مكي.. قاضٍ عنيد وقف في وجه مبارك
قام محمود مكي، الذي عين، أول من أمس، نائباً للرئيس المصري، محمد مرسي، بدور رئيس في تحويل غضب قضاة مصر عام ،2005 من تغول السلطات التنفيذية في شؤون القضاء، الى تمرد واسع أرّق نظام حسني مبارك، ما جعل اسمه يتردد في اوساط المعارضة آنذاك كمرشح للرئاسة يمكن الدفع به في مواجهة سيناريو «توريث» الحكم.
في الثامن من ابريل ،2005 كان نادي قضاة الاسكندرية يوشك على انهاء اجتماع طارئ عقده لبحث مقاطعة القضاة للإشراف على انتخابات مجلس الشعب، عندما انتزع محمود مكي الميكروفون ليطلب من زملائه تصعيداً قوياً في مواجهة نظام مبارك، مخالفاً على الملأ رأي شقيقه الاكبر احمد مكي، الذي اصبح اليوم وزيراً للعدل في حكومة هشام قنديل التي شكلها مرسي مطلع اغسطس الجاري.
ولمع نجم محمود مكي منذ ذلك الحين، واتجهت إليه كاميرات الاعلام، خصوصا بعد ان احاله نظام مبارك، مع زميله هشام بسطاويسي، الى لجنة تأديب بتهمة «إهانة القضاء» مطلع عام ،2006 وبدأت المعارضة المصرية في التفكير في ترشيح احدهما لخوض انتخابات الرئاسة في مواجهة مبارك، بعد ان باتا رمزين مهمين لمقاومة قمع نظامه.
لكن مكي الذي يزن كلماته ومواقفه بدقة، كان يرد باقتضاب على من يدعونه لخوض سباق الرئاسة قائلا «نحن قضاة ونريد ان نظل قضاة مستقلين».
لم يعرف عن هذا الرجل متوسط القامة الذي تعلو الابتسامة وجهه معظم الوقت، انتماؤه لتيار سياسي بعينه في اي وقت، ولكنه يأتي من اسرة من الطبقة الوسطى المصرية الميسورة والمحافظة بطبيعتها. وهو طلق اللسان وهادئ في الوقت نفسه. واستطاع محمود مكي ان يكتسب احترام الطبقة السياسية المصرية، خصوصا بسبب مواقفه الصارمة والعنيدة في مواجهة نظام مبارك. ترك محمود مكي مصر، وأعير للعمل في الكويت عام ،2010 وظل هناك الى ان عاد نهاية الاسبوع الماضي استعداداً لتولي مهام منصبه الجديد.
في نهاية يناير ،2011 وقبل ايام من اسقاط مبارك في 11 فبراير، عاد الى مصر في اجازة قصيرة، وقال لوكالة فرانس برس، «جئت لأمتع نظري بميدان التحرير»، الذي كان بؤرة الثورة المصرية ضد الرئيس السابق.
ولد محمود مكي في مدينة الاسكندرية عام ،1954 ودرس في كلية الشرطة وتخرج فيها ضابطا في وزارة الداخلية، قبل ان يتركها بعد سنوات قليلة الى سلك القضاء. لم تتحدد بعد صلاحيات نائب الرئيس المصري الجديد، ولكن تكهنات ثارت حول تسليمه ملف العلاقة مع السلطة القضائية التي ترغب جماعة الاخوان المسلمين في إعادة هيكلتها.