قتال عنيف بالجبل الغربي في ليبيا.. وبلدات تواجه خطر المجاعة
قالت المعارضة الليبية إن قوات الزعيم معمر القذافي صعدت من هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الجبل الغربي. وبينما قال نازحون إن البلدات في المناطق المعزولة على وشك مواجهة مجاعة، تضاعفت مخاوف السكان في مصراتة المحاصرة، مع انتهاء مهلة حددها النظام للثوار لتسليم أنفسهم.
وتفصيلاً، قال متحدث باسم المعارضة إن قوات القذافي قصفت بلدة الزنتان، التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الجبل الغربي مساء الاثنين. وقال المتحدث إن 10 صواريخ على الأقل سقطت على البلدة. وقال لـ«رويترز» في اتصال هاتفي «أطلقتها قوات القذافي المتمركزة الى الشمال من الزنتان». وتعرضت بلدات الامازيغ في الجبل الغربي القريبة من حدود تونس لقصف القوات الحكومية بعد انضمامها إلى الاضطرابات المناهضة للقذافي المندلعة قبل شهرين.
وقال سكان إن الناس في بلدة يفرن الليبية التي يسيطر عليها المعارضون وتحاصرها قوات موالية للقذافي، بدأوا يعانون نقص المواد الغذائية ومياه الشرب والامدادات الطبية. وبلدة يفرن التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الليبية جزء من منطقة الجبل الغربي، إذ انتفض سكانها ـ ومعظمهم من عرقية الأمازيغ ـ قبل شهرين ضد حكم القذافي. ومنذ ذلك الحين تعرضت بلدات على امتداد الجبل الغربي للهجوم من جانب قوات القذافي، لكن روايات السكان الفارين تشير إلى ان يفرن، وهي من أكبر المراكز السكانية في المنطقة تعرضت لأسوأ المصاعب.
وإلى الشرق، قال متحدث باسم المعارضة الليبية المسلحة في ميناء مصراتة المحاصر إن القتال دار قرب مطار المدينة الذي مازالت قوات القذافي تسيطر عليه. وقصفت قوات الحكومة الليبية ميناء مصراتة الذي يسيطر عليه المعارضون بالصواريخ والقذائف الاثنين، ما عطل عمليات توصيل الامدادات عن طريق البحر للمدينة المحاصرة. وقامت كاسحات ألغام تابعة لحلف شمال الاطلسي بتفتيش مداخل مصراتة الاثنين بحثا عن لغم انجرف وعرقل امدادات المساعدات للمدينة الليبية المحاصرة وأوقف إجلاء الأجانب والجرحى الليبيين.
وتضاعفت مخاوف السكان في مصراتة التي تحاصرها قوات العقيد، مع انتهاء مهلة حددها النظام الليبي للثوار لتسليم انفسهم وتشديد الحصار على الميناء، طريق التموين الوحيدة للمدينة، فبعد هجوم نفذته كتائب القذافي صباح الاثنين عاد الهدوء صباح امس الى المدينة، وسمعت بعيدا انفجارات عميقة على فترات متباعدة بحسب مراسل «فرانس برس».
وفي لندن، أفادت صحيفة الصن أمس بأن بريطانيا نشرت مدمرة من بحريتها الملكية لقصف أهداف في ليبيا، وتسريع سقوط العقيد معمر القذافي.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي الدفاع البريطانيين أمروا المدمرة ليفربول بالاستعداد لقصف مراكز القيادة والتحكم لقوات القذافي وتقديم الدعم لقوات المعارضة الليبية، بسبب افتقادها التجهيزات العسكرية.
وفي أنقرة، دعا رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان الزعيم الليبي الى ترك السلطة فوراً، معتبراً أن الأخير تجاهل نصيحة تركيا بوقف سفك الدماء وتعيين زعيم سياسي جديد من أجل الإنهاء السلمي للانتفاضة ضد حكمه.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله في مؤتمر صحافي أمس إن «القذافي فضل إراقة الدمـاء بدل الاسـتجابة لدعواتنا، اكتفينا بالتحدث عن ليبيا، نريده أن يترك السلطة من أجل مستقبل أفضل لبلاده».
وفي روما، يهدف اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا غدا، إلى التوصل الى حل سياسي للنزاع القائم والذي يشهد مأزقا في مستوى الوضع العسكري ومخاطر من تدهور الوضع الانساني.
وعلى جدول اعمال النزاع، الذي أوقع اكثر من 10 آلاف قتيل بحسب الثوار، احتمال مد المعارضين للزعيم الليبي معمر القذافي بالاسلحة وتمويل حركتهم، من خلال شراء النفط من شرق ليبيا الواقع تحت سيطرتهم.