«الغارديان» تتحدث عن «خريطة طريق» أميركية للإصلاح
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن الولايات المتحدة تضغط على المعارضة السورية لإجراء حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد، مع بروز تفاصيل عن «خريطة طريق» مثيرة للجدل حول الاصلاحات من شأنها أن تتركه في السلطة في الوقت الراهن، على الرغم من المطالبة برحيله بالاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر في المعارضة السورية، إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية يشجعون سراً مناقشة مسودة وثيقة غير منشورة جرى تعميمها بمؤتمر المعارضة الذي انعقد بدمشق الإثنين الماضي، غير أن واشنطن تنفي دعمها هذا التوجه. وأضافت أن الأسد سيشرف على ما تعتبره الوثيقة «الانتقال الآمن والسلمي إلى الديمقراطية المدنية»، التي تدعو إلى «تشديد السيطرة على قوات الأمن وتفكيك عصابات الشبيحة المتهمة بارتكاب فظائع بحق المتظاهرين، ومنح الحق بتنظيم التظاهرات السلمية، والحريات الاعلامية، وتعيين جمعية وطنية انتقالية».
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة تطالب أيضاً بـ«اعتذار واضح وصريح، ومحاسبة المؤسسات والأفراد الذين فشلوا في استيعاب الاحتجاجات المشروعة، وتعويض أسر الضحايا، وإخضاع حزب البعث الحاكم لقانون جديد للأحزاب السياسية على الرغم من منحه حق ترشيح 30 عضواً من أصل 100 عضو في الجمعية الوطنية الانتقالية المقترحة، على أن يتم تعيين الأعضاء الـ70 الآخرين من قبل رئيس الجمهورية بالتشاور مع مرشحي المعارضة». وقالت إن خطة «خريطة طريق» وقّع عليها لؤي حسين ومعن عبدالسلام، المثقفان العلمانيان في مجموعة تسمى «لجنة العمل الوطني»، اللذان قابلا نائب الرئيس فاروق الشرع قبل الخطاب الأخير للرئيس الأسد، وترأسا اجتماع المعارضة السورية بدمشق الإثنين الماضي. وأضافت الصحيفة أن وائل السواح، العضو الآخر في لجنة العمل الوطني، هو مستشار للسفارة الأميركية بدمشق، لكنه لم يوقّع على «خريطة طريق»، لتجنب تشويه سمعتها على ما يبدو بعيون السوريين الذين يشتبهون في التدخل الأجنبي بشؤون بلادهم. ونسبت إلى المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة، رضوان زيادة، قوله «إن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد حث الشخصيات المعارضة على اجراء محادثات مع النظام السوري، لكن هذه الاستراتيجية لن تنجح، لأنها تطلب من الرئيس الأسد قيادة المرحلة الانتقالية، وهذا أمر غير مقبول من قبل المتظاهرين وفات أوانه». كما نقلت الصحيفة عن مفكر سوري وصفته بأنه بارز وعلى صلة وثيقة بالنظام قوله «سيكون خطأً كبيراً إذا حاول الأميركيون التأثير في هذه المبادرة وسمحت للمعارضة السورية بممارسة هذا الدور، وأنصحهم بأن ينأوا بأنفسهم عن الولايات المتحدة».