حتى في أي وقت آخر، ما يشكل نفيا لما ألمح اليه الاسد في مقابلة تلفزيونية.

وألمح الاسد أول من أمس، في مقابلة مع قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» الى ان روسيا قد تكون ارسلت بالفعل جزءاً من الشحنة المثيرة للجدل دون ذكر نوعها مباشرة. وبموازاة ذلك ذكرت وكالة «إنترفاس» ان روسيا يمكن ان تزود سورية بـ ‬10 مقاتلات «ميغ-‬29» بموجب عقد محتمل تجري مناقشته مع وفد زائر من دمشق.

كما نقلت الوكالة عن مصدر في صادرات الاسلحة قوله ان عملية تسليم صواريخ «اس-‬300» إن تمت «فلن يكون ذلك قبل الخريف». وقالت إن عملية التسليم قد تؤجل حتى إشعار آخر. وأضاف المصدر نفسه أن المسألة ذاتها حصلت مع صواريخ اسكندر الروسية التي ارادتها سورية قبل بضع سنوات لكن موسكو رفضت التسليم. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مدير «شركة ميغ» سيرغي كوروتكوف قوله أمس، إن موسكو ودمشق تناقشان تفاصيل عقد جديد على ما يبدو يتعلق بـ‬10 طائرات «ميغ-‬29». وقال «هناك وفد سوري موجود حالياً في موسكو ويتم تحديد تفاصيل الاتفاق». وأضاف «أعتقد انه سيتم تسليم المقاتلات لسورية». وقالت وكالتا «إنترفاكس» و«ريا نوفوستي» ان العقد يشمل ‬10 مقاتلات. غير ان يوري يوشاكوف مستشار الرئيس فلاديمير بوتين، قال لوكالات الانباء، انه ليس على علم بعقود اسلحة جديدة يتم الاتفاق عليها مع سورية في الوقت الحاضر. وأضاف انه بحسب علمه «فإن روسيا لا تعتزم ابرام اي عقود جديدة».

وأوردت صحيفة «فيدوموستي» نقلا عن مصدر في صناعة الدفاع قوله انه ليس من الواضح ما اذا سيتم تسليم الصواريخ الى سورية هذا العام، بينما نقلت «كومرسانت» عن مصدر آخر ان التسليم مقرر في الربع الثاني من ‬2014. وقالت «فيدوموستي» ان العقد يتعلق بأربعة انظمة صواريخ «اس-‬300» لكن «كومرسانت» قالت انه تجري مناقشة ما مجموعه ستة انظمة.

وأضافت «كومرسانت» انه بعد تسليم الشحنة في ‬2014، فإن فترة من ستة اشهر على الاقل ستكون ضرورية لتدريب العاملين واجراء الاختبارات قبل ان تصبح هذه الانظمة عملانية بشكل كامل.

وقال مصدر «كومرسانت» انه بينما يبدو موعد التسليم في الخريف ممكنا من الناحية النظرية «فإن امورا كثيرا رهن بالوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية من حل النزاع في سورية».

ونقلت «فيدوموستي» عن المصدر قوله انه فيما تصر الحكومة الروسية حاليا علناً على ان العقد سيتم تنفيذه، فإن هذا لا يعني ان التسليم الفعلي سيتم حتما.

 

الأكثر مشاركة