«الداخلية» المصرية: عناصر مجهولة تـــــــــحاول الوقيعة بيننا وبين الجيش
اتهمت وزارة الداخلية المصرية، أمس، «عناصر مجهولة» بإطلاق النار على قوات الجيش والشرطة في مدينة بورسعيد، بغرض إشاعة الفتنة وإحداث وقيعة بين المؤسستين، بعد تقارير صحافية غير مؤكدة عن اشتباكات بين الطرفين، فيما شارك الآلاف من أهالي بورسعيد في تشييع المدنيين الثلاثة ضحايا الاشتباكات مع الشرطة التي وقعت، أول من أمس، في مدينة بورسعيد (شمال شرق)، مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري محمد مرسي وتندد بوزارة الداخلية، التي أعلنت مقتل اثنين من جنودها خلال هذه الاشتباكات، فيما اتفق رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، مع نظيره المصري هشام قنديل على تقديم التسهيلات لرجال الأعمال، وتشجيع حركة السياحة بين البلدين، كما اتفقا على تزويد المصافي المصرية بالنفط العراقي الخام لتكريره، معلناً عزم حكومته على إنهاء ملف الديون المصرية المترتبة على العراق، أو ما يسمى «الحوالات الصفراء».
وتفصيلاً، قالت وزارة الداخلية، في بيان إن «الأجهزة الأمنية رصدت قيام عناصر مجهولة بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية، تجاه قوات الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بأعمال التأمين في مدينة بورسعيد، وأصابت عددا منهم بقصد إشاعة الفتنة وإحداث الوقيعة وتصعيد الموقف».
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أكد، في بيان أول من أمس، «عدم صحة ما يتردد من معلومات عن وقوع تبادل للنيران بين عناصر وزارة الداخلية وعناصر من الجيش»، بعد انتشار معلومات صحافية عن وقوع اشتباكات بينهم، مشيرا إلى إصابة ضابط ومقتل جندي، نتيجة اطلاق رصاص من «عناصر مجهولة».
وتجددت الاشتباكات، أمس، بعد أن شارك الآلاف في تشييع جنازة المدنيين الثلاثة، الذين سقطوا في الاشتباكات مع الشرطة واندلعت النيران في جزء من مبنى مديرية أمن بورسعيد، وبعض الغرف في الطابق الارضي لمبنى المحافظة. ومع تجدد الاشتباكات في بورسعيد، أصدر الجيش بيانا تعهد فيه بالحفاظ على أرواح وممتلكات أهالي المدينة.
وقال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، العقيد أركان حرب أحمد محمد على، إنه «في إطار ما شهدته مدينة بورسعيد من أحداث مؤسفة بالامس، تؤكد القوات المسلحة دائما أن مدينة بورسعيد الباسلة وشعبها العظيم بتاريخه الوطني المشرف في قلب ووجدان القوات المسلحة ورجالها، وأن تأمينهم والحفاظ على أرواحهم ومقدراتهم عهد قطعناه على أنفسنا، مهما كانت التضحيات».
وكان ثلاثة مدنيين وشرطيان قتلا في اشتباكات ببورسعيد التي تشهد اضطرابات منذ نهاية يناير الماضي. وفي هذه الاثناء تواصلت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين امام مديرية امن بورسعيد التي تقع في منطقة بعيدة عن تلك التي تجري بها مراسم التشييع. وقال مسؤول امني ان المتظاهرين ألقوا المولوتوف والحجارة على مقر مديرية الامن، وهو ما ردت عليه الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالقصاص، وهتفوا «ارحل ارحل»، في اشارة الى الرئيس مرسي، و«يا داخلية يا جبانة» في اشارة الى وزارة الداخلية، وهتف الاهالي الغاضبون أثناء تشييع الضحايا المدنيين «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، و«القصاص.. القصاص».
وفيما قال مسؤول في وزارة الداخلية ان «الشرطيين قتلا جراء طلقات نارية في الرأس والعنق»، صرح رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان، انه من ضمن 586 اصيبوا في المواجهات العنيفة، اصيب 16 بالرصاص الحي، و27 آخرون بطلقات الخرطوش. ولم تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس، الممر المائي الحيوي للتجارة العالمية بالأحداث، حسبما قالت هيئة القناة.
من ناحية أخرى، قال المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري في بغداد، إنه تم الاتفاق خلال المباحثات التي أجرياها، على تقديم التسهيلات لرجال الأعمال المصريين، وتشجيع حركة السياحة بين البلدين، كما تم الاتفاق على تشجيع العمالة المصرية للعمل بالعراق، خصوصاً تلك التي تمتلك خبرات يحتاجها العراق. وأضاف أنه تم الاتفاق أيضاً على مدّ أنبوب لإيصال النفط الخام العراقي الى مصر عن طريق الأردن وميناء العقبة، وصولاً الى المصانع والمصافي المصرية لتكريره.
وحول الموقف من الملف السوري، قال المالكي، إن هناك «خروقات بالوضع العربي تحتاج الى موقف مشترك يمنع التدخلات الخارجية والعنف الذي يزرع الأحقاد». وأضاف «نريد أن تتكون بين مصر والعراق وحدة تعاون وورشة عمل تتحرك للملمة الأوضاع بالمنطقة وترسيخ المفاهيم السلمية في حل الأزمات».
ووصف رئيس الوزراء العراقي زيارة نظيره المصري الى بغداد بأنها خطوة كبيرة على طريق تطوير العلاقات وتفعيل مذكرات التفاهم في المجالات الاقتصادية والطاقة، بما يعزّز دور الشركات المصرية في إعمار العراق.
وأعلن عزم حكومته على إنهاء ملف الديون المصرية المترتبة على العراق، أو ما يسمى بـ«الحوالات الصفراء»، مشيراً الى «إننا نحتاج الى غلق جميع الملفات العالقة بين البلدين للانطلاق بعملية التعاون في عملية البناء والإعمار». وأضاف «ستكون هناك اتفاقيات في مجال النفط والكهرباء والتجارة بين الجانبين، والاستعانة بخبرة مصر في مجالات الإعمار، خصوصاً بناء المجمعات السكنية والمدارس».