قوات المقاومة المشتركة تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الحديدة

الجيش اليمني يسيطر على مناطق في «دمت» و«حرض»

قوات المقاومة اليمنية تمشط بعض المناطق في الحديدة من جيوب الميليشيات. إي.بي.أيه

تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير مناطق عدة في مدينة دمت شمال الضالع وسط اليمن، وتقدمت في جبهة حرض بحجة شمال غرب اليمن، فيما دفعت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بتعزيزات جديدة إلى مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، في إطار استكمال تحرير المدينة والميناء الاستراتيجي من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي واصلت عمليات زرع الألغام في أحياء المدينة والمباني السكنية والمنشآت والمصالح الحكومية.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في جبهة مدينة دمت السياحية شمال محافظة الضالع وسط اليمن، تمكن قوات الجيش اليمني من تحرير مناطق جديدة في المدينة، وأنها استأنفت فيها العمليات العسكرية، أمس، وتمكنت من الدخول إلى مناطق شرق المدينة وغربها وجنوبها، وأنها تقصف مواقع الميليشيات الإيرانية في أطرافها الشمالية، مشيرة إلى أن عدداً من عناصر الحوثي سقطوا قتلى وجرحى، وأن آليات عسكرية عدة تم تدميرها بالكامل أو إعطابها.

وذكرت المصادر أن قوات الجيش باغتت عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية في دمت، وحررت المداخل الجنوبية، بينها تبة عبدالله القاضي في محيط منطقة خاب، وأن وحدات من اللواء 83 مدفعية والرابع احتياط مدعومة بالشرطة العسكرية والحزام الأمني، وسعت العمليات العسكرية باتجاه التباب المحيطة بالمدينة، لتأمين تحركات الجيش باتجاه وسطها.

كما تمكنت قوات الجيش من أسر ثمانية من عناصر الميليشيات الإيرانية، بعد نصب كمين محكم لهم، أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش في قرى الحقب وبيت اليزيدي جنوبي غرب مدينة دمت، شمال محافظة الضالع.

وكانت قوات الجيش دعت أبناء مدينة دمت إلى البقاء في منازلهم، وعدم التنقل في وسط المدينة إلا للضرورة القصوى، باعتبار المدينة منطقة عسكرية، وقالت في بيان موجه إلى أبناء دمت إن عملية تحرير المدينة باتت قاب قوسين أو أدنى، وعلى الأهالي لزوم بيوتهم وعدم الخروج منها، وإنها لن تقوم بمحاسبة من ساند الميليشيات سابقاً، فيما دعت المنخرطين في صفوف الميليشيات من أبناء دمت إلى سرعة الانسحاب وله الأمان، مؤكدة أن مدينة دمت وجميع المنازل والمحال التجارية والمصالح العامة والخاصة باتت تحت حماية الجيش والأمن، محذرة من يحاول الإضرار بتلك المصالح أو زعزعة أمن المدينة من أنه ستتم محاسبته.

وفي الحديدة، دفعت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بتعزيزات عسكرية، تضم آليات خاصة بعمليات الاقتحامات وحروب الشوارع إلى مدينة الحديدة، التي تشهد معارك واشتباكات في أحياء وشوارع ومحيط المدينة الاستراتيجية، التي تقع على ساحل البحر الأحمر وتضم أهم ميناء يمني.

وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أكد في تصريح صحافي، أن «العمليات العسكرية مستمرة، وكل عملية لها خصائصها ومسارها»، فيما أشارت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن وحداتها وألويتها العسكرية تواصل تنفيذ عملياتها العسكرية في الحديدة، لافتة إلى أنها نفذت عمليات تمشيط واسعة لعدد من المزارع، وقتلت عدداً من مسلحي الميليشيات، بالإضافة إلى جرح العشرات منهم، كانوا يحاولون التسلل عن طريق المزارع لقصف مساكن المواطنين وقطع الطرق.

وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن الألوية «تواصل تأمين المناطق والطرق، التي يمر عبرها المواطنون والمسافرون، والتي تم تحريرها من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وخاضت فيها ألوية العمالقة معارك عنيفة مع مسلحي الميليشيات، وتمكَّنت من دحرهم منها».

وأكدت مصادر ميدانية في الحديدة أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على الملعب الرياضي، المسمى ملعب الفاروق في جنوب الحديدة، بعد معارك استمرت لساعات ضد الميليشيات الإيرانية خلفت قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، كما دارت معارك عنيفة بين الطرفين في المناطق الشرقية لمديريتي التحيتا وحيس.

في الأثناء، واصلت ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً عمليات زرع الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة، وحفر الخنادق وبناء المتاريس داخل أحياء وشوارع مدينة الحديدة، وعلى الطرق المؤدية إلى ميناء المدينة، مع استمرار الدفع بتعزيزات عسكرية تابعة لها قادمة من طريق الصليف، عبر طريق الشام إلى شمال المدينة.

كما واصلت الميليشيات الإيرانية عمليات المداهمات والاختطافات بحق أبناء الحديدة، وفقاً لسكان محليين وشهود عيان، مشيرين إلى أن الميليشيات خطفت العشرات من أبناء الحديدة، من سكان الأحياء القريبة من مناطق المواجهات، ومن مختلف الأحياء العمرية بتهمة التعاون مع قوات المقاومة المشتركة، التي وصلت إلى أحياء جنوب المدينة وجنوبها الغربي، وتقدمت باتجاه شرق وشمال المدينة، بغرض تطويق المدينة والوصول إلى الميناء.

وشكا العديد من السكان أن الميليشيات عملت، أخيراً، على مدار الساعة في تفخيخ المباني، واحتلال منازل تابعة لمواطنين في أحياء 7 يوليو والتسعين والربصة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية للمقاتلين، كما تعمل على حفر الخنادق في شوارع المدينة، ونصب متاريس جديدة استعداداً لجولة جديدة من القتال، وأنها عمدت، أخيراً، إلى نسف المدارس والمساجد، والتي كان آخرها نسف مدرسة 22 مايو، بعد تدمير مستشفى 22 مايو.

وأشار شهود عيان من السكان إلى أن عناصر الميليشيات قامت بتفخيخ منشآت الكهرباء، ونهبت مخازن المؤسسة العامة للكهرباء غرب دوار مطاحن البحر الأحمر قبل دحرها من المنطقة، كما عمدت إلى نهب مولدات كهربائية تابعة لتجار ورجال أعمال، ونقلتها إلى صنعاء ومحافظة حجة، فيما قامت بتفخيخ المباني الحكومية بهدف تدميرها عقب دحرها، كما هي الحال مع ميناء الحديدة.

وفي حجة، تمكنت قوات اللواء الأول قوات خاصة من السيطرة على منطقتي المسار الكبير والمسار الصغير في جبهة حرض، وواصلت تقدمها نحو مركز المدينة الواقعة على الطريق الرابط بين اليمن والسعودية، والتي تعد أحد أهم المنافذ الحدودية بين البلدين، والتي تربط بين ثلاث محافظات يمنية، هي: حجة وصعدة والحديدة.

وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، تقدمها في جبهات رازح وحيدان والظاهر، وسط تراجع عناصر الميليشيات وتحصنها في المناطق الجبلية، كما هي الحال في وادي الداخل بمنطقة مران في مديرية حيدان، مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، والتي فقدت فيها الميليشيات مواقع عدة.

وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش من إسقاط طائرة استطلاعية تابعة للميليشيات الإيرانية، كانت ترصد مواقع الجيش والمواقع الحيوية في مدينة مأرب.

وفي ذمار، داهمت عناصر الميليشيات مجلس عزاء في إحدى قرى مديرية المنار، وقامت باختطاف عدد من المشاركين فيه، بتهمة مساندتهم لقوات الجيش والتحالف، وفقاً لمصادر محلية، مؤكدة أن الميليشيات داهمت بعربات مسلحة مجلس عزاء لشهيد من القوات الحكومية في قرية ذي صبل جنوب المحافظة، حيث باشرت عناصر الميليشيات الهجوم على صالة العزاء، كما قامت باختطاف عدد من المشاركين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

تويتر