«منتدى الإعـلام الأوروبي الآسيوي»يحذّر من حرب طائفية قد تشعل المنطقة
حذر المتحدثون في منتدى الإعلام الاوروبي الآسيوي في دورته العاشرة التي بدأت في العاصمة الكازاخية استانة، أمس، من أن الإرهاب لم ينته بمقتل أسامة بن لادن، وأن الحرب على الارهاب ستمتد لأجيال مقبلة، مطالبين بضرورة العمل على مساعدة البلدان الفقيرة في خفض مستويات البطالة في سبيل مكافحة الارهاب، فيما انتقدوا عجز مجلس الأمن عن حماية المدنيين السوريين ووقف شلال الدم في سورية.
وتطرق النقاش في الجلسة الأولى لسبل ووسائل مكافحة الإرهاب، واستعرض المتحدثون الحجج القانونية والأخلاقية عن الأساليب والدوافع.
التجربة السعودية
كما حذروا من أن الشرق الأوسط على أبواب حرب أهلية شاملة بين سنة وشيعة، مطالبين باستنساخ التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، والمتمثلة في إنشاء مراكز مناصحة لأصحاب الأفكار المنحرفة والضالة من الإرهابيين، وفي هذا الصدد شدد رئيس معهد السلام العالمي،لاري تيد لارسون، على أن مواجهة الإرهاب تتم وفق سياسة اليد الناعمة والقبضة الحديدية العسكرية، مشيداً بالتجربة السعودية في إنشاء مراكز المناصحة.
وقال رئيس معهد الاسراتيجيات في واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، روبرت هنتر، إن بلاده أنفقت ما بين ترليونين إلى ثلاثة ترليونات دولار في حربيها على العراق وأفغانستان، وكان الأجدر بتلك الأموال أن تنفق من أجل تحسين اقتصادات تلك البلدان، وتحسين متسويات معيشة الأفراد.
نزيف الدم في سورية
وبشأن الأزمة السورية انتقد هنتر وقوف العالم مشاهداً فقط لما يحدث في سورية من إراقة للدماء، وقال إن «من غير المقبول أن نقف ونشاهد الأسد يذبح شعبه»، وطالب بقوة حفظ سلام من الأمم المتحدة لوقف نزيف الدم السوري، قائلاً إن «الوقت قد حان لوقف الجرائم ضد الإنسانية الحاصلة في سورية اليوم».
من جانبه، قال رئيس وكالة الأنباء التركية، عبدالحميد بيلاتشي، إن من الخطأ ربط الإرهاب بدين أو ملة محددة، مدللا على أن بلاده لطالما عانت الإرهاب بشكله الشيوعي، وأن الغرب لم يكن يدعم تركيا في حربها، إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر خلفت بعض الدعم لتركيا في هذا الجانب. وأضاف أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية على صفحتها الأولى: «كلنا أميركيون»، وذلك في دلالة على مؤازرة الولايات المتحدة في مواجهتها للإرهاب، إلا أن غزو الولايات المتحد مباشرة للعراق تبريراً لذلك الهجوم، إضافة إلى انتهاكات الجنود الأميركيين في سجن أبوغريب وغوانتاناموا خلق موجة عداء في العالم الإسلامي ضد الولايات المتحدة. وأضاف أن الجمهوريين الأميركيين دعموا الأنظمة السابقة التي أسقطها «الربيع العربي»، لكنهم تراجعوا بعد أن أطيح بتلك الأنظمة من قبل شعوبها.
وقال رئيس المركز الإسلامي الروسي، غيدار ديزمال، في الجلسة، إن الدول الغربية لديها حلم أزرق في أن تحقق حرب أهلية شاملة بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي، وهو أمر لم يتحقق. وأضاف أن الإرهاب قد يكون على أكثر من وجه، حيث استخدمت الدول الغربية الإرهاب غطاءً لتحقيق مآربها ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
عجز مجلس الأمن
وانتقد كبير الباحثين في الدراسات الروسية والأوروبية الآسيوية في «هيرتيج فاونديشن» الأميركية، أرسال كوهين، فشل النظام العالمي في وقف ما يحدث من تقتيل في سورية، وهاجم مجلس الأمن الدولي قائلاً «ما فائدة مجلس الأمن الدولي إذا كان غير قادر على حماية المدنيين من قتل النظام لهم؟».
ودعا من أسماهم باللاعبين الجدد في العالم مثل الصين وكازاخستان إلى التدخل من أجل وضع حد لما يحدث في سورية من إنتهاكات .
وعلق هنتر بالقول «لماذا يجب علينا نحن الأميركيين أن نفعل كل شيء ونقود الحروب على دول أخرى، يجب على القوى الجديدة في العالم أن تأخذ بزمام الأمور وتعمل على إنهاء النزاعات».