ليبية تداعب حفيدتها التي أصيبت بشظايا قرب منزلها في مصراتة. غيتي

غارات «أطلسية» على مراكز قيادة لقوات القذافي

شنّ حلف شمال الاطلسي غارات عدة، استهدفت مراكز قيادة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي، بما في ذلك في طرابلس. فيما عارضت باريس «كلياً» إرسال قوات الى ليبيا، معتبرة ان الثوار هم الذين يجب ان يتولوا توجيه طائرات حلف شمال الاطلسي، في وقت أكد فيه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل في روما أن المجلس سيطور تعاونا «خصوصا مع ايطاليا وفرنسا وقطر» التي اعترفت بحركته.

وقالت قيادة حلف الأطلسي في بيان إن الحلف نفذ «هجمات متعمدة ومتعددة ضد منشآت للقيادة والتحكم لنظام القذافي الليلة الفائتة (أمس)، بينها بنية تحتية للاتصالات استخدمت لتنسيق الهجمات ضد المدنيين، ومقار اللواء 32 الموجودة على بعد 10 كيلومترات جنوب طرابلس».

وذكر البيان أن مقار هذا اللواء كانت تستخدم لقيادة وتنسيق العمليات العسكرية ضد الشعب الليبي.

وقال القائد العسكري في «الناتو» تشارلز بوتشارد، إن الحلف «سيواصل حملته لإضعاف قوات نظام القذافي المتورطة في الهجمات ضد المدنيين».

وأعلنت السلطات الليبية، أمس، أن العاصمة طرابلس ومدينة سرت مسقط رأس القذافي، وباب العزيزية مقر إقامته تعرضت للقصف. وذكرت وكالة جانا الرسمية الليبية للأنباء، استنادا الى مصدر عسكري، أن مدينتي طرابلس وسرت «تعرضتا في الساعات الاولى من صباح أمس للقصف العدواني الاستعماري الصليبي».

وافادت بعد ذلك، وفق مصدر عسكري، بتعرض «منطقة الهيرة بمدينة العزيزية» على مسافة 50 كلم جنوب العاصمة للقصف.

وأكد صحافيون في «فرانس برس» عن سماع هدير طائرة واحدة على الاقل تحلق فوق العاصمة.

إلى ذلك قال صندوق الامم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إن 20 طفلا على الاقل قتلوا في القتال المستمر منذ أسابيع في مدينة مصراتة المحاصرة بغرب ليبيا.

وقالت المتحدثة باسم الصندوق ماريكسي ميركادو «بعد 50 يوما من القتال في مصراتة بدأت تتضح الصورة الكاملة للقتلى من الاطفال، وهي أسوأ بكثير مما كنا نخشاه، ومن المؤكد أنها ستسوء ما لم يطبق وقف لاطلاق النار.».

وأضافت في تصريح مقتضب بجنيف «لدينا على الاقل 20 حالة قتل أطفال مؤكدة والعديد من الاصابات، بسبب الشظايا وقذائف المورتر والدبابات واصابات الرصاص». ونقلت عن معلومات من أطباء في مصراتة قولهم ان أصغر القتلى بين الاطفال في مصراتة يبلغ من العمر تسعة أشهر، وأن معظم الاطفال الذين قتلوا خلال الاسبوعين المنصرمين تقل أعمارهم عن 10 سنوات.

وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، معارضة بلاده لارسال قوات فرنسية الى ليبيا لكسر الجمود العسكري في الصراع الدائر هناك.

وقال للصحافيين ان الوضع العسكري في ليبيا «صعب» و«ملتبس»، وان الغرب أساء تقدير قدرات القذافي على تكييف تكتيكاته ردا على التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي. وفي روما قال عبدالجليل في ختام لقاء مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني «سيكون هناك تعاون وروابط صداقة، خصوصا مع ايطاليا وفرنسا وقطر، ثم مع دول صديقة اخرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة». وحتى الآن وحدها فرنسا وايطاليا وقطر اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا في ليبيا بدلا من القذافي.

من ناحية أخرى اكد عبدالجليل أن القذافي لن يترك الحكم «إلا بالقوة». من جهته قال فراتيني إن عبدالجليل اكد التزامه بالاستمرار على نهج الديمقراطية، ومحاربة الارهاب، واعادة اعمار ليبيا، ومكافحة الهجرة غير المشروعة. ويلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم، عبد الجليل لبحث الوضع في ليبيا، وعملية الانتقال الديمقراطي.

الأكثر مشاركة