البشير يعد بمساعدة الجنوب على بناء دولة «شقيقة آمنة مستقرة»
وعد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، بمساعدة «جنوب السودان على بناء دولة شقيقة، آمنة، مستقرة»، إن قررت المنطقة الانفصال، في استفتاء مفصلي مقرر في اقل من أسبوعين. وفيما وصل الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إلى الخرطوم في زيارة للسودان تستغرق يومين، تشمل مدينة جوبا العاصمة الإقليمية للجنوب. هدّد القيادي في الحركة الشعبية ياسر عرمان، بخيار القوة وحمل السلاح، إذا تم التضييق على الحركة في الشمال عقب انفصال الجنوب.
وتفصيلاً، قال البشير «نقول لإخواننا في الجنوب هناك، الكرة في ملعبكم، والقرار عندكم، ان قلتم وحدة فأهلاً وسهلاً، وان قلتم انفصال فأيضاً أهلاً وسهلاً»، وذلك في كلمة ألقاها امام الآلاف من انصاره في ولاية الجزيرة جنوب شرق الخرطوم.
وتابع البشير في الكلمة التي نقلها التلفزيون الرسمي «مرحباً بدولتكم دولة شقيقة، ودولة جارة، نتعاون ونتكامل في أي شيء، لان الذي بيننا أكثر من اي دولتين».
وكان الرئيس السوداني أكد في كلمة تاريخية في جنوب السودان قبل عام انه سيكون اول من يعترف باستقلال الجنوب ان اختارت المنطقة ذلك في استحقاق حر وعادل، كما وعد، أمس، بمساعدة جنوب السودان على تطوير دولة مستقرة، وقال «لن نعترض على قرار الأخوة الجنوبيين وسنساعدهم على بناء دولتهم ونريدها دولة آمنة ومستقرة، لان لو حدث فيها مشكلات فستأتينا، ونحن مستعدون لندعم الأمن والاستقرار في الجنوب وندعم التنمية».
وسيختار السودانيون الجنوبيون في استفتاء مقرر بين التاسع و15 يناير المقبل بين البقاء ضمن السودان أو الانفصال عنه. ويشكل هذا الاستحقاق النقطة الاساس في اتفاق السلام الشامل الذي أنهى في اواخر 2005 حرباً اهلية بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي استمرت عقدين. وسجل اكثر من 3.5 ملايين سوداني جنوبي على لوائح الاستفتاء، على ما أعلن المتحدث باسم لجنة الاستفتاء، جورج ماكوير بنجامين لوكالة فرانس برس، ويتوقع المحللون فوز خيار الانفصال، فيما بات السياسيون في الخرطوم يعتبرون هذا الخيار محتملاً. من جهته، وصل عمرو موسى إلى الخرطوم، أمس، في زيارة للسودان تستغرق يومين، تشمل مدينة جوبا العاصمة الاقليمية للجنوب، وذكر رئيس مكتب الأمين العام، السفير هشام يوسف، أن موسى سيجري مباحثات مع المسؤولين السودانيين، للوقوف على سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وترتيبات عملية الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب.
وأضاف أن الأمين العام سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين بحكومة السودان، وقادة الحركة الشعبية في جوبا، كما سيقوم بجولة في بعض المدن السودانية، خصوصاً أن زيارته تكتسب أهمية، كونها الأخيرة قبيل اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.
من جهة أخرى، هدّد القيادي في الحركة الشعبية، ياسر عرمان، بأنه إذا تم التضييق على الحركة في الشمال عقب الانفصال «فستكون هناك خيارات أخرى»، في إشارة إلى خيار القوة وحمل السلاح.
وقال في حديث لقناة «العربية»، «سنعبر الجسر عندما ندركه، الخيار المفضل لدينا الذي سنعمل بكل مجهوداتنا عليه، هو الخيار السلمي الديمقراطي، وإذا رفض هذا الخيار، فعلى من يرفضه أن يتحمل النتائج». وفي شرح لمغزى تهديده، واصل عرمان: «المقاتلون السابقون للحركة الشعبية في شمال السودان أكبر من مقاتلي دارفور مجتمعة، لا نريد أن نسلك هذا الطريق، فهو مضرّ باستقرار الشمال ومضرّ بالسودان». على صعيد آخر، قتل 10 أشخاص وانهارت عشرات المنازل في سيول وأمطار غزيرة اجتاحت مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر شرق السودان، أمس.
وسجلت الأمطار أعلى منسوب لها منذ نحو ثلاثة عقود، ما تسبب أيضاً في تعطل الحركة الداخلية للمدينة، وطريق المرور السريع بين الخرطوم وبورتسودان، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي بالمدينة.