جنديان سوريان وراء ساتر عسكــري في ضاحية حرستا بدمشق. إي.بي.إيه

قصف حمص وحمــاة.. والأمم المتحدة تتحـدث عن جرائم ضد الإنسانية

قتل 22 شخصاً بينهم 18 من المنشقين في قصف للقوات السورية امس، في ريف حماة (وسط) بالتزامن مع تواصل قصف حمص، ومهاجمة درعا، وفيما قالت روسيا إنها لن تدعم مشروع قرار «غير متوازن» حول سورية في الجمعية العامة، وإنها سترسل موفداً اليوم الى دمشق، دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية الى الكف عن قتل المدنيين، قائلاً ان جرائم محتملة ضد الانسانية ترتكب في البلاد. من جهته، قرر المجلس الوطني السوري المعارض تمديد رئاسة برهان غليون لثلاثة اشهر.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان امس، «استشهد عدد من المنشقين بينهم ضباط وصف ضباط ومجندون، وذلك اثر استهداف القوات النظامية لهم خلال القصف الذي تعرضت له بلدة كفرنبودة الواقعة في ريف حماة». وأضاف انه «استشهد اربعة مدنيين ايضاً خلال القصف العشوائي للبلدة». وقال المرصد ان القصف تجدد على حي بابا عمرو وطال اجزاء من حي الانشاءات بينما سقطت قذائف على حي الخالدية في مدينة حمص التي تتعرض لقصف متواصل منذ الرابع من فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.

وتابع أن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة جاسم (ريف درعا) اسفرت عن اعتقال ستة مواطنين من عائلة الحلقي. كما تمركزت ناقلات جند مدرعة على مداخل حي القابون الواقع على اطراف دمشق، فيما بدأت قوات الامن حملة مداهمات داخل الحي ترافقها سيارات رباعية الدفع.

وقال نشطاء من المعارضة، إن القوات الحكومية قتلت 18 من المنشقين عن الجيش السوري خلال قصف حماة واشتباكات في محافظة درعا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية المعارضة نقلاً عن سكان في درعا، إن الجنود الحكوميين يشنون هجوماً واسع النطاق في المحافظة المتمردة القريبة من الحدود مع الأردن لمطاردة المنشقين عن الجيش. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن أربعة أشخاص، على الأقل، قد لقوا حتفهم بمحافظة درعا جنوبي سورية امس.

وقال سكان وناشطون معارضون إن قوات مدرعة سورية هاجمت درعا، أمس، لمحاولة القضاء على جنود منشقين في المدينة. وأضافوا ان اصوات الانفجارات ونيران الرشاشات ترددت في احياء البلد والمحطة والسد مع مهاجمة القوات الحكومية الجنود المنشقين الذين ردوا بإطلاق النار على نقاط تفتيش تابعة للجيش ومبانٍ توجد فيها قوات امنية وميليشيا موالية للحكومة. وقال عضو منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان، حسام عزالدين، متحدثاً لـ«رويترز» من درعا إن قصف الجيش بدأ وقت الفجر، وبعد ذلك حدث تبادل لاطلاق النار. وأضاف ان السكان يسمعون منذ اسبوعين بحشد الجيش لقوات حول درعا.

وقال إن درعا تستعيد دورها في الانتفاضة، حيث تم استئناف التظاهرات ويوفر الجيش السوري الحر الذي يضم جنوداً منشقين الامن للاحتجاجات في بعض اجزاء المدينة. وجاء التصعيد الميداني قبل ساعات من الاجتماع المقرر للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار يدين العنف في سورية ويدعو إلى الانتقال إلى الديمقراطية. ويتضمن المشروع البنود ذاتها التي نص عليها مشروع القرار الذي عارضته روسيا والصين في مجلس الأمن في الرابع من فبراير الجاري.

سياسياً اعلن مصدر مطلع امس، كما نقلت عنه وكالة انترفاكس، أن روسيا التي طالبت بتعديلات عدة على مشروع قرار حول سورية سيعرض على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة لن تدعم نصاً غير متوازن. وقال هذا المصدر من دون الكشف عن اسمه «إن مشروع القرار بشكله الحالي غير متوازن ولا يأخذ في الاعتبار موقفنا»

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو وي مين للصحافيين، إن نائب وزير الخارجية تشاي جون سيسافر الى سورية اليوم. وأضاف انه مازال يجري العمل بشأن تفاصيل الزيارة. وقال ليو «مازال يجري ترتيب تفاصيل الرحلة. الرسالة الموجهة هي أن الصين تأمل في الدفع باتجاه حل سلمي مناسب للأزمة». وأضاف من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل، الصين مستعدة لمواصلة القيام بدور بناء في الوساطة من أجل حل الأزمة.

ولم يقل ما إذا كان تشاي سيلتقي كذلك مع ممثلين عن المعارضة السورية. وكان تشاي قد اجتمع مع وفد من المعارضة السورية في بكين الشهر الماضي.

وكان تشاي قد أكد معارضة الصين لأي تدخل عسكري يهدف الى تغيير النظام في سورية، مشدداً على عزم بلاده القيام بدور بناء بغية التوصل إلى حل المسائل السورية بشكل مناسب. وقال تشاي، في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجيدة «نحن ندين كل أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء ونحث الحكومة وكل الفصائل السياسية في سورية على وقف كل أعمال العنف فوراً وبشكل تام، واستعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي الطبيعي بسرعة». ومن فيينا دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية الى الكف عن قتل المدنيين، وقال ان جرائم محتملة ضد الانسانية ترتكب في البلاد.

وقال للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر، امس، «نرى احياء تقصف بصورة عشوائية ومستشفيات تستخدم كمراكز تعذيب وأطفالاً لا تزيد اعمارهم على 10 اعوام يقتلون ويعتدى عليهم. نرى تقريباً جرائم محددة ضد الإنسانية».

في الاثناء، اعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض، بسمة قضماني، تمديد رئاسة برهان غليون لثلاثة اشهر. وقالت قضماني في اتصال هاتفي من الدوحة حيث يجتمع المجلس، تم التمديد لبرهان غليون لثلاثة اشهر.

وترأس غليون المجلس منذ قيامه في اكتوبر .2011 وقالت قضماني التي كانت هي نفسها مرشحة للمنصب لفرانس برس، في وقت سابق «نريد ان يكون قرارنا مستقلاً من دون تدخلات، وسيكون اختيارنا على اساس برنامج عمل وليس هوية طائفية». وأضافت قضماني التي هي ايضاً عضو في الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني «ان قواعد عمل المجلس الوطني تفرض وجود رئاسة دورية كل ثلاثة اشهر، والقاعدة هي التداول إلا ان هناك استثناءات».

الأكثر مشاركة