الفلسطينيون يطالبون بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور في ذكراه الـ 102

شهيد و3 جرحى بسلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة

تشييع الشهيد أحمد الشحري في خانيونس. أ.ف.ب

استشهد شاب فلسطيني، وأصيب ثلاثة آخرون، فجر أمس، إثر غارات عنيفة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، وتزامن ذلك مع دعوات فلسطينية، مطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور في ذكراه الـ102.

وتفصيلاً، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، استشهاد الشاب أحمد محمد الشحري، (27 عاماً)، من سكان خانيونس، متأثراً بجراح أصيب بها خلال القصف الإسرائيلي على البلدة.

وكان القدرة أعلن أن ثلاثة مواطنين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس لتلقي العلاج من إصابات متفاوتة.

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية 13 موقعاً للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة بعشرات الصواريخ.

وأغارت الطائرات الحربية على موقع بدر، التابع لكتائب القسام جنوب غرب مدينة غزة، بثلاثة صواريخ قبل أن تقصف موقع البحرية بثلاثة أخرى.

وقصفت طائرات الاحتلال موقعي فلسطين وعسقلان، التابعين للمقاومة شمال قطاع غزة، بعدد من الصواريخ من طائرات حربية من طراز «إف 16».

وفي دير البلح، أغارت الطائرات الإسرائيلية مستهدفة موقع القسطل بصاروخ استطلاع، أتبعته بصواريخ من طائرة حربية، وأرضاً زراعية غرب النصيرات وسط القطاع.

كما أغارت طائرات الاحتلال على موقعين للمقاومة شرق محافظة خانيونس وغربها، وأرضاً زراعية بمنطقة المنطار شرق مدينة غزة.

واستهدفت الطائرات مواقع تابعة للمقاومة برفح، موقعة أضراراً مادية فيها، وفي عدد من منازل السكان القريبة.

وقال مصدر في الفصائل الفلسطينية إنّ «المضادّات الأرضيّة التابعة للمقاومة قامت بالتصدّي لطائرات الاحتلال، وأطلقت صليات من نيرانها تجاهها».

وحمل الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إسرائيل «تبعات وتداعيات» هذا القصف، موضحاً أن «حجم الاعتداءات التي طالت العديد من مواقع المقاومة يعكس نياته المسبقة بالتدمير والتخريب».

ورأى أن «قصف واستهداف الاحتلال الإسرائيلي مواقع المقاومة والسكان في غزة، هو تصعيد خطر بحق المدنيين الأبرياء».

وجاء إطلاق الصواريخ والغارات بعد يوم جديد من الصدامات، في إطار تظاهرات «مسيرات العودة»، قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل، أسفرت عن جرح أكثر من 90 فلسطينياً، حسب وزارة الصحة في القطاع.

وكان جيش الاحتلال أعلن في بيانات أنّه تمّ إطلاق ما لا يقلّ عن 10 صواريخ من غزّة على جنوب إسرائيل، موضحاً أن نظام «القبّة الحديد» اعترض ثمانية منها.

من جهة أخرى، طالبت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس، أمس، بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، الذي صدر قبل 102 سنة، ومهد لقيام دولة إسرائيل.

ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، في بيان، بريطانيا إلى «اقتناص الفرصة السياسية للعب دور فاعل وجوهري في حل قضية شعب فلسطين السياسية، المسؤولة عنها عبر قرن من الزمن، من خلال الاعتذار لشعبنا، والاعتراف بمسؤوليتها القانونية والسياسية عن الظلم الذي أوقعته به».

وطالب عريقات بـ«الاعتراف بدولة فلسطين، والدفع بمبادرات عملية كفيلة بترجمة إرادتها في ردع الاحتلال والاستيطان، وعمليات التطهير العرقي التي تقودها سلطة الاحتلال لترسيخ نظام عنصري استعماري، يستند إلى قانون القومية العنصري وليد وعد بلفور».

وقال إنه «على الرغم من أن هذه الإجراءات لن تمحو وحدها نتائج وآثار الاستعمار، إلا أنها ستشكل نموذجاً لسائر أعضاء المجتمع الدولي للقيام بواجباته لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط وحول العالم».

وأضاف: «لقد آن الأوان لبريطانيا أن تتصرف بمسؤولية لإحداث تحول نوعي ملح، نحو إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، التي رفضها وتنكر لها بلفور قبل أكثر من قرن»، مشدداً على أن فلسطين مازالت الضحية لهذا الوعد الاستعماري وصنيعته دولة الاحتلال، التي تيمنت بوعد بلفور في إنكار الحقوق السياسية لشعبنا، وحقه المشروع والأصيل في تقرير المصير.

من جهتها، قالت حركة حماس إن ذكرى وعد بلفور الــ102 «تمر على شعبنا الفلسطيني، ومازال يعاني الظلم والاضطهاد والعدوان المستمر ضد أرضه المحتلة، ومقدساته المسلوبة وضد شعبه المشتت في مخيمات اللجوء».

واعتبرت الحركة، في بيان، أن وعد بلفور «أسس لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية مازالت قائمة، وأنشأ كياناً إحلالياً صهيونياً على أرضنا الفلسطينية».

وصادفت أمس الذكرى الـ102 لصدور وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور، في حكومة ديفيد لويد جورج إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية.


طائرات الاحتلال استهدفت 13 موقعاً للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة بعشرات الصواريخ.

تويتر