صورة بثتها وكالة «سانا» تظهر الأسد خلال استقباله جليلي في دمشق. رويترز

توسع الاشتباكات والقصف في حلب.. والمراقـبون يغادرون المدينة

اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، في عدد من أحياء مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش السوري الحر، وتوسع الاشتباكات لتصل للمرة الاولى الى اطراف حي الاشرفية (في شمال المدينة)، فيما تعرضت احياء أخرى للقصف الشديد، غداة يوم دام شهد مقتل 61 شخصاً في المدينة. في حين غادر المراقبون الدوليون حلب بسبب المعارك وعادوا إلى دمشق، في وقت أجرى فيه الرئيس السوري بشار الاسد، أمس، محادثات حول الأزمة السورية مع الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي موفد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي أكد دعمه للنظام السوري «في مواجهة الأعداء».

واستمرت الاشتباكات العنيفة في عدد من احياء مدينة حلب، أمس، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تتعرض احياء أخرى للقصف، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين، غداة يوم دام شهد مقتل 61 شخصاً في المدينة.

وأفاد المرصد بأن الاشتباكات في حلب «وصلت للمرة الاولى الى اطراف حي الاشرفية (في شمال المدينة) حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا مقراً للجيش الشعبي». والجيش الشعبي جزء من الجيش النظامي السوري، لكن عناصره مكلفون بحماية المقار الحكومية ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية.

كما وقعت اشتباكات في منطقة باب انطاكية وأحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب صباح أمس، بالاضافة الى القصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب).

وتعرضت احياء الشعار والصاخور والقاطرجي (شرق) صباح، أمس، لقصف عنيف من القوات النظامية. وأفاد المرصد عن سماع اصوات انفجارات في حي صلاح الدين (جنوب). وأكد المرصد وناشطون أن القوات النظامية تستخدم المروحيات في القصف.

وأكد الجيش السوري الحر أنه يسيطر على اكثر من 50٪ من مدينة حلب، حيث حشدت قوات النظام والمعارضة آلاف العناصر وكميات من الأسلحة والعتاد تمهيداً لـ«معركة حاسمة».

في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب».

وتوقعت الصحيفة، أمس، أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة ان الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت الى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».

وقالت إن «الحدث الأبرز أمس (الاثنين) تمثل في مقتل عشرات المسلحين بينهم قيادي بارز في حي صلاح الدين، المعقل الرئيس لهم، اثر شن الجيش عملية عسكرية من محورين تقدم خلالها الى شوارع مهمة في الحي وأجبر المسلحين على التراجع».

كما أشارت الى استمرار «الضربات الجوية الموجعة التي ينفذها الجيش ضد تجمعات ومراكز المسلحين في أحياء السكري والشعار والصاخور وطريق الباب وغيرها».

وكان قائد كتيبة في الجيش السوري الحر يقاتل في حي صلاح الدين، قال لـ«فرانس برس» أول من أمس، إن «نحو 15 قناصاً و100 عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة أو ثمانية مبانٍ في شارعين رئيسين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الاشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». وأضاف انه بات في إمكانهم «أن يسيطروا بالنار على الشارعين».

في سياق متصل، غادر مراقبو بعثة الأمم المتحدة في سورية المتمركزون في حلب، المدينة بسبب كثافة المعارك، حسب ما اعلنت الامم المتحدة أول من أمس.

وعاد المراقبون الـ 20 الذين تمركزوا في حلب خلال نهاية الاسبوع الى دمشق حيث المقر العام لبعثة الأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام جوزفين غويريرو، إن «الأمر يتعلق بنقل مؤقت بسبب تدهور الشروط الامنية».

وكان رئيس بعثة المراقبين في سورية الفريق بابكار جاي دعا أول من أمس، اطراف النزاع في معركة حلب الى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني. وقال في بيان «إني قلق للغاية من العنف المستمر في سورية وتحديداً تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب والأثر الذي يتركه هذا على المدنيين».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد أن اشتباكات دارت على طريق اريحا - سراقب بين مقاتلين معارضين وجنود قافلة عسكرية متجهة الى حلب وسط «معلومات اولية عن اعطاب بعض آليات القافلة».

وحصدت اعمال العنف في سورية، أول من أمس، 265 قتيلاً هم 182 مدنياً و21 مقاتلاً معارضاً وما لا يقل عن 62 عنصراً من القوات النظامية، في واحد من اكثر الأيام دموية منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل نحو 17 شهراً.

وفي دمشق، أجرى الأسد، محادثات حول الأزمة السورية مع جليلي ممثل خامنئي.

وظهر الأسد، أمس، للمرة الاولى منذ 22 يوليو في صور بثها التلفزيون السوري الرسمي وهو يستقبل جليلي. وبينت الصور الاسد وهو يقبل جليلي اثناء استقباله مع الوفد المرافق له عند باب قاعة الاجتماع قبل ان يرافقهم الى مكان اللقاء. وذكر التلفزيون السوري انه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين سورية وإيران والأوضاع في المنطقة. وأوضحت تقارير إيرانية أن جليلي أكد خلال اللقاء على «عدم السماح للأعداء بأن ينتقموا من الشعب السوري بسبب هزائمهم من المقاومة».

ووفقاً لقناة «العالم» الإيرانية فقد أكد جليلي أن «السبيل الوحيد لحل القضية السورية يكمن في الديمقراطية واحترام حق الشعب السوري في الانتخاب».

وعرض جليلي تقديم «مساعدات إنسانية للشعب السوري المقاوم». من جهته، رحب الأسد بدعم إيران وشدد على عزم الحكومة السورية تلبية تطلعات الشعب عبر السبل الديمقراطية.

الأكثر مشاركة