جانب من الجنازة العسكرية لقتلى هجوم الحدود المصرية. أ.ب

جنازة عسكرية لقتلى الحدود الـمصرية في غياب مرسي

سلمت إسرائيل مصر جثث ستة مسلحين شاركوا في عملية سيناء، بينما شيع الجنود المصريون في جنازة عسكرية، غاب عنها الرئيس محمد مرسي، وحضرها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، تظاهر العشرات من المصريين أمام مقر إقامة السفير الإسرائيلي في حي المعادي بالقاهرة، مطالبين بطرده، في وقت أعلنت فيه الرئاسة الفلسطينية الحداد الرسمي على أرواح الجنود المصريين، الذين قتلوا في الهجوم.

وتفصيلا، سلمت إسرائيل مصر جثث ستة مسلحين، قتلوا مساء الأحد، خلال هجوم شنته مجموعة قدمت من سيناء، وأدى إلى مقتل 16 من حرس الحدود المصريين، حسب ما أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية لوكالة «فرانس برس». وأشارت المصادر إلى أنه تمت إعادة الجثث فجر أمس. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه تمت إعادة فتح معبر كرم أبوسالم بين إسرائيل ومصر وغزة صباح. وكانت إسرائيل تحدثت في البدء عن خمسة مهاجمين، قتلوا بنيران قواتها من الجانب الإسرائيلي لمعبر كرم أبوسالم، بين إسرائيل وصحراء سيناء المصرية.

واستولى مسلحون، أول من أمس، على مدرعتين على حاجز قرب الحدود المصرية الإسرائيلية، ثم فتحوا النار على النقطة الحدودية، بحسب مسؤول أمني مصري، أفاد بأن عدد المسلحين بلغ نحو ،10 وكانوا يحملون القنابل اليدوية والرشاشات وقاذفات الصواريخ، وقتل 16 عنصرا من حرس الحدود المصري في الهجوم.

وأقيمت في القاهرة، أمس، جنازة عسكرية لتشييع قتلى الهجوم، وشارك رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي في الجنازة، بينما غاب عنها الرئيس محمد مرسي. ولم يعرف سبب غياب الرئيس المصري عن الجنازة، إلا أن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، قالت إنه قام بزيارة مصابي سيناء، الذين يعالجون بأحد المستشفيات العسكرية في القاهرة. وأضافت الوكالة أن المشير طنطاوي كان في استقبال مرسي، لدى وصوله إلى المستشفى.

وحضر رئيس الوزراء هشام قنديل صلاة الجنازة، في مسجد آل راشدان، في حي مدينة نصر (شرق العاصمة المصرية)، وأمّ المصلين، إلا أنه لم يشارك في مراسم التشييع، التي تمت بعد ذلك.

وشارك في مراسم التشييع رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى. وشارك أيضا رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واكتظ مسجد آل رشدان بالمشاركين في صلاة الجنازة على أرواح القتلى، الذين وصلت جثامينهم وسجّيَت بالمسجد، فيما احتشد الأقارب والأصدقاء وحشود من المواطنين أمام المسجد، فيما شهد محيط المسجد والشوارع المجاورة استنفاراً أمنياً.

في الأثناء، تظاهر عشرات المصريين، أمام مقر إقامة السفير الإسرائيلي بحي المعادي بالقاهرة، متهمين إسرائيل بقتل الجنود بهجوم رفح. وقال شهود يسكنون بحي المعادي، إن عشرات من النشطاء المصريين، تظاهروا أمام منزل السفير الإسرائيلي لدى القاهرة يعقوب أميتاي، مطالبين بطرده من مصر على خلفية الأحداث، التي شهدتها المنطقة الحدودية المصرية بشمال شرق صحراء سيناء، مساء الأحد، وراح ضحيتها 16 قتيلا وسبعة جرحى من الجنود المصريين. وقد فرضت عناصر الأمن أطواقاً أمنية حول منزل السفير، خشية اقتحامه، على نحو ما جرى مع السفارة الإسرائيلية، التي تم اقتحامها مرتين العام الماضي.

وفي رام الله، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أمس، الحداد الرسمي على أرواح الجنود المصريين، الذين قتلوا في الهجوم. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «أعلن الرئيس محمود عباس الحداد الرسمي على أرواح شهداء الجيش المصري، الذين سقطوا بالهجوم الإجرامي، الذي استهدفهم على نقطة حدودية بمنقطة رفح بسيناء». وأضافت «وأعطى أوامره بتنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية، وسفاراتنا في الخارج».

وأجرى عباس اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري محمد مرسي، مقدما تعازيه للقيادة المصرية، وللشعب المصري، وللقوات المسلحة، ولعائلات الشهداء الذين استهدفهم الهجوم الإجرامي.

من جهته، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، إلى تشكيل لجنة تنسيق أمنية دائمة، بين حكومته ومصر، إثر الهجوم على حرس الحدود المصري في سيناء، نافيا أن تكون لأي فلسطيني علاقة بالهجوم. وقال هنية خلال اجتماع طارئ لحكومته، أول من أمس، في مكتبه بغزة، لبحث تداعيات الهجوم، في بيان «ندعو لتشكيل لجنة أمنية مشتركة دائمة، لمتابعة القضايا المشتركة التي تهم المصالح العليا للجانبين الفلسطيني والمصري».

واتهم هنية إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، وقال إن «سيناريو الجريمة، وما سبقها، يؤكد تورط الاحتلال الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى، لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، وخلط الأوراق في سيناء، وفرض حالة من التوتر على الحدود مع مصر، وتخريب الجهود المشتركة لإنهاء الحصار» على غزة.

وأعلن وزير الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، صالح الرقب، أن استمرار إغلاق معبر رفح، أعقاب الهجوم المسلح، يهدد بحرمان آلاف الفلسطينيين التوجه للديار السعودية لأداء العمرة، والتسبب في خسائر فادحة لشركات الحج والعمرة. وقال إن إغلاق معبر رفح البري، من قبل الجانب المصري، سيؤدي إلى تعطيل سفر آخر ثلاث رحلات عمرة إلى الأراضي الحجازية، والتي كان من المقرر مغادرتها قطاع غزة، اعتباراً من أمس.

الأكثر مشاركة