15 قتيـلاً بصنعـاء.. وقــوات صـــالح تفتح النار على محتجين في تعز
قصفت القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بالطائرات والمدفعية الثقيلة مناطق عدة في العاصمة صنعاء، إضافة لمعقل قبائل حاشد وسط محاولة آلاف المسلحين القبليين دخولها لمساندة زعيمها الشيخ صادق الأحمر، كما أطلقت قوات صالح الرصاص على محتجين بتعز، وبينما تدور اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأمن في المدينة نفسها، اكدت الحكومة مجدداً استعداد صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه.
وتفصيلاً، قالت مصادر إن قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس، استخدمت المدفعية والآليات الثقيلة في نقطة الأزرقين على مدخل صنعاء لمنع الآلاف من قبائل حاشد دخول صنعاء.
واحتشد أمس الاف المقاتلين القبليين على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري زعيم قبائل حاشد، الشيخ صادق الأحمر.
وذكر شيوخ قبائل لوكالة «فرانس برس»، ان الآلاف من رجال القبائل المسلحين المحتشدين شمال صنعاء، قد اشتبكوا مع نقطة عسكرية على بعد 15 كلم عن صنعاء. وأكد احد الشيوخ ان المسلحين يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم، في اشارة الى الشيخ صادق الأحمر.
وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الموالية للرئيس وقبائل حاشد، التي حاولت الدخول إلى صنعاء لمساندة الشيخ صادق الأحمر. وقالت إن القصف طال منطقة خمر معقل قبائل حاشد، ومقر الفرقة الأولى مدرع، بينما تواصل إطلاق عشرات الصواريخ على منطقة الحصبة بصنعاء. وسمع دوي انفجارات قوية في المدينة، وسماع قصف قرب الأحياء السكنية في غربيها، وسط حركة نزوح جماعي جراء تدهور الوضعين الأمني والإنساني.
وأكدت مصادر طبية مقتل 15 شخصاً في مواجهات ليلية، أول من أمس، بينما سقط 39 معظمهم خلال الليلة قبل الماضية، فيما ذكر مصدر طبي اخر ان قتيلاً من قوات القبائل قتل في المعارك صباح أمس.
وقال موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت، إن 14 جندياً لقوا حتفهم في قتال مع رجال القبائل.
كما ذكرت مصادر أن الحرس الجمهوري قام بحرق مقر قناة «سهيل» الفضائية بصنعاء بعد نهب محتوياته.
ومع اشتداد القصف والاشتباكات تم تعليق الرحلات الجوية في مطار صنعاء، وتقطعت السبل بمئات المسافرين. وكان المطار قد أغلق لفترة قصيرة الأسبوع الماضي بسبب معارك دامية جرت في الشوارع القريبة.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية، إن المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار صادق الأحمر لا علاقة لها بالأزمة السياسية أو الاعتصامات السلمية التي تشهدها البلاد.
وقال المصدر إن عناصر مسلحة خارجة عن القانون قامت باستخدام العنف وإشاعة الفوضى والاستيلاء بالقوة على وزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمنطقة الحصبة في العاصمة.
وفي تطورات الأوضاع بتعز، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود قولهم إن اشتباكات جرت بين مسلحين وقوات موالية، وقالت انباء إن هؤلاء المسلحين هم ضباط منشقون كانوا يدافعون عن المتظاهرين. ونقلت «رويترز» عن شهود أن القوات الموالية للرئيس صالح أطلقت النار على محتجين في تعز، ولم ترد أنباء عن قتلى وجرحى.
في هذه الأثناء، شيع المواطنون والثوار في تعز بعض قتلى الهجوم على ساحة الحرية، ورددوا هتافات تصف الرئيس صالح بمجرم حرب، كما طالبوا بسقوط نظامه. وفي محافظة أبين الجنوبية، سيطر مسلحون على ميناء شقرا وسط استمرار نزوح مئات الأسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحين.
وفي تطور لاحق أعلن مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية مجدداً، أمس، استعداد الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه.
واكد المصدر لوكالة الأنباء اليمنية استعداد الجمهورية اليمنية لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية التي وقّع عليها المؤتمر الشعبي العام في حينها، وتأجيل توقيعها من قبل رئيس الجمهورية نتيجة رفض أحزاب اللقاء المشترك حضور مراسم التوقيع في القصر الجمهوري.
وذكر المصدر ان موعد التوقيع سيتحدد قريباً بناء على التشاور والتنسيق القائم بين الجمهورية اليمنية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي.
وكان صالح أكد مراراً استعداده التوقيع على المبادرة الا انه رفض ذلك في اللحظة الأخيرة مشترطاً توقيعاً مشتركاً مع المعارضة.