أحمد الصياصنة شيخ الثورة السورية

لم يكن الشيخ احمد عيد الصياصنة الإمام الضرير لمسجد العمري، في مدينة درعا، يدرك يوماً انه سيكون سبباً لتفجير الثورة السورية المطالبة بالحرية والكرامة، وانه سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، ويتحدث معه عن مطالب السوريين وعما يمكن فعله لإيجاد حل للأزمة في درعا، وارضاء الأهالي الذين تضرروا، وفقدوا بعض احبائهم.

ولد الشيخ الصياصنة في اسرة فقيرة في 10 من ابريل عام ،1945 وأصيب بالرمد في الأشهر الأولى من حياته وفقد البصر نتيجة الطرق البدائية في علاج هذا المرض خلال تلك الحقبة من الزمن. وبعد ذلك دخل الكتاب عام 1950 وتعلم القرآن، وتم ترشيحه من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1954 مع عدد من المكفوفين للابتعاث الى مصر للتعلم هناك، حيث تعلم لغة «برايل»، ولكنه عاد الى سورية عام 1961 بعد الانفصال. وحصل على الشهادة الاعدادية عام .1965 ورجع للدارسة في مصر عام 1967 وحصل على تخصص في تعليم المكفوفين. وحصل على الشهادة الثانوية عام ،1969ومن ثم تم قبوله في كلية الدعوة وأصول الدين في المدينة المنورة، وتخرج عام .1973 وعين مدرساً للدين في مدينة بصرى الشام عام ،1975 ثم إماماً في مدينة ازرع، وفي نهاية المطاف اصبح خطيباً وإماماً للمسجد العمري عام ،1978 وتم ايقافه ومنعه من الخطابة في هذا المسجد اكثر من مرة.

وبعد فترة قصيرة من بدء الثورة التقى الشيخ مع الرئيس الأسد وأكد له أن أهل درعا تعرضوا للظلم، وانهم يريدون منه ان ينصفهم. ووعد الاسد خيرا وانه سيطلب سحب جميع القوات العسكرية والامنية من المدينة وانه سيعمل على اجراء العديد من الاصلاحات التي يصبو اليها اهل درعا، والتعويض للمتضررين، لا بل انه قال في اول خطاب له انه سيعتبر كل من قتلوا خلال تلك التظاهرة من الشهداء الذين ضحوا فداء وطنهم. وبعد ذلك ظهر الشيخ الصياصنة خلال الفترة ذاتها تقريبا على شاشة التلفزيون السوري وتحدث بلهجة تصالحية قائلاً انه لم يكن يدرك وجود مؤامرة على بلاده سورية، وطلب من اهل درعا التريث لحين تحقيق الاصلاحات الموعودة.

ولكن الأجواء تلبدت بصورة دراماتيكية و تفاقمت الامور في درعا وجرى تشديد الإجراءات الأمنية، واصبح الشيخ الصياصنة مطلوبا لاتهامه بإطلاق فتوى تبيح قتل رجال الجيش والامن، وفي شهر ابريل الماضي قتل اسامة الصياصنة ابن الشيخ الضرير.

وعندما تدهور الوضع الامني بصورة كبيرة، وشعر الشيخ بأن حياته في خطر قرر مغادرة درعا، وتمكن بمساعدة المقربين منه من الهرب الى الاردن حيث يعيش هناك حاليا.

عرف عن الشيخ الصياصنة مواقفه الثابتة، وعدم تخوفه من قول كلمة الحق، ولم يتورع عن نقد الاخطاء والفساد من على منبر المسجد العمري، وغيره من الاماكن. وعرف عنه ايضا عدم انتمائه لأي تيار او جماعة او حزب سياسي وانما كان مع الحق دائما مهما كلفه ذلك. وكان يتمتع باستقلاليته وقربه من جميع الناس بغض النظر عن آرائهم و مشاربهم.

الأكثر مشاركة