صورة بثتها شبكة «شام» تبين تظاهرة حاشدة ضد الأسد في ريف حماة. أ.ب

إيطاليا تستدعي سفيرها في دمشق.. ومجلس الأمن يفشل في إدانة سورية

استدعت إيطاليا، أمس، سفيرها في دمشق أكيلي أميريو للتشاور «إزاء القمع الفظيع للسكان المدنيين»، واقترحت استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الأوروبي في دمشق، فيما فشل مجلس الأمن الدولي في اصدار قرار يدين النظام السوري في جلسة مشاورات حول اعمال القمع في سورية سعى خلالها الاميركيون والأوروبيون الى اقناع الدول المترددة في اصدار قرار يدين دمشق. في وقت ارتفع فيه عدد قتلى الأول من رمضان برصاص قوات الأمن إلى 24 شخصاً بينهم 10 سقطوا في تظاهرات حاشدة عمت المدن السورية بعد صلاة التراويح، فيما قتل ثلاثة اشخاص في حماة، أمس، بينهم اثنان بقذيفة، في حين انتشرت قوات للجيش بكثافة على الطريق الذي يصل حمص (وسط) بمدينة الرستن (ريف حمص).

وأعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان أن روما استعدت سفيرها في سورية للتشاور، وأضاف البيان ان وزير الخارجية فرانكو فراتيني اصدر تعليمات «إزاء القمع الفظيع للسكان المدنيين في سورية باستعداء سفيرنا في دمشق اكيلي اميريو للتشاور»، واقترحت ايطاليا بحسب البيان استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الأوروبي في دمشق بعد مقتل قرابة 140 شخصاً الاحد الماضي خصوصا في حماة احد معاقل المعارضة السورية. من جهته، أكد المتحدث باسم وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايكل مان أنه لن يتم استدعاء سفير الاتحاد في دمشق، على الرغم من الدعوة الايطالية. وقال إن «سفيرنا فاسيليس بونتوسوغلو سيبقى في دمشق لمراقبة ما يحدث على الأرض».

في سياق متصل، عقد مجلس الامن الدولي مساء أول من أمس، مشاورات حول اعمال القمع في سورية سعى خلالها الاميركيون والأوروبيون الى اقناع الدول المترددة في اصدار قرار يدين النظام السوري غداة الاحد الدامي الذي اوقع نحو 140 قتيلاً.

وتريد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بدعم من الولايات المتحدة دفع مجلس الامن الى استصدار قرار يندد بالقمع الذي قد يناقش مجدداً، ولفت دبلوماسيون مع ذلك الى ان الأمر الأكثر ترجيحاً هو اتفاق مجلس الامن على اصدار «بيان ادانة عادي من دون صفة ملزمة».

لكن لاتزال روسيا والصين تهددان باستخدام حق النقض «الفيتو» لمنع صدور اي قرار بهذا المعنى، تدعمها في ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.

غير ان دبلوماسيين لفتوا الى ان كل البلدان عبرت عن قلقها حيال تكثيف اعمال القمع، وأشاروا الى ان فكرة القيام بتحرك في مجلس الأمن تلقى رواجاً بين الدول الأعضاء.

وأشارت السفيرة الأميركية سوزان رايس الى تقارير «مقلقة» عرضت امام مجلس الامن من جانب الأمين العام المساعد اوسكار فرناندير تارانكو.

وقالت للصحافيين عقب الاجتماع «ثمة تعبير واسع عن القلق حتى الادانة».

والتقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أمس، وفداً من المعارضة السورية في واشنطن طلب من الرئيس الأميركي باراك اوباما دعوة بشار الأسد إلى «التنحي على الفور»، كما دعا الامم المتحدة إلى فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري.

وقال دبلوماسي غربي إن «صمت مجلس الامن شجع على مواصلة القمع». الا ان بعض البلدان التي عارضت في السابق تحركا في مجلس الامن وجهت انتقادات علنية لنظام الأسد.

وقال السفير الهندي ورئيس مجلس الامن في اغسطس هارديب سينغ بوري «رصدت تقارباً ما في وجهات النظر وقلقا مشتركا حيال تصاعد العنف». وأضاف أن أعضاء المجلس بدوا قلقين من تصاعد العنف، مشيراً في الوقت نفسه الى ان القيام بتحرك «ليس امراً ملحاً».

اما السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي هدد باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار السابق، فقد اعتبر انه «يجب التخلص من الطريقة القديمة في التفكير المبنية على المواجهة». ورأى ان اقتراح القرار في مجلس الأمن «مضخم بعض الشيء»، الا أنه اشار الى ان اصدار بيان عن المجلس قد ينال اجماعاً. وقال للصحافيين «اذا كانت ثمة امكانية في الوصول الى نص، لن نقف حائلاً دون ذلك».

وفي هذا الشأن دعت سورية الهند التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، الى مساعدتها على تجنب ادانة لقمع المعارضة، وطلبت من نيودلهي عدم تصديق «الدعاية الاعلامية» الغربية.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، في مقابلة مع قناة «نيوز اكس» خلال زيارة للهند تستمر ثلاثة ايام، «انني هنا لأحذر القادة الهنود من التضليل الاعلامي والفبركة وآليات الدعاية الإعلامية غير الواقعية ضد سورية». وعبر وزير الخارجية الهندي اس ام كريشنا في بيان عن «قلقه» من تصاعد العنف في سورية.

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ان «عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا الاثنين في مدن سورية عدة برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة بلغ 24 شهيداً» بينهم 10 سقطوا خلال التظاهرات التي خرجت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح.

وذكر أن العمليات الأمنية والعسكرية أوقعت 10 قتلى في حماة وقتيلين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور وثلاثة في محافظة حمص (وسط) واثنين في اللاذقية (غرب) وستة في عربين شمال شرق دمشق وواحد في معضمية الشام، مشيراً الى ان الاخير قتل «برصاص الأمن داخل المسجد». وأوضح المرصد ان «صلاة التراويح شهدت تظاهرات ضخمة دعت الى اسقاط النظام وهتفت لحماة الجريحة ودير الزور».

من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن «مجموعة مخربة» اقتحمت أول من أمس، القصر العدلي في حماة (وسط) وأضرمت النار في بعض اقسامه بعد أن خربت جزءاً كبيراً من محتوياته.

وفي جوهانسبورغ، دعت جنوب افريقيا، أمس، سورية الى فتح تحقيق «نزيه وغير منحاز» حول القمع الدموي للمتظاهرين ضد نظام الاسد.

الأكثر مشاركة