جنوب السودان يرهن انسحابه من هجليج بتدخل «أممي»
قال جنوب السودان، أمس، إنه قد يسحب قواته من حقل هجليج النفطي الذي استولى عليه الثلاثاء الماضي في نزاع حدودي مع السودان وذلك إذا نشرت الأمم المتحدة قوات 7 في المنطقة، في وقت شجب الاتحاد الافريقي احتلال الجنوب لمنطقة هجليج، ووصفه بأنه غير قانوني وحث الخرطوم وجوبا على تفادي حرب كارثية.
وجاء في بيان رئاسي أعلن في سفارة جنوب السودان في نيروبي «يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأمم المتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل بالمنطقة إلى حين التوصل لتسوية بين الطرفين».
وفي اديس ابابا شجب الاتحاد الافريقي احتلال جنوب السودان لحقل هجليج ووصفه بأنه غير قانوني، وحث خصمي الحرب الأهلية السابقة على تفادي حرب كارثية.
وقال مفوض مجلس السلام والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة، ان المجلس يطالب بانسحاب فوري غير مشروط لقوات جنوب السودان من المنطقة.
وقال للصحافيين في أعقاب اجتماع عقد الليلة قبل الماضية «المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لهجليج الواقع الى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الاول من يناير 1956» .
واستطرد «الشعور السائد داخل مجلس السلام والامن أنه حان الوقت لأن يظهر الزعيمان الزعامة المطلوبة حتى يتفادى البلدان حربا كارثية لا يحتاجها الشعبان».
ويشارك الاتحاد الافريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان حول المدفوعات النفطية وقضايا خلافية أخرى، لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات الاربعاء الماضي بعد ان احتلت جوبا هجليج.
وانضمت الأمم المتحدة الى الأصوات المطالبة بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان. وطالب مجلس الامن البلدين بوقف الاشتباكات الحدودية بينهما قائلاً إنها تنذر بتجدد الحرب. وشدد بيان للمجلس على ضرورة وقف الخرطوم للغارات الجوية وسحب جوبا لقواتها من الحقل النفطي.
وقال سفير السودان بالامم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان، ان على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الامم المتحدة. وقال للصحافيين انهم اذا لم يفعلوا فإن السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق. وأعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني عن قلقهم بشأن الاشتباكات العسكرية بين السودان وجنوب السودان، ودعوا الحكومتين الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية المدنيين. ودعا الوزراء في اجتماعهم في واشنطن الى الوقف الفوري لقصف المناطق المدنية والتوقف عن تقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة، طبقا للبيان الذي صدر في ختام المحادثات.
واندلع القتال الثلاثاء الماضي عندما سيطرت القوات الجنوبية على هجليج التي تحتوي على نحو نصف النفط الخام في السودان، ما أدى الى وقف الانتاج بالكامل. وأول من أمس قصفت مقاتلات سودانية جسرا استراتيجيا في جنوب السودان في ولاية الوحدة المنتجة للنفط على بعد نحو 60 كلم من منطقة المعارك.