علي زيدان.. من المنفى إلى رئاسة الوزراء
علي زيدان الذي انتخبه المؤتمر الوطني العام الليبي، الليلة قبل الماضية، رئيساً للوزراء، هو معارض قديم للعقيد الراحل معمر القذافي، كان دبلوماسياً في سفارة الهند حين انشق عن نظامه في ،1980 وبعدها بثلاثة عقود لعب دوراً كبيراً في حشد الاعتراف والدعم الغربي لثورة .2011
ولد زيدان في 1950 في مدينة ودان بالجفرة (وسط) لعائلة تمتهن التجارة، وفي 1975 حصل على اجازة في الآداب، انخرط بعدها في السلك الدبلوماسي. وفي نهاية السبعينات عين دبلوماسياً في السفارة الليبية في نيودلهي، التي كان على رأسها محمد المقريف، الذي اصبح الآن رئيساً للمؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي)، أعلى سلطة سياسية في البلاد.
حصل زيدان على درجة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جواهر لال نهرو الهندية.
وفي 1980 اعلن المقريف وزيدان انشقاقهما عن نظام العقيد القذافي وانضمامهما الى المعارضة الليبية في المنفى، التي كانت تظللها «جبهة الانقاذ الوطني الليبية»، ابرز تجمع للمعارضين الليبيين في المنفى.
وخلال سنوات المنفى، أقام خصوصا في المانيا قبل ان يغادر صفوف جبهة الانقاذ لتكريس نفسه للدفاع عن قضايا حقوق الانسان في ليبيا، وذلك انطلاقا من جنيف، حيث كان ناطقاً رسمياً باسم «الرابطة الليبية لحقوق الانسان».
وعند اندلاع الثورة في ليبيا مطلع ،2011 لعب زيدان دوراً كبيراً، الى جانب الليبرالي محمود جبريل، في الحصول على اعتراف العواصم الغربية، وفي مقدمها باريس، بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي شكله الثوار يومها كذراع سياسية لهم، ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.
وعين زيدان ممثلا للمجلس الوطني الانتقالي في فرنسا خصوصاً وأوروبا عموماً، وقد ساهم في الجهود الدبلوماسية للثوار من اجل اقناع المجتمع الدولي بالتدخل عسكرياً لحماية المدنيين من القمع الدموي للانتفاضة التي قامت في وجه القذافي.
وفي اول انتخابات حرة تشهدها ليبيا في تاريخها وجرت في السابع من يوليو 2012 انتخب زيدان عضوا في المؤتمر الوطني العام.
وزيدان الذي يعتبر نفسه مستقلاً لكنه محسوب على ائتلاف القوى الوطنية (ليبراليين) بزعامة محمود جبريل، تخلى الاسبوع الماضي عن مقعده في المؤتمر العام لكي يترشح لمنصب رئيس الوزراء.
وتضيف السيرة الذاتية لزيدان انه «احترف العمل الدبلوماسي بعد دراسته العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، لكنه قرر في سنة 1980 الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الليبية، ثم تركها بعد ذلك، ليكرس نفسه للرابطة الليبية لحقوق الانسان التي تأسست في جنيف كعضو بها بين عامي 1989 و،2012 وكان الناطق الرسمي لها».
كما عمل «مبعوثاً شخصياً للمجلس الانتقالي بأوروبا عموماً ولفرنسا خصوصاً وأسس بعد التحرير حزب الوطن للتنمية والرفاه، وكان عضوا في المؤتمر الوطني العام عن دائرة الجفرة قبل استقالته للترشح لمنصب رئيس الوزراء».