عجوز سوري يصرخ بغضب خلال جنازة أحد مقاتلي الجيش الحر في مدينة حلب. أ.ف.ب

تحضير لهجوم متبادل في محيط مطاري حلب والنيرب

دارت أمس اشتباكات متقطعة وقصف متبادل بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في شمال سورية، مع استعداد الطرفين لهجوم متبادل، فيما خُطف اكثر من ‬100 مدني في شمال غرب سورية، في عمليات يخشى ان تكون ذات طابع طائفي، في حين نفت الأمم المتحدة ما نشر، أول من أمس، بشأن وجود خطة سلام جديدة لسورية برعاية المنظمة الدولية، مؤكدة أنه لا علم لها على الاطلاق بمثل هذا المقترح.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في مع «فرانس برس» إن القوات النظامية قصفت محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، في حين رد المقاتلون المعارضون بقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب.

وأوضح أن النظام يحضّر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على «اللواء ‬80» المكلف حماية المطارين، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الأربعاء الماضي بعد اشتباكات أدت الى مقتل ما لا يقل عن ‬150 شخصاً من الطرفين، بينهم ضباط كبار من القوات النظامية.

وأشار عبدالرحمن الى أن المقاتلين «يحاولون السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لأغراض عسكرية.

ولفت المرصد الى أن اشتباكات تدور كذلك في محيط بلدة تلعرن في ريف مدينة السفيرة في محافظة حلب «مع رتل من القوات النظامية متجه من حماة (وسط) ويحاول التقدم الى محيط المطارين»، المذكورين.

وحقق مقاتلو المعارضة تقدماً في الأيام الماضية باتجاه المطارات العسكرية في حلب وسيطروا على مطار الجراح، كما يحاصرون مطار منغ العسكري، ضمن محاولتهم لتحييد المطارات التي يستخدمها سلاح الطيران، وهو نقطة تفوق للنظام في مواجهة السلاح المتواضع في أيدي المقاتلين.

وفي محافظة إدلب، قتل ‬11 شخصاً قتلوا جراء قصف على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات قرب بلدة حيش، وفي محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، يرافقها قصف وتحليق للطيران الحربي في محاولة لإيصال الإمدادات الى المعسكرين.

ويفرض المقاتلون حصاراً على وادي الضيف منذ أكتوبر الماضي، بعد سيطرتهم على مدينة معرة النعمان، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية.

وفي دمشق، قصفت القوات النظامية حي جوبر (شرق) الذي يضم جيوباً لمجموعات مقاتلة معارضة، مثله مثل بعض الأحياء الجنوبية المتاخمة لريف دمشق.

وفي الريف، تعرضت أحياء في مدينة حرستا (شمال شرق) للقصف من القوات النظامية التي أرسلت تعزيزات إضافية الى مدينة داريا (جنوب غرب)، والتي تحاول منذ فترة فرض كامل سيطرتها عليها.

من جهة أخرى، ردت المدفعية التركية اليوم على قذيفة هاون أطلقت من سورية وسقطت في أراضيها من دون ان تؤدي الى أضرار، بحسب ما أفادت وكالة الاناضول للأنباء. ولم يعرف مصدر القذيفة التي سقطت في منطقة أحراج في بلدة يايلاداغ بمحافظة هاتاي (جنوب شرق) الواقعة على الحدود. وشهدت الحدود التركية السورية مراراً سقوط قذائف من الجانب السوري، كان أخطرها مقتل خمسة مدنيين اتراك في أكتوبر. كما شهد مركز حدودي بين البلدين الاثنين الماضي اعتداء بسيارة مفخخة أدى الى مقتل ‬14 شخصاً. وبناء لطلب تركيا الداعمة للمعارضة السورية، نشر حلف شمال الأطلسي ست بطاريات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ لحماية تركيا من أي هجوم سوري محتمل.

إلى ذلك، خطف أكثر من ‬100 مدني في شمال غرب سورية في عمليات يخشى أن تكون ذات طابع طائفي.

وقال المرصد إن مجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس بشار الأسد خطفت الليلة قبل الماضية ‬70 رجلاً وامرأة متوجهين على متن أربع حافلات صغيرة الى مدينة إدلب (شمال غرب)، مشيرا الى ان الحادث وقع قرب حاجز للقوات النظامية.

وأوضح المرصد أن الخاطفين قدموا من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما يتحدر معظم المخطوفين من قرى سراقب وسرمين وبنش السنية، بحسب المرصد. وأتت العملية بعد ساعات من قيام مجموعة مسلحة بخطف ‬40 مدنياً على الاقل غالبيتهم من النساء والأطفال، وهم شيعة من الفوعة وكفريا، كانوا على متن حافلة في طريقهم الى دمشق. وتخوف المرصد من ان تكون عمليات الخطف هذه «ذات طابع طائفي».

سياسياً، نفت الامم المتحدة ما نشرته صحيفة «الشرق الاوسط»، أول من أمس، بشأن وجود خطة سلام جديدة لسورية برعاية المنظمة الدولية.

وقالت الأمم المتحدة في بيان، إنه «لا الأمين العام (للامم المتحدة بان كي مون) ولا مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية الاخضر الإبراهيمي) على علم بوجود مثل هذه الخطة».

وأضاف البيان ان «الابراهيمي وفريقه يواصلان العمل مع جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري».

وذكر البيان أن كي مون والإبراهيمي يدعمان المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب للتحاور مع نظام الاسد.

وكانت صحيفة «الشرق الاوسط» ذكرت نقلاً عن «مصادر مطلعة في المعارضة السورية» ان الامم المتحدة أعدت خطة سلام جديدة لسورية تنص على تشكيل «طاولة حوار» تكون بمثابة مجلس شيوخ يرأسه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وتمثل فيه المعارضة والنظام، ويتولى قيادة المرحلة الانتقالية.

وبحسب نص الوثيقة وهي بعنوان «مقترح اتفاق السلام السوري»، فإن المقترح الجديد يدعو الى «تشكيل طاولة الحوار من ‬140 عضواً يجرى انتخاب ‬102 عضو منهم برقابة صارمة من الأمم المتحدة، ويعين بالتزكية ‬38 عضواً من النظام والمعارضة والمرجعيات الدينية».

ويسمى أعضاء طاولة الحوار بموجب نص المشروع «شيوخاً»، ويسمى مجلسهم «مجلس الشيوخ»، ويكون مجلس الشيوخ نواة الجمهورية السورية الثانية.

وأكدت الصحيفة ان المشروع «لايزال سرّياً» واطلع عليه كي مون والابراهيمي والجامعة العربية، وان «توقيع هذا الاتفاق هو إعلان فوري لوقف إطلاق النار، والبدء بسحب القوات من المناطق المدنية»، بحسب مخطط وجدول زمني مرفق بالاتفاق (مدته ‬30 يوماً). ولم يأت المشروع على ذكر مصير الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه عن السلطة.

الأكثر مشاركة