سيف الإسلام يتوعد الثوار والساعدي يعرض الإنضمام اليهم
أكّد ابن الزعيم الليبي المتواري عن الأنظار الساعدي القذافي،أمس، أنه مستعد للتعامل مع الثوار، باعتبارهم أخوة وتسليم نفسه، فيما دعا شقيقه سيف الإسلام أنصاره إلى ضرب "أهداف العدو".
ويأتي هذا التضارب في التصريحات بين نجلي القذافي، في وقت تواصل القتال بين الثوار وموالين لمعمر القذافي في شرق البلاد، بينما أعلن الثوار اعتقال عبد العاطي العبيدي، وزير خارجية نظام القذافي.
وقال الساعدي في اتصال مع قناة العربية الفضائية مساء أمس، "إذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلم نفسي اعتباراً من هذه الليلة".
وأضاف "الثوار اخوتنا لا مشكلة لدينا إن (هم) تسلموا السلطة، لا مشكلة بتسليم المدن الليبية لاخواننا الليبيين، نريد الجلوس معهم، هم يمثلون طرفاً شرعياً تفاوضياً (وننتظر أن) يعترفوا بنا طرفاً شرعياً تفاوضياً".
وقالت قناة العربية إن الساعدي (38 عاماً) أكّد أنه تحدث نيابة عن والده، لكنه لم يقل ذلك صراحة، لا بل إنه قال "أنا أمثل نفسي"، ولدى سؤاله إن كان في سرت قال "أنا لست في سرت".
ورداً على ما قاله الساعدي، أعلن المسؤول العسكري للثوار في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج، أن نجل الزعيم الفار معمر القذافي مستعد "للانضمام الى الثورة".
وأضاف في تصريح لمحطة الجزيرة الانكليزية "اليوم، أجريت اتصالاً هاتفياً مع الساعدي، نجل القذافي، طلب خلاله الانضمام إلى الثورة والحصول على ضمانات للعودة إلى شعبه في طرابلس".
وقال نائب رئيس المجلس العسكري، المهدي الحاراتي، خلال لقاء مع الصحافيين في طرابلس أن "مفاوضات حصلت مع الساعدي حتى الساعة 20,00 من مساء أمس(الثلثاء)" بشأن تسليم نفسه.
وأضاف "إنه متردد، إذا ما أراد تسليم نفسه، سنعطيه الأمان، إن شاء الله. إذا حصل اتفاق.. لن يكون هناك مشكلة".
وفي مقابل تصريحات الساعدي، أكد سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، أنه موجود في ضاحية طرابلس، داعياً أنصاره إلى ضرب "أهداف العدو"، في تصريح نقله تلفزيون "الرأي" في دمشق مساء أمس،أيضاً.
وبشأن والده، قال "اطمئنكم نحن بخير والقيادة والقائد بخير، ومبسوطين ونشرب الشاي والقهوة وقاعدين كلنا مع أهلنا ونقاتل ونجاهد".
وأكّد سيف الإسلام رداً على المهلة التي منحها الثوار لأهالي مدينة سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس، لتسليم المدينة بعد عيد الفطر، أن دخول المدينة لن يكون بمثابة "نزهة".
وقال سيف الإسلام "أتكلم من ضواحي طرابلس .. أمورنا جيدة، المقاومة مستمرة والنصر قريب"، قبل أن يدعو أنصاره إلى مقاتلة المتمردين أينما وجدوا.
وقال "بالنسبة للتهديدات مدينة سرت نقول لهم تفضلوا هذه مدينة سرت إن كنتم تعتبرون الدخول فيها نزهة بحرية، سرت فيها أكثر من 20 ألف شاب مسلح وهم جاهزون".
من جانبه، وصف مسؤول الشؤون العسكرية للثوار، عمر الحريري، في تصريح لوكالة فرانس برس كلام سيف الإسلام بأنه "كذب"، مضيفاً "لا يوجد 20 ألف مسلح في سرت والذين يعارضون الثورة هناك يمثلون عشرة بالمئة من السكان".
وأضاف "الناس عاقلون ولن يتحملوا وطاة القتال الذي سيواجهونه، ونحن واثقون من أن الثوار سيدخلون سرت من دون قتال".
وسرت التي تعتبر أحد أهم معاقل معمر القذافي ومسقط رأسه، أصبحت بين فكي كماشة قوات الثوار القادمين من الشرق من بنغازي ومن الغرب من مصراتة.
ويعتقد الثوار الذين حددوا كأولية لهم اعتقال القذافي وأبنائه بعد 42 عاماً من الحكم بلا منازع، أن القذافي قد يكون لجأ إلى سرت.
من جهة اخرى، اعتبر سيف الإسلام أن حديث المتمردين الذين دخلوا طرابلس عن "الانتصار هذه كلها حملة لتضليل الرأي العام".
وأكّد سيف الإسلام أنه تجول،أمس، في منطقة باب العزيزية، التي قال المتمردون إنهم سيطروا عليها قبل عشرة ايام.
وتابع "سنقاتل حتى آخر طلقة، النصر قريب إن شاء الله.. احنا جايين قريباً إلى الساحة الخضراء" في وسط طرابلس، والتي أعلنها الثوار "ساحة الشهداء".