تحذير إسلامي وعربي من تبعات الحادث على حركة الملاحة

الإمارات تدين «استهداف» الحـــوثيين ناقلتَي نفط سعوديتين في البحر الأحــــــمر

ميناء الحديدة مازالت تسيطر عليه الميليشيات الحوثية وتستخدمه لتهريب الأسلحة بما يهدد سلامة الملاحة في مضيق باب المندب. أرشيفية

دانت الإمارات العربية المتحدة بشدة الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط سعوديتان في البحر الأحمر، ما ألحق بهما أضراراً كادت أن تتسبب في كارثة بيئية في هذا الممر الملاحي العالمي المهم، وحذرت عواصم ومنظمات إسلامية وعربية من خطورة تبعات ما يقوم به الحوثيون على حركة الملاحة، حيث دانت كل من منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي الانتهاك الحوثي الذي وضع المنطقة على شفا كارثة بحرية، كما استنكرت مملكة البحرين سعي الميليشيات الإيرانية إلى العبث بأمن الممر الملاحي الاستراتيجي.

وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها أمس، إن هذا الاعتداء يعد عملاً إرهابياً يعرض الملاحة الدولية للخطر، ويؤكد استمرار تهديد الميليشيات الحوثية الإرهابية لحرية الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر، وأعربت عن قلقها من الاستهداف المتكرر لخطوط الملاحة الدولية من قبلها.

وأكدت الوزارة أن هذا الاعتداء الجبان يثير مجدداً الدور السلبي والخطر الذي تقوم به إيران الداعمة لهذه الميليشيات الانقلابية، وإصرارها على ممارساتها العدائية عبر تزويد جماعة الحوثي الإرهابية بالأسلحة والمعدات والصواريخ الباليستية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة.

وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على وقوف الإمارات التام إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد كل من يحاول المساس بأمنها أو مصالحها، مؤكدة في الوقت نفسه الارتباط العضوي بين أمن دولة الإمارات وأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وجددت الوزارة التزام دولة الإمارات الثابت، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، مدركة تمام الإدراك ارتباط هذا الهدف بأمن واستقرار المنطقة.

وقالت في ختام بيانها إن هذا الهجوم الإرهابي يؤكد مواصلة هذه الميليشيات التصعيد، تهرباً من استحقاقات الحل السياسي للأزمة اليمنية، وأكدت أن عقلية التمرد التي تسببت في معاناة الشعب اليمني الشقيق مازالت تحكم أعمال تلك الميليشيات.

في السياق نفسه، دانت البحرين الهجوم الحوثي، قائلة إنه يمثل خرقاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية، كما أكدت المنامة وقوفها التام إلى جانب السعودية في كل الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لتحمي مواردها.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، عن إدانته للهجوم. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، محمود عفيفي، في بيان وزعته الجامعة أمس، إن استهداف الحوثيين الملاحة البحرية في البحر الأحمر يمثل تهديداً لحركة التجارة العالمية، ويضاعف من المخاطر الأمنية في هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة.

وأضاف أن الأمر يتطلب موقفاً موحداً من جانب المجتمع الدولي لشجب وردع هذا السلوك الخطر، مؤكداً أن الحوثيين يقدمون كل يوم دليلاً جديداً على عدم رغبتهم في الانخراط في أي جهد جاد لتسوية الأزمة اليمنية بصورة سلمية، وحملهم مسؤولية استمرار معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني.

في غضون ذلك، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، إن تكرار اعتداءات ميليشيات الحوثي على السفن العابرة للممر الاستراتيجي يؤثر سلباً في أمن الممرات المائية المهمة للتجارة والاقتصاد العالمي.

وأضاف العثيمين أن «استهداف ناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب لا يعرض الاقتصاد العالمي للخطر فحسب، وإنما يعرض سلامة طواقم تلك السفن للخطر، ويلحق أضراراً بالغة بالبيئة البحرية، حيث قد يتسبب مثل هذا العدوان في تسرب كميات كبيرة من النفط الذي يهدد البيئة البحرية بالتلوث».

إلى ذلك، دان رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، استهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وقال في بيان له أمس إن «استهداف ناقلات النفط من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في البحر الأحمر يعد عملاً إرهابياً وتهديداً خطراً للأمن والسلم الدوليين، يستوجب التحرك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي لتأمين خطوط نقل النفط للعالم، ومحاسبة ميليشيات الحوثي الانقلابية والدول والجماعات الداعمة لها». واستهدف الحوثيون ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، وأعلنت المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة عبره آمنة. وأكد الهجوم الحوثي الأخير على ناقلتي نفط في البحر الأحمر، الخطر الذي تمثله إيران وميليشياتها الإرهابية على أمن المنطقة، وأهمية كبح جماحها، لاسيما في اليمن، عبر تحرير ميناء الحديدة الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.

وبعد استهداف الحوثيين لناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، أعلنت المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة عبره آمنة.

وتعمل ميليشيات الحوثي، التي تنفذ أجندة إيران الخبيثة في المنطقة، على شن هجمات إرهابية في البحر الأحمر، انطلاقاً من مدينة الحديدة ومينائها، خدمة لمصالح نظام الملالي الذي كان قد هدد قبل أيام بمنع صادرات النفط في المنطقة.

وتسعى إيران، من خلال إبقاء ميليشيات الحوثي في الحديدة، إلى الإمساك بورقة باب المندب المهمة للضغط على المجتمع الدولي وتنفيذ تهديداتها الإرهابية، لما يمثله هذا المضيق من أهمية على صعيد الملاحة الدولية. ويربط باب المندب البحر الأحمر من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب، ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به، التي تقدر بحدود 3.5 ملايين برميل يومياً.

ولكونه يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط بـ60%، فإن إغلاقه سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول إفريقيا، وسيرفع تكاليف نقل النفط بشكل كبير، ويعد النفط هدفاً للإرهابيين.

ويبلغ عرض المضيق نحو 30 كيلومتراً تقريباً، تتوسطه جزيرة بريم. وتتم الملاحة في الجزء الغربي من المضيق، لأنه الأوسع، حيث يبلغ عرضه 25 كيلومتراً، ويصل عمقه إلى 310 أمتار، ويطلق عليه اسم «دقة المايون».

أما الجزء الشرقي، ويسمى «قناة اسكندر»، فهو لا يصلح للملاحة الدولية، بسبب ضيقه وسطحية المياه فيه، حيث يبلغ عرضه ثلاثة كيلومترات، وعمقه في أعمق منطقة 30 متراً.

• 3.5 ملايين برميل نفط تمُرّ من مضيق باب المندب يومياً، حيث يكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به.

تويتر