تكبيد الميليشيات 54 قتيلاً و75 أسيراً في معارك الكسارة والمشجح عند التحام الجبهتين. أرشيفية

الجيش اليمني يسيطر على جميع المناطق بين جبهتي «الكسارة والمشجح»

سيطرت قوات الجيش اليمني والقبائل، مسنودة بالتحالف العربي، على جميع المواقع والمناطق، بين جبهتي «الكسارة والمشجح» غرب مأرب بعد التحام الجبهتين، وانتقلت المعارك نحو جبهة المخدرة، فيما نفذت مقاتلات التحالف عمليات نوعية ضد مواقع وتعزيزات ميليشيات الحوثي في محيط مأرب وحجة، في حين أفشلت القوات المشتركة تحركات حوثية في مديريتي بيت الفقيه والتحيتا بالحديدة.

وفي التفاصيل، حققت قوات الجيش اليمني والقبائل، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، فجر الإثنين، تقدماً كبيراً غرب محافظة مأرب، وسيطرت على جميع المناطق الواقعة بين جبهتي «الكسارة والمشجح» بعد التحامها في سلسلة «تباب العلم»، عقب معارك استمرت 29 ساعة مع ميليشيات الحوثي خلفت عشرات القتلى والجرحى والأسرى.

وأكدت مصادر ميدانية، سيطرة الجيش والقبائل، مسنودين بالتحالف، على جميع المواقع والمناطق الواقعة بين جبهتي «الكسارة والمشجح» بعد استعادة «حمة الصيد» والتحام الجبهتين في «تباب العلم»، والسيطرة على خط الإمداد بين الكسارة وصرواح، وواصلت التقدم نحو «قرن هيلان» وفرضت سيطرتها النارية عليه، كما تقدمت نحو «وادي المخدرة».

وأشارت المصادر إلى أن الجيش والقبائل، تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف، يواصلان التقدم بشكل كبير في جبهات غرب مأرب بعد التحام جبهتي «الكسارة والمشجح» وانكسار الميليشيات الحوثية فيها، لافتة إلى انتقال المعارك إلى جبهة «المخدرة» الاستراتيجية شمال غرب مأرب، حيث تدور المعارك في «وادي المخدرة».

وأوضحت المصادر أنه تم تكبيد الميليشيات 54 قتيلاً و75 أسيراً، في معارك الكسارة والمشجح عند التحام الجبهتين، فضلاً عن تدمير «دبابة، وثلاث مدرعات و13 طقماً» تابعة للحوثيين، مؤكدة مصرع قائد جبهة الكسارة التابع للميليشيات المدعو «أبوخالد السفياني»، مع جميع مرافقيه في المعارك الأخيرة.

وكانت مصادر ميدانية في مأرب، أكدت مصرع أكثر من 100 حوثي، خلال اليومين الماضيين، بينهم قيادات ميدانية بارزة في معارك غرب المحافظة، مشيرة إلى أن «السفياني» هو ثالث قائد لجبهة الكسارة يقتل خلال مواجهات مع الجيش منذ بدء هجوم الحوثيين على أطراف مأرب في 7 فبراير الماضي، والتي خلفت أكثر من 3000 قتيل في صفوف الحوثيين، بينهم المئات من القيادات الميدانية البارزة.

وتمثل السيطرة على «تباب العلم» الواقعة بين سلسلة «جبال الخرج الأيسر، والأيمن»، نقلة نوعية في مجريات المعارك بجبهة الكسارة والمشجح، حيث تسيطر تلك التباب على مناطق «حمة الصيد، والزور، ووادي ذنه وجبهة السد»، والتي حاولت الميليشيات على مدى أيام التقدم نحوها وتطويق مدينة مأرب، وباتت اليوم مؤمّنة بالكامل، كما فتحت عملية الالتحام في تلك الجبهات الطريق أمام الجيش والقبائل نحو بقية الجبهات في مديرية صرواح، وتأمين الطرق القادمة من مديريتي مدغل ورغوان، كما تم تأمين مناطق «العطيف، وايدات الراء، والدشوش، وحمة البس، والميل والجفينة».

وقال رئيس قطاع الإعلام العسكري في الجيش اليمني، العقيد يحيى الحاتمي: «إن استراتيجية الجيش التي اتبعها أخيراً في جبهات مأرب والجوف، حققت أهدافها بنجاح يفوق الـ100%، وحررت مواقع في جبهتي المشجح والكسارة لم يتم تحريرها منذ عام 2015»، مؤكداً تحرير سلسلة «جبال العلم» بين المشجح والكسارة.

وأضاف في تصريح صحافي: «استراتيجية الهجمات المعاكسة، والكمائن، والاستدراج، والغارات المفاجئة والاستباقية، ورصد جميع تحركات الحوثيين، نجحت وحدّت من فاعلية وقدرة الميليشيات، وأضعفتهم بشكل كبير، فضلاً عن الخلافات والتصفيات التي تشهدها صفوف الحوثيين، على خلفية هزائمهم في معارك مأرب والجوف».

وأكد الحاتمي أن الجيش والقبائل عند وصولهم إلى «تباب العلم» بين الكسارة والمشجح، كانت الميليشيات تتقاتل في ما بينها، ما أدى الى سقوط 18 قتيلاً من عناصرهم، ولفت إلى أن المنطقة ذات أهمية عسكرية كبيرة، حيث تشرف على طرق الإمداد بين جبهات صرواح وصنعاء.

وأشار إلى أن الميليشيات أعدمت عناصرها الذين رفضوا القتال في الجبهة، قبل وصول الجيش والقبائل إليها، حسب ما أكد ذلك جريح حوثي في منطقة العلم، كما أكد قيام قيادات حوثية بتنفيذ إعدامات جماعية بحق عناصرهم الرافضين للقتال في جبهات مأرب والجوف.

من جهة أخرى، نفذت مقاتلات التحالف عمليات عسكرية، وصفت بالنوعية والدقيقة، استهدفت مواقع وتعزيزات حوثية، فضلاً عن تدمير مواقع حيوية واستراتيجية وذات طبيعة قيادية، وغرف عمليات واجتماعات لقيادات الحوثي كان آخرها استهداف اجتماع لهم في جبل صرواح غرب مأرب خلف قتلى وجرحى في صفوف قيادات بارزة.

كما دمرت مقاتلات التحالف، فجر أمس، تعزيزات حوثية تضم دبابات، ومدرعات وأطقم وحاملات جند، وشاحنة تحمل ذخائر وأسلحة، كانت في طريقها من صرواح باتجاه جبهة المشجح، بعد وصولها من ريف العاصمة صنعاء.

كما استهدفت تعزيزات حوثية خرجت من مدينة الحزم في محافظة الجوف، أثناء وصولها أطراف مديرية رغوان بطريقها نحو الكسارة، كما استهدفت تعزيزات حوثية في منطقة الجدعان قدمت من خولان صنعاء في طريقها نحو الكسارة بعد السيطرة على تباب العلم.

وكانت مقاتلات التحالف، استهدفت مواقع وتعزيزات حوثية في صرواح ومدغل بمأرب، وفي مديرية حرض بمحافظة حجة، ما أدى الى تدمير آليات ومصرع وإصابة عدد من الحوثيين.

وفي جبهة «بني ضبيان - ذنة»، أكدت مصادر قبلية، تنصل ميليشيات الحوثي عن اتفاق عقد معها قبل شهر، بشأن توقفها عن ارسال مقاتلين وآليات قتالية عبر أراضيها نحو جبهة السد في مأرب، على أن يتوقف رجال القبائل في بني ضبيان عن مهاجمة عناصرهم، إلا أن الميليشيات قامت خلال اليومين الماضيين بإرسال آليات وتعزيزات بشرية عبر المنطقة نحو وادي ذنة بمأرب، في تنصل كامل عن الاتفاق، ما دفع القبائل للتداعي والانتشار في المنطقة لمنع أي تحركات للحوثيين.

ووفقاً للمصادر، فإن الميليشيات أرسلت وساطة قبلية إلى بني ضبيان، لتجديد الاتفاق، تم رفضها من القبائل الذين أكدوا أن الميليشيات ليست لها عهد ولا ذمة ولا تفي بأي اتفاق أو عهود، مشيرة إلى أن القبائل أكدت استهداف أي تحركات للحوثيين، ومنع استحداث خنادق ومواقع ودخول دبابات وعربات وقواعد إطلاق صواريخ إلى أراضيها.

وفي الحديدة، صعدت ميليشيات الحوثي قصفها باتجاه الأعيان المدنية في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، مستخدمة الأسلحة الرشاشة والقناصة، ما دفع القوات المشتركة لاستهداف مصادر النيران، وإزالة المواقع المستحدثة من قبل الحوثيين في أوساط الأشجار والنخيل، والتي يتم من خلالها استهداف المدنيين.

كما تمكنت وحدات من اللواء الثامن عمالقة من إفشال تحركات حوثية في محيط مواقعها في منطقتي الفازة والجبلية بمديرية التحيتا، وقامت بتأمينها، بعد تدمير التحصينات والمتاريس المستحدثة.

وفي تعز، شهدت جبهة الدفاع الجوي شمال غرب مدينة تعز، مواجهات بين قوات الجيش والمقاومة، وميليشيات الحوثي، عقب محاولة الأخيرة التقدم في المنطقة لتحقيق اختراق للخطوط الدفاعية الأولى للجيش، حيث تم إفشال العملية وتكبيد الميليشيات خسائر كبيرة.

الميليشيات تهدّد بإغلاق محال تجار صنعاء

هدّدت ميليشيات الحوثي بإغلاق محال ومراكز تجار العاصمة صنعاء، في حال رفضوا تقديم بيانات لقاعدة رؤوس أموالهم لفرض الزكاة عليها، وفقاً لبيان صادر عن الغرفة التجارية والصناعية في أمانة العاصمة. البيان استنكر تعسف الميليشيات بحق التجار ورجال الأعمال، تحت ذريعة تنفيذ توجيهات هيئة الزكاة التي أنشأها عبدالملك الحوثي، والتي تمثل ذراعاً لنهب الأموال، مشيرة إلى اقتحام المحال التجارية بعربات من المسلحين وقوات أمنية وعناصر المخابرات، ما يعرض القطاع الخاص لأضرار كبيرة. وأشار بيان الغرفة إلى أن ميليشيات الحوثي، عبر هيئة الزكاة، تطالب القطاع الخاص بقاعدة البيانات أو ستقوم بإغلاق محالهم، رغم سداد غالبية التجار ما عليهم من زكاة، والتزامهم بالنظام والقانون، وأن المطالب الحوثية للقطاع الخاص مخالفة للشريعة الإسلامية والقوانين.

صنعاء - الإمارات اليوم

- استراتيجية الجيش تقوم على الهجمات المعاكسة، والكمائن، والاستدراج، والغارات المفاجئة والاستباقية، ورصد تحركات الحوثيين.

الأكثر مشاركة