فعالية ميدان السبعين شهدت اشتباكات بين أنصار المخلوع وحلفائهم الحوثيين. إي.بي.إيه

محاولة لاغتيال المخلوع.. واشتبـاكات بين أنصاره والحوثيين قرب ميدان السبعين في صنعاء

تعرّض الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، صباح أمس، لمحاولة اغتيال من قبل حلفائه الحوثيين، بجوار منزل نجله في صنعاء، وذلك قبيل فعاليات السبعين لحزب المخلوع، وحشود الحوثي في مداخل العاصمة، حيث شهدت أطراف ميدان السبعين اشتباكات بين الحوثيين وموالين للمخلوع صالح، وقد وجّه الأخير خطاباً قصيراً من وراء لوح زجاجي في ميدان السبعين، واكتفى بحديث مكرر عن الوضع، وتأكيده رفد جبهات القتال الحوثية بعشرات الآلاف من أنصاره.ميدانياً، شهدت جبهات القتال حالة من الهدوء النسبي والترقب الحذر من جميع الأطراف، حيث تصدت قوات الشرعية لهجمات الميليشيات في الجوف ومأرب وتعز.

توقعات بتصعيد عسكري بين الحوثيين والموالين للمخلوع في الأيام المقبلة، مع توسع دائرة الخلاف بين حليفَي الانقلاب.

وتفصيلاً، نجا المخلوع من محاولة اغتيال قبل ساعات قليلة من بدء فعالية السبعين، بالقرب من منزله نجله أحمد القريب من الميدان، جنوب العاصمة، بعد إطلاق مجهولين على موكبه النار، وتبادلوا إطلاق النار مع حراسته قبل أن يتمكنوا من الفرار، الأمر الذي عده البعض رسالة من حلفائه الحوثيين بأن حياته تحت رحمتهم، ما دفعه إلى تغيير موقفه، وظهر ذلك في الخطاب الهزيل الذي ألقاه في الفعالية.

وقالت مصادر إن مسلحين حوثيين كانوا يترقبون لحظة خروج صالح من المنزل لتصفيته، لكن أفراد الحراسة الخاصة بالرئيس السابق تدخلوا في الوقت المناسب، واشتبكوا مع العناصر الحوثية في مواجهات مباشرة استمرت لنحو ربع ساعة، وأضافت المصادر أن خطة الحوثيين لتصفية صالح تضمنت أن يتم إطلاق النار على موكبه لحظة خروجه من البوابة الجنوبية لمنزله، باتجاه ميدان السبعين الذي احتضن، أمس، مهرجاناً لأنصاره بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيس حزب المؤتمر الوطني العام.

وجاءت محاولة اغتيال المخلوع قبل مغادرته المنزل إلى ميدان السبعين، حيث أصر على الحضور إليه، وألقى خطاباً خلف زجاج مضاد للرصاص، رغم التحذيرات والمخاوف التي أبداها بعض المقربين منه، في حين اندلعت الاشتباكات بعد نهاية خطابه مباشرة، وحاول الإعلام التابع له تصويرها على أنها تظاهرة فرح تمثلت في إطلاق بعض الحشود أعيرة نارية في الهواء ابتهاجاً، بينما ذكرت تقارير لاحقة أنها مواجهات مسلحة بين أنصار الحليفين.

وأصيب أنصار المخلوع بخيبة آمال كبيرة عقب خطابه القصير الذي ألقاه من وراء لوح زجاجي في ميدان السبعين، بمناسبة ذكرى تأسيس حزبه، بعد اكتفائه بحديث مكرر عن الوضع وتأكيده رفد جبهات القتال الحوثية بعشرات الآلاف من أنصاره للقتال إلى جانبهم، ضد الحكومة الشرعية، ووجّه شكره لـ«حزب الله» اللبناني، فيما اعتبر خطاب استسلام للميليشيات الحوثية بالكامل، عكس ما كان متوقعاً.

ولم يقدم صالح أي شيء يُذكر، واكتفى بترديد كلام مكرر عن حزبه والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، على عكس تصريحاته السابقة خلال اليومين الماضيين. ويرى مراقبون أن خطاب صالح كان انهزامياً بعكس ما روج له أنصاره الذين اعتقدوا أن المهرجان سيكون نقطة تحول في سبيل الخلاص من شركائهم الحوثيين الذين يتهمونهم بعرقلة صرف مرتبات الموظفين والانفراد بالقرار في مناطق سيطرتهم.

وظهرت ردود الفعل سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حول المهرجان الذي دام لنحو ساعتين وانتهى سريعاً، وبدا الجميع مستائين من كلمة صالح وقياديي الحزب.

من جهته، وصف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه الفرق الركن علي محسن صالح، حشد السبعين للمؤتمر وخطاب المخلوع بأنه خطاب الوداع الأخير للمخلوع الذي بات مصيره بيد الحوثي.

وحسب رأي أحد أنصار حزب المؤتمر، الذي يقول «انبطاح صالح لم يخيّب آمال المتابعين فقط، بل تسبب في صدمة نفسية كبيرة لقيادات بارزة في حزبه، راهنت على هذا اليوم باعتباره يوم الخلاص، بعد أن تعرضت هذه القيادات لكل أنواع الإهانات من قبل الحوثيين، ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام المقبلة موجة انشقاقات عن صالح لقيادات تحترم نفسها، إلى صف المؤتمر المؤيد للشرعية».

وفي سياق التطورات المتسارعة في صنعاء، شهدت أطراف ميدان السبعين اشتباكات بين الحوثيين وموالين للمخلوع صالح.

وأكدت وسائل إعلام محلية أن تلك الاشتباكات أسفرت عن نجاح الحوثيين في اعتقال بعض الصحافيين الموالين لصالح، فضلاً عن قطعهم بث قناة «اليمن اليوم» التابعة له من الميدان، ومصادرة بعض كاميرات التصوير في ميدان السبعين.

وأفاد مصدر بأن جماعة مسلحة من المتمردين الحوثيين، احتجزت المئات من أنصار حليفهم المخلوع علي صالح، في مديرية بلاد الطعام، شمالي محافظة ريمة، الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة صنعاء.

وجرى احتجاز أنصار صالح أثناء توجههم إلى صنعاء، للمشاركة في احتفالية حزب المؤتمر الشعبي، ومزق الحوثيون أعلام الحزب وصور صالح.

وخضع المشاركون في فعالية السبعين لعملية تفتيش كبيرة من قبل عناصر الحوثي الذين انتشروا في محيط الميدان، إلى جانب عناصر الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع، وكانت الكلمة الفصل للحوثي.

وعلى الطرف الآخر، ظهرت ساحات الحوثي الأربع على مداخل العاصمة وهي شبه خالية إلا من عدد قليل من عناصرهم الذين تم الدفع بهم إلى تلك الساحات الأربع في تخوم صنعاء بالقوة، وفقاً لمصادر محلية في صعدة، أكدت أن الميليشيات أجبرت عناصرها بالقوة على المشاركة في تجمعات مسلحة على مداخل صنعاء بالتزامن مع فعالية حزب المخلوع صالح.

وقال شهود عيان إن ميليشيات الحوثي إزاء هذا الفشل قامت بنصب مكبرات صوت ضخمة لبث أناشيدهم قرب المسيرات الجماهيرية التي تقاطرت على منافذ صنعاء باتجاه ميدان السبعين، خصوصاً من النساء اللواتي تم دفع مبالغ مالية لهن من قبل قيادات صالح الميدانيين، وفقاً لمصادر محلية عدة.

وتوقع مراقبون يمنيون تصعيداً عسكرياً بين الحوثيين والموالين لصالح، خصوصاً في الأيام المقبلة مع توسع دائرة الخلاف وسيل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.

ميدانياً، لقي عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية مصرعه وأصيب آخرون، خلال تصدي قوات الجيش الوطني والمقاومة لهجوم على مواقعها في محافظة مأرب شمال شرق صنعاء، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت أن الهجوم كان عنيفاً واستهدف مواقع الجيش في تبة المطار بالقرب من مركز مديرية صرواح غرب المحافظة.

وفي الجوف، دارت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والميليشيات الانقلابية في مديريتَي المصلوب والمتون، تركزت أعنفها في جبهة مزوية بمديرية المتون غرب المحافظة، فيما شهدت جبهة سداح بمديرية المصلوب اشتباكات عنيفة بين الجانبين خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

وقصفت مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقتي العقبة وحام، في المتون القريبة من ريف العاصمة صنعاء من الجهة الشرقية.

وفي شبوة، تواصلت المواجهات بين الجيش والميليشيات في جبهات مديريتَي عسيلان وبيحان ما خلّف خمسة قتلى من عناصر الانقلاب في منطقة الصفراء بمديرية عسيلان، فيما استشهد اثنان من عناصر الجيش.

وفي بيحان، قصفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في منطقة العلم، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفها، وتدمير عدد من الآليات العسكرية التي كانت تتمركز بالمنطقة.

وفي إب، قُتل عدد من مسلحي الميليشيات في منطقة يريم شمال المحافظة نتيجة اشتباكات اندلعت بين مسلحين ونقطة عسكرية تابعة لهم في منطقة الضورين بمديرية يريم.

وفي ذمار، نجا القيادي البارز في حزب المخلوع صالح، حسن عبدالرزاق، من محاولة اغتيال بعد استهداف منزله بعبوة ناسفة، كما نجا القيادي الآخر في حزب المخلوع في ذمار، حسين الصوفي، من محاولة اغتيال بإطلاق النار على سيارته من قبل مسلحين مجهولين.

وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من صدّ هجوم كبير للميليشيات على مواقعهم في محيط التشريفات والقصر الجمهوري شرق المدينة.

من جانبها، تمكنت دفاعات التحالف في مدينة المخاء المحررة، على الساحل الغربي لتعز، من إسقاط صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات باتجاه المدينة وتم تدميره في الجو.

الأكثر مشاركة