دلاميني زوما «حديدية» تقود الاتحاد الإفريقي

 

نكوسازانا دلاميني زوما التي انتُخبت رئيسة لمفوضية الاتحاد الإفريقي، دبلوماسية محنكة من جنوب افريقيا، معروفة بصرامتها وبنضالها لسنوات ضد نظام الفصل العنصري. وتعد الزوجة السابقة للرئيس الحالي لجنوب افريقيا، السيدة الأقوى والأكثر تأثيراً من ابناء جيلها في جنوب افريقيا، بعد 10 سنوات قضتها خصوصاً في وزارة الخارجية (1999-2009).

وتتبع هذه السيدة، البالغة من العمر 63 عاماً، أسلوباً مختلفاً تماماً عن طريقة عمل سلفها الغابوني، جان بينغ، على رأس المفوضية. وقد عبر الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، عن ارتياحه لانتخابها، معتبراً أنها «مناضلة من اجل الحرية، ليست بيروقراطية ولا دبلوماسية».

اما خصومها فيركزون على انها مهندسة «الدبلوماسية الهادئة» حيال زيمبابوي الجارة الكبرى لجنوب افريقيا. فقد ابقت على سياسة حسن الجوار مع هراري على الرغم من الأزمة السياسية التي اندلعت في عام ،2000 مع قرار الرئيس روبرت موغابي طرد المزارعين البيض من البلاد. وقد لقي هذا القرار ادانة شديدة من الغرب. وحالياً تشغل دلاميني زوما منصب وزيرة الداخلية في بلدها. وقد سمحت صرامتها بإعادة تنظيم او نضباط هيئة عرفت بسوء ادارتها.

ويرى كيث غوتسشالك، من جامعة الكاب الغربية، ان دلاميني زوما «سياسية محنكة تتمتع بخبرة واسعة، وعلى الرغم من ان الإعلام لم يتحدث كثيراً عن نجاحاتها فإن حصيلة عملها السياسي تشهد لها». ويؤكد ان «نهجها البراغماتي يجعل منها شخصية سياسية من الطراز الرفيع».

ومن نجاحاتها الدور الكبير الذي قامت به في المفاوضات التي ادت الى وضع حد للحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال دبلوماسي افريقي لـ«فرانس برس» «إنها تحسن الإصغاء وتأخذ الوقت اللازم للتحليل، وتعطي الانطباع بأنها ليست ممن يسهل التواصل معهم، وهي لا تحبذ التصريحات الصحافية، لكنها تتحدث عندما يكون هناك إنجاز ما».

من جهته، قال المحلل برينس ماشيلي، الذي عمل معها عندما كانت في وزارة الخارجية «كان يمكن ان تحقق نجاحاً أكبر لو كانت أكثر بشاشة، لكن ذلك ليس من طبعها».

ولدت نكوسازانا دلاميني زوما في 27 يناير ،1949 وبدأت خوض معترك السياسة منذ دراستها، بالتحاقها بالمؤتمر الوطني الإفريقي، الذي كان رأس حربة النضال ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتايد).

وعندما استهدفتها شرطة النظام في فترة كان المناضلون يغامرون بحياتهم، اختارت المنفى لمواصلة دراستها في جامعتي بريستول وليفربول البريطانيتين.

ومن هناك أسهمت في تنظيم نضال المؤتمر الوطني الإفريقي في الخارج.

وارتقت المراتب الواحدة تلو الأخرى داخل الحزب، وقضت وقتها بين لندن وجنوب افريقيا. وفي سوازيلاند، حيث كانت تمارس مهنة طبيبة اطفال في المستشفى، التقت جاكوب زوما. وفي 1982 صارت الزوجة الثالثة للرئيس المتعدد الزوجات، لكنهما تطلقا سنة .1998

وعادت الى جنوب افريقيا في ،1990 بعد ان اصبح المؤتمر الوطني الإفريقي حزباً شرعياً. وفي 1994 كلفها نيلسون مانديلا عندما تولى الحكم، وزارة الصحة، ومهمة ضخمة تتمثل في اعادة تنظيم نظام الصحة العمومية، الذي كان يقوم على مبدأ التمييز العنصري.

ونجحت خصوصاً في المصادقة على قانون يسمح للمواطنين الأكثر فقراً من الحصول مجاناً على العلاج الأساسي.

الأكثر مشاركة