مجموعة من قوات الشرعية اليمنية في إحدى مناطق مأرب. رويترز

الجيش اليمني والقوات المشتركة يتقدمان في جبهات صعدة والضالع

أكدت مصادر ميدانية في محافظة صعدة تمكن قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من تحرير مواقع عدة في محيط جبل النار، بينها وادي العريض، وباتت تتحكم في جميع طرق الإمداد المتجهة نحو مركز مديرية باقم، فيما شهدت جبهات الضالع معارك عنيفة بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في جبهات باب غلق وحجر، في حين صعّدت الميليشيات من انتهاكاتها وعملياتها العسكرية في جبهات الساحل الغربي خلال عيد الأضحى المبارك.

وتفصيلاً، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من تحقيق تقدمات جديدة بجبهات باقم في محافظة صعدة، وتمكنت من تحرير مناطق واقعة في محيط جبل النار الاستراتيجي في محيط مركز المديرية.

وواصلت القوات اليمنية تقدمها، لليوم الثالث على التوالي، في جبهات باقم بعد شنها هجمات على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، مساء الاثنين وأمس، في جبهات المديرية الحدودية مع السعودية، والمحاصرة من قبل قوات الجيش من ثلاث جهات، وتمكنت القوات من السيطرة على أجزاء كبيرة من سلسلة جبال النار المطلة مباشرة على مركز مديرية باقم، بعد معارك خلّفت عدداً من القتلى والجرحى ودمرت آليات تابعة لهم.

وذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش، مسنودة بالتحالف العربي، واصلت معاركها ضد ميليشيات الحوثي في جبهات باقم بهدف استكمال تحرير المديرية، مشيرة إلى أن القوات، بعد استكمال تحرير وادي العريض، تقدمت نحو مناطق أسفل جبل النار، وتمكنت من السيطرة عليها، وبدأت عملية نزع الألغام والمتفجرات التي زرعتها الميليشيات في تلك المناطق.

وأكدت المصادر أن القوات تتقدم نحو مركز المديرية من ثلاثة محاور، وأن المعارك تشهد تحقيق انتصارات على حساب الميليشيات التي فرت عناصرها إلى داخل مركز المديرية، وأن القوات اليمنية تمكنت من قطع طرق الإمداد المتصلة مباشرة بمركز المديرية، في حين باتت جميع الطرق تحت السيطرة النارية من قبل الجيش.

وفي لحج جنوب اليمن، شهدت منطقة يافع معارك عنيفة بين المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثي التي حاولت التقدم وفتح جبهة جديدة في المنطقة انطلاقاً من محافظة البيضاء، وذلك لأول مرة منذ بداية انقلاب الميليشيات في 2014، وحاولت التقدم نحو مواقع قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية بمنطقة «اسر» في بيافع، لكنها فشلت نتيجة صمود القوات التي تمكنت من صدّ الهجوم، وكبّدت الميليشيات خسائر كبيرة.

وذكرت مصادر ميدانية وأخرى محلية في يافع، أن ميليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات إلى محيط المناطق الواقعة بين يافع، التابعة لمحافظة لحج، ومحافظة البيضاء، وشنت هجمات على مناطق جبل صبر وريشان، التابعة لعزلة «اسر»، في محاولة منها فتح جبهات جديدة باتجاه جنوب اليمن المحرر، مستغلة ما حدث في عدن، لكنها فشلت في تحقيق أي من أهدافها، نتيجة صمود القوات المرابطة في تلك المناطق.

وأشارت المصادر إلى أن الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية دفعا بتعزيزات كبيرة من لحج وعدن إلى تلك المناطق، لمساندة القوات المرابطة هناك، لمنع أي محاولة تقدّم للميليشيات وفتح جبهة جديدة نحو الجنوب.

وفي البيضاء، تمكنت القوات المشتركة، مسنودة بالمقاومة المحلية، من صد هجوم واسع لميليشيات الحوثي في مديرية الزاهر، استهدف منطقة الحبج، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم نتيجة صمود القوات المرابطة في تلك الجبهة.

من جهة أخرى، تمكنت مقاتلات التحالف العربي من استهداف تعزيزات حوثية، في محيط مدينة الحديدة على الساحل الغربي، كانت قادمة من محافظة المحويت، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وفقاً لمصادر ميدانية، أكدت أن من بين قتلى الغارات من الحوثيين وكيل محافظ المحويت المعيّن من قبل الميليشيات، هشام عبدالعزيز العرابي، وستة من عناصرهم، فيما أصيب آخرون، ودمرت آليات عسكرية، بينها عربات كانت تنقل ذخيرة ومسلحين نحو الحديدة.

وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية كثفت من عملياتها وتصعيدها العسكري في جبهات الساحل الغربي أيام عيد الأضحى المبارك، وقامت بشن هجمات واسعة باتجاه مواقع القوات اليمنية المشتركة والأحياء السكنية في مناطق متفرقة.

وذكرت مصادر عسكرية في القوات المشتركة أن الميليشيات كثفت وصعّدت من عملياتها العسكرية، وقصفها مواقع القوات والأحياء السكنية خلال أيام العيد، وقصفت مدينة التحيتا جنوب الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى تدمير وتضرّر عدد من المنازل ووقوع إصابات في أوساط السكان المدنيين.

وأوضحت أن قذائف الهاون، من عيار 120، تساقطت على منازل المدنيين في أحياء سكنية عدة داخل مدينة التحيتا، كما أطلقت الميليشيات عشرات قذائف مدفعية الهاون الثقيلة على مواقع قوات القوات المشتركة في الجبلية التابعة للتحيتا، ومواقع أخرى في مدينة حيس، مستخدمة أسلحة مختلفة، من بينها سلاح 14.5، وسلاح البيكا وسلاح 12.7 الرشاشة، ومدافع الهاوزر، والقذائف المدفعية الموجهة بشكل مركز ومتواصل.

كما قصفت المناطق المحررة في جنوب مدينة الحديدة وشرقها، مستخدمة الأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.7 وبسلاح الدوشكا والأسلحة القناصة بشكل مكثف وعنيف، فيما واصلت الميليشيات إرسال التعزيزات والأسلحة إلى جبهات متفرقة في الساحل الغربي.

من جهة أخرى، نفى الناطق الرسمي باسم قوات حراس الجمهورية التابعة للعميد طارق صالح والمنضوية تحت القوات المشتركة في الساحل الغربي، العميد طارق دويد، ما تروجه مَن وصفها بأبواق الفتنة، عن اشتباكات في معسكر العمري، الواقعة في مديرية ذباب.

وأكد العميد دويد، في تغريدة على «تويتر»، أن ما يشاع من أبواق الفتنة عن اشتباكات في معسكر العمري ومحاولة اقتحامه، كلها شائعات كاذبة وعارية من الصحة، ومحاولة رخيصة من قبل بعض الأطراف للتحريض ضد قوات المقاومة الوطنية والقوات المشتركة المرابطة في جبهات الساحل الغربي، مشيراً إلى أن معركة القوات المشتركة تتجه نحو الحوثي شمالاً، وليس العودة نحو المناطق المحررة المؤمّنة من قبل القوات المشتركة وقوات الحزام الأمني.

وفي الضالع، تجددت المواجهات بين القوات المشتركة مسنودة بالمقاومة الجنوبية والحزام الأمني، أمس، في جهات عدة، وفقاً لمصادر ميدانية، أشارت إلى أن معارك وصفت بالشرسة دارت بين القوات المشتركة والميليشيات في جبهات باب القفلة - باب غلق بمديرية قعطبة وجبهة حجر - باجة بمديرية الضالع.

وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة تمكنت من كسر محاولات تسلل وزحف للميليشيات في تلك المناطق، وكبدتهم قتلى وجرحى، وأن المعارك استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأن أعنفها في جبهة باب غلق ومنطقة القفلة، لافتة إلى أن القوات تمكنت من كسر هجوم للميليشيات بمنطقة لكمة الدوكي في جبهة حجر، وأجبرتهم على التراجع والفرار.

وكانت مقاتلات التحالف العربي شنت سلسلة غارات مساندة للقوات المشتركة والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية في جبهات الضالع، واستهدفت تعزيزات ومواقع للميليشيات في منطقة حجر شمال المحافظة، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.

من جانبها، استهدفت ميليشيات الحوثي قرية القفلة، غرب مدينة الضالع، بصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى استشهاد طفلة تدعى تغريد عبدالله مثنى، وإصابة أربعة آخرين، نتيجة سقوط قذيفة كاتيوشا على منزلها في القرية، التي تتعرض لهجمات حوثية مع كل انتكاسة لعناصرها في جبهات شمال الضالع وغربها.

وفي تعز أفادت مصادر عسكرية في جبهات المدينة بوجود تحركات وإعادة ترتيب لجبهات شرق المخاء غرب المحافظة، وفي جبهات البرح والوازعية، بهدف استكمال عمليات التحرير والدخول نحو جبهات غرب مدينة تعز، وتأمين المواقع على تخوم الساحل الغربي المحاذية لتعز.

الأكثر مشاركة