مقاتلون من قوات المقاومة المشتركة على مشارف مدينة الحديدة. إي.بي.إيه

غارات نوعية توقف تعزيزات حوثية واسعة إلى الساحل الغربي

تمكنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية من إحباط إرسال تعزيزات واسعة لميليشيات الحوثي التابعة لإيران باتجاه جبهاتهم في الحديدة وحجة، بالتزامن مع استمرار الانهيارات في صفوف الميليشيات، فيما أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، أن التحالف أعلن «وقفاً مؤقتاً» للعمليات العسكرية في الحديدة ومينائها في 23 يونيو الماضي لمدة أسبوع واحد، للسماح للمبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث بتأمين انسحاب غير مشروط للحوثيين من الحديدة.

أنور قرقاش:

حتى الآن لم يضغط المجتمع الدولي بشكل كافٍ على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم بحق المدنيين.

وتمكنت مقاتلات التحالف العربي من إحباط عمليات إرسال تعزيزات واسعة لميليشيات الحوثي باتجاه جبهاتهم في الحديدة وحجة، واستهدفت تعزيزات عسكرية تابعة لهم على خطوط الامتداد الرابطة بين الحديدة ومناطق سيطرتهم وأخرى باتجاه ميدي وحرض في حجة، وأسفرت الغارات، عن مقتل القيادي الحوثي عبدالله عباس جحاف، وعدد من مرافقيه في منطقة العبيسة في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة.

كما استهدفت الغارات مواقع وتجمعات للميليشيات في مديريات زبيد والجراحي وبيت الفقيه، جنوب محافظة الحديدة، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين في منطقة الزرانيق، وتدمير تعزيزات عسكرية عند المدخل الشرقي لمدينة الحديدة. ووفقاً لمصادر محلية، شملت الغارات مناطق في الساحل الشمالي لمحافظة الحديدة، حيث استهدفت موقعاً للميليشيات في منطقة العلوي في مديرية اللحية، وأهدافاً متحركة في جبل الملح بمديرية المنيرة.

وشهدت جبهات مديريات محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، هدوءاً حذراً بعد ساعات من إعلان التحالف العربي عن توقف العمليات العسكرية مؤقتاً لإفساح المجال أمام جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث، الرامية لتحقيق انسحاب غير مشروط لميليشيات الحوثي الانقلابية من المدينة ومينائها.

يأتي ذلك، مع استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في زعزعة الأوضاع في مدن الحديدة من خلال استمرارها في عمليات الاعتقال والمداهمات لقرى وأحياء مدينة الحديدة ومديرياتها، كما واصلت عمليات زرع الألغام وبناء المتارس وحفر الخنادق والتمركز في أحياء المدينة ونشر آلياتها العسكرية فيها، مع استمرارها في منع تدفق المعونات الإنسانية والسلع والبضائع الى مدينة الحديدة ومديرياتها الخاضعة لسيطرتها.

كما قصفت منطقة الفازة الواقعة بين التحيتا وحيس بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا موقعة في صفوف المدنيين خسائر فادحة، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من المزارع في المنطقة، وحاولت استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر بهجمات إرهابية عبر زوارق مفخخة ومحملة بكميات كبيرة من الأسلحة التي كان آخرها هجوم بزوارق على سفن الإغاثة في البحر الأحمر قبل أيام، وأحبطته قوات التحالف العربي.

على صعيد آخر، دعا قائد المقاومة الوطنية وقوات حراس الجمهورية المشاركة في عمليات تحرير الساحل الغربي العميد طارق صالح، أبناء القبائل اليمنية في جميع المناطق الى الالتحاق في صفوف قوات المقاومة المشتركة، والانسحاب من جبهات ميليشيات الحوثي الانقلابية التي انكشف أمرها وسعيها لإذلال وتجويع وقتل اليمنيين في جميع المناطق، من خلال تعنتها بشأن تسليم الحديدة ومينائها والتسبب في الحالة الإنسانية الكارثية في المدينة واستغلالها محلياً ودولياً.

وطالب العميد صالح في كلمة خلال حفل تخرج دفعة جديدة من ألوية حراس الجمهورية، القبائل اليمنية بالحفاظ على ارواح أطفالها الذين يتم إرسالهم الى جبهات القتال مع الحوثيين والذين يتساقطون بالعشرات بشكل يومي، في معارك عبثية تخوضها عناصر الميليشيات من أجل الحفاظ على مكاسب قيادة الحوثي الانقلابية والدول الداعمة لها، التي باتت اليوم تتهاوى على يد قوات المقاومة اليمنية المشتركة والتحالف العربي، مؤكداً أن عمليات تحرير اليمن ستستمر حتى الخلاص من كابوس الانقلاب وإعادة الجمهورية والدولة الى مسارها الصحيح.

في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية عن حالة من الانهيار الكبير تعيشها جبهات الحوثي في جميع المناطق والجبهات، وأن التدخلات الخارجية الأخيرة هدفت الى إنقاذ سقوط الميليشيات الانقلابية وهزيمتها تحت ذرائع واهية على رأسها الجانب الإنساني المتسبب فيه أصلاً ميليشيات الحوثي الانقلابية، خصوصاً في مدن الساحل الغربي لليمن التابعة لمحافظة الحديدة.

وكانت قوات المقاومة اليمنية تمكنت من قتل ما يقارب 1500 عنصر حوثي، وأسر ما يقارب 280، وجرح العشرات من عناصر الانقلاب بينهم قيادات بارزة سقطوا قتلى وأسرى في ايدي المقاومة خلال الفترة الماضية في جبهات الساحل الغربي.

وفي حجة، استعادت قوات الجيش اليمني كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري معظمهما أسلحة إيرانية، من أيدي ميليشيات الحوثي الانقلابية عقب سيطرتهم على مواقع استراتيجية بينها موقع عسكري في مديرية عبس، وأخرى في حيران حجة، وفقاً للمركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة.

كما تمكنت قوات الجيش في حجة من أسر قيادي حوثي بارز خلال التقدم الذي حققته في وادي حيران، يُدعى أحمد حسين دهمان، المسؤول الثقافي للميليشيات في جبهة حيران ومدير مكتب القيادي الحوثي البارز أحمد المدومي المسؤول الثقافي بمديرية كحلان عفار.

كما أدت عمليات الجيش في حيران حجة إلى نشوب خلافات بين عناصر الحوثي وتبادل الاتهامات بالخيانة التي وصلت الى حد الرفض للأوامر والعصيان بالتوجه الى الجبهات، واستمرار المشاركة في القتال لعدد كبير من عناصرهم وقياداتهم.

وفي العاصمة صنعاء، لقي القيادي الحوثي حمود أحمد أبوحلفة مصرعه في جبهة الساحل الغربي، إلى جانب القيادي الحوثي محمد عبدالمجيد المتوكل الذي لقي مصرعه في جبهة نهم، فيما أطلق القيادي الحوثي عبده العدلة المعين مديراً لقسم شرطة سواد حنش في أمانة العاصمة النار على مواطن من حجة يدعى عبدالعزيز عبدالغني ساري، نتيجة خلافات بشأن نهب أراضٍ في العاصمة وحجة.

وفي ذمار أقدمت الميليشيات الانقلابية على خطف طفل في التاسعة من عمره من يدي والده لإجباره على الالتحاق بجبهات القتال التي تعمل الميليشيات على حشد سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها بالقوة لدعم جبهاتهم المنهارة.

وفي مأرب، أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل لعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في ميمنة جبهة صرواح، ما أدى الى مصرع 12 من عناصر الحوثيين، كما أفشلت محاولة تسلل أخرى في جبهات حام بمديرية المتون بمحافظة الجوف باتجاه منطقة قعيطة، ما أدى الى فرار عناصر الحوثي من المنطقة.

من ناحية أخرى، أكد الدكتور أنور قرقاش، في تغريدات على حسابه في «تويتر»، أن التحالف العربي أعلن عن «وقف مؤقت» لعملياته العسكرية في الحديدة باليمن على خلفية جهود يبذلها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، لانسحاب الحوثيين غير المشروط من المدينة.

وقال إن عمليات التحالف لتحرير الحديدة تسعى للتقليل قدر الإمكان من عدد الضحايا المدنيين، وزيادة الضغوطات على الحوثيين للانسحاب، فيما نجحت حتى الآن في تحرير المطار وإجبار الحوثيين على تقديم تنازلات.

وأضاف أن التحالف العربي أوقف بشكل مؤقت العمليات العسكرية على المدينة ومينائها في 23 يونيو الماضي لمدة أسبوع واحد، للسماح للمبعوث الأممي بتأمين انسحاب غير مشروط للحوثيين من الحديدة.

وقال: «يبقى أن نرى ما إذا كانت جماعة الحوثي جادة في التعاون، أم أنها فقط طريقة لشراء المزيد من الوقت، خصوصاً بعد أن أعلنوا سابقاً عزمهم استعادة اليمن بأكمله، في تحدٍّ واضح للأمم المتحدة».

وأوضح أن الحوثيين مازالوا يخرقون القوانين الدولية عبر زراعة الألغام، ودس القناصة والقنابل بين المدنيين، وتجنيد المدنيين رغماً عنهم، من بينهم أكثر من 15 ألف طفل، إضافة إلى عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف: «حتى الآن لم يضغط المجتمع الدولي بشكل كافٍ على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات. نأمل أن يزيد الضغط قريباً وينتج عنه انسحاب كامل من الحديدة ومينائها».

الأكثر مشاركة