«مجموعات إخوانية» تفض اعتصام معارضين أمام قصر الرئاسة
نزل أنصار الرئيس المصري، محمد مرسي، ومعارضوه، الى الشارع، بعد ظهر أمس، امام قصر الرئاسة في القاهرة، وتواردت انباء عن شروعهم في فض الاعتصام بالقوة، ودعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الى الحوار بين الأطراف المختلفة في مصر، فيما حمّل المرشح الرئاسي السابق، محمد البرادعي، مرسي مسؤولية دم المعتصمين امام قصره.
وقام الآلاف من مناصري الرئيس المصري بطرد مؤيدي المعارضة الذين كانوا يعتصمون امام القصر الرئاسي، كما افاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وكانت المعارضة العلمانية واليسارية خصوصاً، دعت الى تظاهرات جديدة امام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، تنديداً بالسلطات الاستثنائية التي منحها مرسي لنفسه، بعد تظاهرة حاشدة، أول من أمس، شارك فيها عشرات الآلاف.
وصرح المتحدث باسم الجبهة الوطنية للعدالة والديمقراطية لـ«فرانس برس» محمد واكد «اذا لم يهاجمنا (الإخوان المسلمين) فإن الأمور ستجري على خير، واذا حدث العكس فإننا سنحمل مرسي المسؤولية».
وكانت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي دعت انصارها ايضا، في وقت سابق أمس، الى التجمع لدعم الرئيس.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، محمود غزلان، في بيان، ان الجماعة و«قوى شعبية اخرى» دعت الى التظاهر «لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة، أول من أمس، تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة».
في بروكسل اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ان «الاضطرابات التي نشهدها حالياً تدل على الضرورة العاجلة لحوار، ينبغي ان يجري في الاتجاهين»
وفيما حرص المعسكران في السابق على التظاهر في اوقات أو أماكن مختلفة، تأتي هذه المواجهة بينهما، اليوم، قبل 10 ايام من استفتاء مثير للجدل حول مشروع دستور جديد فاقم الانقسامات في مصر.
وحاصر عشرات آلاف المعارضين، أول من أمس، القصر الرئاسي، وهو ما لم يحدث حتى في اثناء الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، في فبراير 2011.
ومساء أول من امس تمكن المتظاهرون من قطع حاجز الأسلاك الشائكة، المحيط بالقصر الرئاسي، على مسافة بضعة امتار، ما دفع قوات الأمن الى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، قبل ان تضطر الى التراجع سامحة للمحتجين بالوصول الى بوابة القصر كما أفاد مراسلو «فرانس برس».
ونصب مئات المعتصمين خياماً مازالوا فيها، أمس، أمام قصر الاتحادية الذي غطت جدرانه رسوم غرافيتي مناهضة لمرسي.
وعاد مرسي، صباح أمس، الى القصر ليباشر مهام عمله، كما قال احد مساعديه لـ«فرانس برس».
وتشكل تظاهرات أول من أمس الأكبر في اطار التعبئة ضد مرسي، وهو الرئيس المدني والإسلامي الأول في البلاد، الذي انتخب في يونيو الماضي.
ووقعت صدامات وتظاهرات، أول من أمس، في مدن اخرى في البلاد، لاسيما الاسكندرية (شمال) ومحافظتي المنيا وسوهاج (وسط).
من جهتها، دعت كلينتون، أمس، كل الأطراف في مصر الى حوار «شفاف» ضروري «بصورة عاجلة» بهدف ايجاد حل للأزمة السياسية. وقالت كلينتون امام الصحافيين في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي ان «الاضطرابات التي نشهدها حالياً تدل على الضرورة العاجلة لحوار،ينبغي ان يجري في الاتجاهين».
واضافت «ندعو كل الأطراف في مصر الى ايجاد حل لخلافاتهم عبر حوار ديمقراطي وعادل وشفاف، وندعو القادة المصريين الى الحرص على ان تؤدي النتائج الى حماية الوعد الديمقراطي للثورة لكل المواطنين».
وقالت كلينتون ان المصريين يستحقون «دستوراً يحمي حقوق كل المصريين، الرجال والنساء، المسلمين والمسيحيين، على حد سواء»
وعبرت أيضاً عن رغبتها في ان يكون القضاء المصري «قادراً على العمل خلال هذه الفترة».
بدورها حذَّرت «الجمعية الوطنية للتغيير»، أمس ، من خطورة وقوع أي اعتداء على المتظاهرين والمعتصمين أمام مقر رئاسة الجمهورية المصرية، مشيرة إلى ورود تقارير تفيد باستعداد التيار الإسلامي للاشتباك مع المعتصمين.
وطالب الناطق الرسمي باسم «الجمعية الوطنية للتغيير»، أحمد طه النقر، في تصريح أمس «جموع المتظاهرين أمام قصر الاتحادية (مقر الرئاسة المصرية بضاحية مصر الجديدة شمال القاهرة) بالحرص على الالتزام بسلمية التظاهر مع توخي الحذر في ظل تواتر تقارير عن حشود من المحافظات يستعد ما يسمى بالتيار الإسلامي للدفع بها الى محيط القصر الرئاسي للاشتباك مع المتظاهرين من شباب الثورة».
ودعا النقر، جماهير الشباب والقوى الثورية إلى تعزيز الاعتصام والاحتشاد السلمي في محيط قصر الاتحادية لدعم المتظاهرين والمحافظة على سلمية الاحتجاجات.