القوات الأمنية انتشرت بصورة مكثفة في شوارع بغداد. أ.ف.ب

إجراءات أمنية مشدّدة في بغداد وملاحقة «القاعدة» بديالى‏

‏في ظل التجاذبات المستمرة حول تشكيل الحكومة العراقية، بقيت القوات الامنية في حال تأهب أمس، غداة موجة من الهجمات الانتحارية استهدفت عدداً من السفارات في بغداد، وأوقعت 30 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، فيما بدأ الجيش عملية عسكرية في محافظة ديالى لملاحقة تنظيم القاعدة.

وفي التفاصيل، انتشرت القوات الامنية بصورة مكثفة أمس في شوارع بغداد، مع تشديد الاجراءات عند نقاط التفتيش وخصوصاً في محيط مواقع الانفجارات قرب السفارات الايرانية والمصرية والالمانية.

وتزامنت الهجمات مع المراوحة في المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة ائتلافية، نظراً لعدم امتلاك أي من الكتل الرئيسة الاربع الفائزة مقاعد كافية لتشكيل حكومة بمفردها.

وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري اعلن لوكالة فرانس برس ان «الهجوم سياسي هدفه اخراج العملية عن سكتها وإرسال رسالة مفادها ان الارهابيين لايزالون يعملون في ظل الفراغ» السياسي.

وفي اعقاب التفجيرات، عقد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اجتماعاً لمجلس الامن الوطني الذي لم يحدد اي تدابير سيتم اتخاذها.

وحصل ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي على 89 مقعداً في البرلمان الذي يضم 325 مقعداً، اقل بمقعدين من الكتلة العراقية بزعامة منافسه الرئيس إياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق.

واتهم علاوي ايران بالسعي لمنعه من ان يصبح رئيساً للوزراء اثر دعوة جميع الاحزاب الكبرى باستثناء كتلته العلمانية الى طهران. وكان مسؤولون أمنيون حذروا من ان تأخير التحالفات يمكن أن يعطي فرصة للمسلحين لزعزعة استقرار البلاد.

واستهدف هجومان انتحاريان سفارتي مصر وايران، في حين وقع الهجوم الثالث بالقرب من تقاطع البعثات الالمانية والاسبانية والسورية.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال انتحاري يقود سيارة مفخخة كان ينوي ان يستهدف بها مديرية حماية السفارات في المسبح، في حي الكرادة.

وأكد مسؤول امني آخر ان «الانتحاري فشل في تفجير السيارة، ولفت انتباه رجال الأمن بينما كان يصرخ الله أكبر».

لكن زيباري قال: «يبدو الامر من تدبير (القاعدة)، واشعر شخصياً ان من المبكر القول إلا اذا تأكدنا من اكتمال التحقيقات» التي تحدد من يقف وراء الهجمات على البعثات الدبلوماسية.

وتابع انها «تحمل بصمات مشابهة لتلك السابقة من حيث التوقيت والتزامن في استهداف اماكن عدة في وقت واحد لاحداث اكبر تأثير ممكن»، في اشارة الى هجمات اغسطس واكتوبر ويناير التي اوقعت نحو 400 قتيل ومئات الجرحى.

من جهته، دعا نائب الرئيس المنتهية ولايته طارق الهاشمي الى مراجعة كاملة للتدابير الامنية المتخذة في العاصمة.

وكان احد سكان المنطقة المجاورة للسفارة المصرية قال إن الحراس حاولوا منع السيارة من الاقتراب وأطلقوا على سائقها النار. واضاف ان «السيارة انفجرت ضمن مسافة قريبة»، وتساءل «كيف وصلت السيارة الى السفارة؟ أين الجيش والحواجز؟».

إلى ذلك بدأت القوات الأمنية أمس، عملية عسكرية في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى، والاقضية المجاورة لمطاردة تنظيم القاعدة.

وقال مصدر أمني في شرطة ديالى إن «قوات من الشرطة والجيش بدأت اجراءات امنية مشددة منذ صباح الإثنين (أمس) في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) والمناطق المحيطة بها لمطاردة تنظيم القاعدة وفرض الامن».

وأضاف أن «قواتنا وعددها نحو 39 الفاً من الشرطة والجيش انتشرت في بعقوبة والاقضية المحيطة واقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسة والفرعية»، مشيراً الى ان الخطة «تتضمن قطع عدد من الطرق المؤدية الى الاحياء والإبقاء على منفذ واحد لكل منها». ووزعت السلطات أسماء مطلوبين على جميع الحواجز الثابتة والمتحركة.

من جهته، اكد مصدر في غرفة عمليات ديالى، اعتقال 11 شخصاً بتهمة الارهاب. واضاف ان «الهدف من تطبيق هذه الاجراءات هو فرض الامن واعتقال عدد من المطلوبين داخل بعقوبة والاقضية بحسب معلومات استخباراتية». وتابع ان «المعلومات تؤكد محاولة المسلحين تنفيذ تفجيرات دامية مشابهة لتلك التي وقعت في الخالص» في اشارة الى التفجيرات التي اوقعت 52 قتيلاً، وأقيل على اثرها مدير شرطة ديالى اللواء عبدالحسين الشمري، في حين أحيل عدد من الضباط الى التحقيق.

يذكر ان القوات الاميركية والعراقية شنت حملات عسكرية عدة في ديالى منذ العام ،2007 للقضاء على التنظيمات المتطرفة. ولاتزال القاعدة تنشط في بعض جيوب هذه المحافظة التي تعتبر نسخة مصغرة عن العراق نظراً لتركيبتها السكانية.

 

الأكثر مشاركة