إعلاميون وساسة يشترون «البقدونس» دعماً لقناة «الحوار». أ.ف.ب

المرزوقي يدلي بشهادته أمام القضاء في اغتيال بلعيد

استمع قاضٍ، أمس، للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، كشاهد في قضية اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي تقول عائلته ان الرئيس يعرف الجهة التي امرت باغتياله، فيما اصطفت طوابير أمام مقر قناة «الحوار» التونسية، لشراء البقدونس، من أجل المساهمة في إنقاذ المؤسسة من الإفلاس.

وتفصيلاً، قالت رئاسة الجمهورية في بيان مقتضب، «استقبل رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي، صباح اليوم، قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، الذي استمع اليه كشاهد في قضية اغتيال المرحوم شكري بلعيد»، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال مراقبون ان هذه المرة الاولى التي يستجوب فيها القضاء رئيساً للبلاد منذ استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي سنة ‬1956.

وكانت وسائل اعلام قالت في وقت سابق، ان الرئيس التونسي كان على علم بتلقي شكري بلعيد تهديدات بالقتل قبل اغتياله. لكن الناطق الرسمي باسم الرئاسة، عدنان منصر، نفى ذلك.

وقال عبدالمجيد، شقيق شكري بلعيد، لـ«فرانس برس»، «أبلغني شكري (قبل اغتياله) ان الرئاسة اعلمته بأنه مهدد بالقتل، وأن الرئيس عرض عليه توفير حماية امنية شخصية له، لكنه (شكري) رفض، لأنها تمثل طريقة لمراقبته». وأضاف ان «الرئيس يعرف على الأقل الجهة التي قررت اغتيال شكري» بلعيد.

وقالت مصادر أمنية لـ«رويترز»، ان قوات من الجيش والشرطة تقوم بحملة واسعة سعياً لإلقاء القبض على قاتل بلعيد في وادي مليز وغار الدماء قرب الحدود مع الجزائر. واضافت المصادر ان طائرة عسكرية تساعد في عملية البحث، اضافة الى قوات خاصة. وذكرت مصادر امنية انه من المرجح ان يكون القاتل، واسمه كمال القضقاضي، (‬34 عاماً) قد فر الى الجبال القريبة من الحدود الجزائرية.

وقال المحامي انور اولاد علي ان اعترافات احد الموقوفين انتزعت تحت التعذيب.

في سياق آخر، تقاطر إعلاميون وسياسيون وناشطون من المجتمع المدني أمام مقر قناة «الحوار» بشارع الحرية وسط العاصمة تونس، لشراء «ربطة بقدونس». وتم بيع الربطة الواحدة من البقدونس، أمس، مقابل ‬20 ديناراً (‬12 دولاراً)، للمساعدة في دعم سيولة القناة، مع أن سعرها الأصلي زهيد.

وكانت إدارة قناة الحوار أعلنت الأحد الماضي، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أنها ستعرض ‬1000 ربطة بقدونس للبيع أمام مقرها في العاصمة، في محاولة للحد من الضائقة المالية التي تواجهها القناة.

وقالت القناة التي تعرف بانتقادها الشديد للحزب الحاكم في تونس، حركة النهضة الإسلامية، إن المبادرة تأتي ردا على مقترح ساخر تقدم به أنصار الحركة إلى العاملين في القناة ببيع البقدونس، إثر إعلان المسؤولين فيها عن حاجتهم إلى تبرعات أو مستثمرين لإنقاذ المؤسسة من الإفلاس.

وقال الناشط والمعارض السياسي في حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي ومالك القناة، الطاهر بن حسين، لوكالة الأنباء الألمانية «هذه الخطوة رمزية لإشعار المواطن بأن الإعلام الحر له ثمن، تماماً مثل أن الحرية لها ثمن».

وقال القيادي في الحزب الجمهوري، والنائب في المجلس التأسيسي، إياد الدهماني، إنه جاء إلى مقر القناة للمشاركة في هذه الحملة ومساندتها، لأنها تهدف بالأساس إلى «الدفاع عن الحرية الإعلامية من خلال الدفاع عن مؤسساتها ودعمهما».

وشهدت عملية البيع إقبالاً واسعاً، وهتف المصطفون في الطوابير بحرية الإعلام، مرددين شعارات معادية لحزب حركة النهضة.

 

الأكثر مشاركة