جنود من الجيش المالي في طريقهم إلى بلدة نيونو. أ.ف.ب

جيش مالي يستعيد سيطرته على كونا

استأنف الجيش المالي مدعوماً بالقوات الفرنسية، أمس، تقدمه وسيطر مجدداً على بلدة كونا (وسط) في مواجهة الجماعات الاسلامية، فيما قالت الأمم المتحدة إنه من المتوقع أن ينزح ما يصل إلى ‬700 ألف جراء أعمال العنف في مالي، بما في ذلك ‬400 ألف يمكن أن يفروا الى دول مجاورة في الأشهر المقبلة. وأعلن الجيش المالي في بيان مقتضب أمس «استعدنا السيطرة الكاملة على بلدة كونا بعدما كبدنا العدو خسائر جسيمة». وأكد هذه المعلومات مصدر امني إقليمي وسكان في المنطقة.

وجرت معارك، ليلة أول من امس، بين جنود ماليين يدعمهم عسكريون فرنسيون، وإسلاميين مسلحين قرب كونا. وقال مصدر أمني، إن ضربات جوية فرنسية جديدة أتاحت للجنود الماليين امكانية دخول المدينة مجدداً. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان اعترف في يناير بأن الجيش المالي لم يتمكن من استعادة كونا التي تبعد ‬700 كلم شمال شرق باماكو.

وكان سقوط كونا خلال هجوم مباغت شنته الجماعات الإسلامية في العاشر من يناير، بينما كانت الجبهة بين الجيش المالي والجماعات الجهادية هادئة منذ أشهر، أدى الى تدخل فرنسا التي تخشى تقدم الاسلاميين باتجاه العاصمة باماكو. وتدخلت القوات الفرنسية بضربات جوية أولاً ثم بعملية برية.

وينتشر في مالي حالياً أكثر من ‬1400 جندي فرنسي وطائرات ومروحيات قتالية.

ووصل الى باماكو نحو ‬100 عسكري من توغو ونيجيريا يشكلون طلائع قوة التدخل لدول غرب إفريقيا التي تهدف الى طرد الجماعات الإسلامية من الشمال.

ويفترض ان يتم نشر ‬2000 من عناصر هذه القوة في مالي بحلول ‬26 يناير، بقيادة الجنرال النيجيري شيهو عبدالقادر.

وأعلنت ثماني دول من غرب افريقيا، هي نيجيريا وتوغو والبنين والسنغال والنيجر وغينيا وغانا وبروكينا فاسو وتشاد، مساهمتها في هذه القوة.

وفي المجموع سينشر ‬5300 جندي من القوة الإفريقية في مالي تدريجياً، ليحلوا محل القوة الفرنسية.

وفي هذا الاطار، أعلنت مصادر في محيط وزير الخارجية الفرنسي، أن لوران فابيوس سيشارك اليوم في القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المخصصة لمالي. وفي وارسو، أعلن وزير الدفاع البولندي توماس سيمونياك، أن بولندا على استعداد لأن ترسل عدداً من المدربين العسكريين الى مالي لدعم الجيش المالي ضد المجموعات المسلحة.

من جهته، صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز، أن بلجيكا تأمل في أن تتحول العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي الى عملية دولية في أسرع وقت ممكن، لكنه امتنع عن عرض ارسال قوات قتالية بلجيكية.

كما قبلت الولايات المتحدة ان تضع في تصرف فرنسا طائرات نقل لدعم تدخلها في مالي، لكنها لاتزال تدرس طلب تموين في الجو، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون. وفي جنيف، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «من المتوقع أن ينزح ما يصل الى ‬700 ألف جراء أعمال العنف في مالي بما في ذلك ‬400 ألف يمكن أن يفروا الى دول مجاورة في الأشهر المقبلة».

وقالت المتحدثة باسم المفوضية مليسا فليمينغ في إفادة صحافية بجنيف «نعتقد أنه في المستقبل القريب سيكون هناك ‬300 ألف نازح إضافي داخل مالي، وما يصل الى ‬400 ألف (لاجئ) إضافي في الدول المجاورة».

وفر نحو ‬147 ألفاً من أبناء مالي الى دول منها موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو والجزائر منذ بدء الأزمة العام الماضي. وهناك بالفعل نحو ‬229 ألف نازح داخل مالي. وقالت فليمينغ «نسمع روايات مروعة من اللاجئين الى الدول المجاورة».

الأكثر مشاركة