المقاومة اليمنية تحرّر مناطق عدة داخل مدينة الحديدة وتقترب من الميناء وتسقط طائرة حوثية.. والتحالف يعلن تقدم «قطع رأس الأفعى» في صعدة

«الأمم المتحدة» تشيد بإسهامات الإمارات والسعودية واستجاباتهما الإنسانية السريعة في اليمن

لانا نسيبة أكدت أن الإمارات يشرّفها أن تشارك المانحين الآخرين في دعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن. أرشيفية

أشادت الأمم المتحدة بإسهامات الإمارات والسعودية الشقيقة، واستجاباتهما الإنسانية السريعة في اليمن، مشيرة إلى أن من شأن هذه الإسهامات، إلى جانب غيرها من تبرعات المانحين، المساعدة على تقديم مساعدات إلى سبعة ملايين يمني شهرياً، مقارنة بثلاثة ملايين شهرياً خلال عام 2016، فيما تمكنت المقاومة اليمنية من تحرير مناطق عدة داخل مدينة الحديدة، واقتربت من الميناء، وتمكن الجيش من إسقاط طائرة حوثية إيرانية قرب مطار الحديدة، بينما أعلن التحالف العربي أن «لواء العروبة» يتقدم بعملية «قطع رأس الأفعى» في صعدة.

4

مليارات دولار من المساعدات لليمن، قدمتها الإمارات منذ أبريل 2015.

465

مليون دولار حجم إسهام الإمارات في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن.

1000

قتيل ومئات الجرحى، حصيلة خسائر الحوثي في الحديدة والمناطق المجاورة لها.

وفي التفاصيل، أصدرت الأمم المتحدة، أول من أمس، إحصاءات توضيحية عن التقدم المحرز في تلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، بفضل إسهامات دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع أكثر من 150 شريكاً منفذاً.

وقد قدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) واتحاد نساء اليمن، بيانات لعام 2018، توضح التوسع السريع للتغطية الإنسانية في جميع أنحاء اليمن، في العديد من القطاعات، بما في ذلك التغذية والصحة والتعليم، إلى جانب العديد من المجالات الأخرى.

وأسهمت دولة الإمارات بـ465 مليون دولار من المبلغ المطلوب، البالغ 2.1 مليار دولار، الذي تستخدمه خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن (YHRP).

وأشادت المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، بالتقدم المحرز في سياق العملية العسكرية الحالية في محافظة الحديدة.

وقالت «تجسد خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن المبادئ الإنسانية للحيادية والنزاهة والاستقلال، ويشرفنا أن نشارك المانحين الآخرين في دعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظومة الأمم المتحدة من خلال هذه الخطة».

وأضافت أنه «مع استمرار العملية في الحديدة، يظل تنفيذ برنامج خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، مع وصول المساعدات الإنسانية والالتزام بالقانون الدولي الإنساني ذي الصلة، أولوية قصوى لدينا. وإلى جانب الطفرة الحالية في المساعدات المقدمة مسبقاً للحديدة، فإن هناك توسعاً سريعاً في تقديم المساعدات على مستوى البلاد، من خلال موانئ أخرى، وخطوط جوية وممرات أرضية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة».

وشكرت العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية، لجهودهم الحيوية التي يقومون بها، مؤكدة التزام الإمارات بالمساعدة على تسهيل هذه الجهود، ودعم الشعب اليمني خلال السنوات المقبلة.

وأضافت نسيبة «أن الصراع دائماً ما يطرح تحدياً خطراً للإغاثة الإنسانية، ويجب إعطاء الأولوية دائماً لحل النزاع من خلال عملية سياسية. ومع خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، فإننا نكون وضعنا سابقة قوية لكيفية عمل الأمم المتحدة مع مجموعة كبيرة من الشركاء والأطراف، لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية لجميع اليمنيين».

من جهته، أشاد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، بتعهد الإمارات المشترك مع السعودية بمبلغ 930 مليون دولار.

وفي ما يتعلق بهذا التعهد، قال لوكوك «إنه غير مشروط باستثناء حقيقة أن الأموال تستخدم لخطة استجابة الأمم المتحدة، ولم يتم تخصيصها، ما أعطانا المجال لتحقيق الاستفادة القصوى منها».

وأشار إلى أن هذا التعهد، إلى جانب تبرعات المانحين مثل الكويت والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها، قد سمح بإيصال المساعدات على الفور، ما أدى إلى تحسين الأوضاع على الأرض، مضيفاً أن الأمم المتحدة تستطيع حالياً تقديم مساعدات إلى سبعة ملايين يمني شهرياً، مقارنة بثلاثة ملايين يمني شهرياً خلال عام 2016.

من ناحيته، أثنى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، على الإسهامات التي قدمتها الإمارات والمانحون الآخرون، مشيراً إلى تأثيرها الإيجابي والفوري في توزيع الخدمات والمساعدات في اليمن.

واعتبر بيزلي أن «الإمارات والسعودية ضاعفتا المساعدات بطريقة استثنائية»، مضيفاً أنه ليس من حيث الدعم المالي فحسب، بل من ناحية الخدمات اللوجستية والإمدادات وسهولة الوصول، موضحاً أنه من خلال دعم الإمارات والسعودية، يقدم برنامج الأغذية العالمي دعماً مهماً وكبيراً للمدنيين البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة، والذين هم على حافة المجاعة.

وأضاف أن «الأمور قد اتخذت منعطفاً سلبياً في ما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية مع وجود الحوثيين»، كما أفاد بأن قوات الحوثي في الحديدة تحفر الخنادق وتقطع إمدادات المياه مع ما يترتب على ذلك من انتشار للكوليرا.

ومنذ أبريل 2015 قدمت دولة الإمارات نحو أربعة مليارات دولار من المساعدات لليمن، وتمثل الإسهام في مبلغ 465 مليون دولار من خلال (YHRP) أكبر إسهام متعددة الأطراف في دولة الإمارات.

وتعد خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن فريدة من نوعها، في توظيف نظام الأمم المتحدة الإنساني بالكامل لمعالجة الوضع الإنساني في اليمن، على أساس نظام المجموعات القطاعية، حيث تسهم الوكالات بشكل جماعي في النتائج المتفق عليها.

ميدانياً، استكملت قوات المقاومة واليمنية المشتركة تطهير مطار الحديدة ومحيطه من جيوب وخلايا وعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، مع استمرار الفرق الهندسية التابعة للمقاومة والتحالف عمليات نزع الألغام والمتفجرات من المطار والمناطق المحررة في محيطه، تمهيداً لبدء عملية تشغيله وإعادة العمل فيه.

وكانت قوات المقاومة اليمنية مسنودة بالتحالف واصلت عملياتها العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة في الساحل الغربي، عبر محورين ومسارين عسكريين، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن وحدات عسكرية بدأت بتطويق المدينة من الجهات الثلاث الجنوبية والشرقية والغربية، في حين توجهت قوات أخرى نحو شوارع استراتيجية ستقود للوصول إلى ميناء المدينة مباشرة، ومنها شارع الميناء، حيث تمكنت من تحرير قلعة الميناء فيه، كما تمكنت من السيطرة على منزل نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، في المدينة، ومقر إذاعة الحديدة، وقلعة الكورنيش وفندق الكروان.

ونجحت القوات المشتركة في الوصول إلى الخط المؤدي نحو الميناء، وتقدمت باتجاه دوار الجمال في مدينة الحديدة، الأمر الذي دفع الميليشيات المتمردة إلى قطع شوارع رئيسة في الحديدة، في حين نجحت من صد عمليات تسلل للميليشيات باتجاه الخط الساحلي في مديرية بيت الفقيه، كما تمكنت في المناطق الشرقية من الوصول إلى منطقة المجيليس الواقعة بالقرب من الجاح.

وواصلت قوات المقاومة مسنودة بالتحالف تأمين الخطوط الرابطة بين الحديدة والمناطق الجنوبية من خلال عمليات تمشيط واسعة للخط الساحلي، لتأمين خطوط إمداد قوات ألوية العمالقة والمقاومة الممتد من مدينة الخوخة جنوباً إلى مطار الحديدة.

يأتي ذلك في وقت أعلن الجيش اليمني، أمس، إسقاط طائرة حوثية إيرانية من دون طيار قرب مطار الحديدة، وهي الثانية بعد أيام من إسقاط طائرة مماثلة في الساحل الغربي.

وذكرت «ألوية العمالقة»، في بيان مقتضب، أن الطائرة الاستطلاعية من دون طيار تم إسقاطها بالقرب من مطار الحديدة الدولي، ونشرت صوراً للطائرة الحوثية الإيرانية، أثناء محاولتها القيام بمهام استطلاعية تجسسية على مواقع قوات الشرعية المتمركزة في مطار الحديدة بعد تحريره.

وسبق إسقاط العديد من هذه الطائرات في جبهات يمنية مختلفة، وإحباط محاولات هجوم حوثية باستخدام طائرات مسيّرة من صنع إيراني، وفي أبريل الماضي تم إسقاط طائرتين من النوع ذاته داخل الأراضي السعودية، وأكد حينها المتحدث باسم قوات التحالف العقيد، تركي المالكي، أنها طائرة حوثية بخصائص ومواصفات إيرانية.

وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بعمليات اعتقال واسعة في صفوف فئة المهمشين في مدينة الحديدة والمناطق المجاورة لها، للدفع بهم إلى جبهات القتال إجبارياً تعويضاً لخسائرها التي بلغت أكثر من 1000 قتيل ومئات الجرحى، فيما لقي القيادي الحوثي زين العابدين محمد ناصر العسي، المكنى (أبوالبتول)، مصرعه في الحديدة، والذي يعد أحد أبرز القيادات الحوثية والعقائدية ومسؤول معسكر شرس التدريبي التابع للميليشيات.

وفي صعدة، أعلن التحالف، أمس، أن «لواء العروبة» في الجيش اليمني المدعوم منه، يحقق انتصارات واسعة في معاقل ميليشيا الحوثي بصعدة، ضمن عملية «قطع رأس الأفعى».

وذكر التحالف، أن «لواء العروبة»، بقيادة اللواء عبدالكريم السعدي، تمكن من تحرير«جبل وقرية الروقي» و«جبل الغرزة» و«حرم ربعان» و«البروكية» في منطقة الملاحيط.

كما أشار إلى أن «لواء العروبة»، حرر أيضاً مناطق الشتيفي ومعسكرات السائلة والصبة، لافتاً إلى استمرار عمليات تطهير منطقة الملاحيط من بقية فلول ميليشيا الحوثي.

وباتت قوات لواء العروبة على مقربة كيلومتر واحد فقط من تحرير سوق الملاحيط، التابعة لمديرية الظاهر.

وفي البيضاء، أطلقت قوات الجيش مسنودة بالتحالف عملية عسكرية واسعة باتجاه مديرية الملاجم عبر محورين رئيسين، محور نعمان، ومحور ناطع - الملاجم، وتمكنت القوات من تحرير مواقع استراتيجية مهمة، ووصلت إلى راس عقبة القنذع الرابطة بين بيحان شبوة ونعمان البيضاء.

ونقل المركز الإعلامي للجيش اليمني عن قائد محور بيحان قائد اللواء ٢٦ مشاة، اللواء الركن مفرح بحيبح، «إن قوات الجيش مسنودين بطيران التحالف العربي تمكنوا من تحرير عقبة القنذع بالكامل ويوجد بها الخط الذي يربط مديرية بيحان، التابعة لمحافظة شبوة بمحافظة البيضاء».

وأكد قائد محور بيحان قائد اللواء ٢٦ مشاة أن قوات الجيش تمكنت من تحرير مواقع الفقراء وقرن البان وأجزاء من أشعاب فضحة وسط فرار جماعي للمتمردين، موضحاً أن ٣٧ عنصراً من الميليشيات قتلوا وجرح آخرون بنيران الجيش، كما تم أسر نحو 30 من عناصر الميليشيات، إضافة إلى تدمير أربع عربات قتالية للميليشيات.

تويتر