مقر السفارة الإماراتية في دمشق عقب إعادة افتتاحها. أ.ب

الإمارات: الدور العربي في ســورية ضروري لمواجهــة التغـوّل الإيراني والتركي

أكدت الإمارات أن إعادة العمل في سفارتها بالعاصمة السورية دمشق، أمس، يهدف إلى إعادة تعزيز الدور العربي الذي بات «أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي»، فيما يشهد الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سورية موجات نزوح مستمرة، تُعد الأكبر منذ بدء «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) هجومها في المنطقة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عودة العمل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق، حيث باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من أمس.

وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي، بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري.

وأعربت عن تطلع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن يسود السلام والأمن والاستقرار ربوع الجمهورية العربية السورية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تنسجم مع تطلعات الإمارات لتفعيل العمل العربي المشترك لدعم وتعزيز المصالح العربية، لاسيما مع تزايد المخاطر من جراء الأطماع التوسعية لبعض دول الجوار.

وتسعى الإمارات إلى إعادة الاستقرار لسورية وإنهاء النزاع الذي أسهمت تدخلات دول إقليمية غير عربية في إطالته، وفق ما يؤكد مراقبون.

والعودة العربية إلى سورية ستسهم من دون شك في احتواء التدخلات الخارجية ولجم المطامع الإيرانية والتركية في هذا البلد، وتؤكد أن دمشق ستبقى دوماً قبلة عربية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات، ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري، حرصاً على سورية وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها».

وأضاف: «الدور العربي في سورية أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي، وتسعى الإمارات اليوم عبر حضورها في دمشق إلى تفعيل هذا الدور، وأن تكون الخيارات العربية حاضرة، وأن تساهم إيجاباً تجاه إنهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري».

ميدانياً، يشهد الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سورية موجات نزوح مستمرة، حيث تأتي حركة النزوح في وقت يحاول التنظيم الدفاع عن نقاطه الأخيرة في الجيب مع مواصلة قوات سورية الديمقراطية (قسد) التقدم فيه. وتخوض قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ سبتمبر هجوماً ضد آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور، وبمحاذاة الحدود العراقية.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن: «شهد الأسبوعان الماضيان حركة النزوح الأكبر من جيب التنظيم منذ بدء الهجوم بفرار أكثر من 11500 شخص» منه، غالبيتهم من عائلات المتطرفين.

وقد فتحت قوات سورية الديمقراطية خلال الفترة الماضية ممرات لخروج المدنيين من الجيب الأخير.

ومع اشتداد المعارك وتقدم قوات سورية الديمقراطية أكثر في الجيب الأخير، لم يعد التنظيم قادراً، وفق عبدالرحمن، على «السيطرة على حركة النزوح ومنع الناس من الفرار».

ومنذ بدء الهجوم في سبتمبر، فرّ أكثر من 15 ألف شخص، وفق عبدالرحمن، بينهم أيضاً «أكثر من 700 عنصر من التنظيم حاولوا التواري بين الجموع».

وتنقل قوات سورية الديمقراطية الفارين إلى حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي قبل فرزهم، ونقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى التحقيق والبقية إلى مخيمات النزوح.

وتخوض قوات سورية الديمقراطية حالياً معارك في قريتي الشعفة والسوسة، آخر أبرز قرى الجيب، ويواصل التحالف الدولي تقديم الدعم لها بالغارات والقصف المدفعي، ولايزال التنظيم يتواجد أيضاً في عدد محدود من القرى الصغيرة.

ويأتي تقدم قوات سورية الديمقراطية بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي سحب قوات بلاده من سورية، معلناً إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».

وأعرب محللون عن خشيتهم من أن يسهم القرار الأميركي في إعادة ترتيب التنظيم لصفوفه، بعد دحره من مناطق واسعة، كما اعتبره البعض «ضوءاً أخضر» لتركيا لتنفيذ تهديدها بشن هجوم ضد مناطق قوات سورية الديمقراطية في شمال وشمال شرق سورية.

وحذر مسؤولون أكراد من أن أي هجوم تركي سيعني انسحاب مقاتليهم من جبهة القتال الأخيرة ضد التنظيم المتطرف للدفاع عن مناطقهم شمالاً.

إلا أن عبدالرحمن قال: «يبدو أن التنظيم بات على شفير الانهيار، وتراجعت حدة مقاومته بشكل كبير، والألغام هي التي تعيق تقدم قوات سورية الديمقراطية». وأضاف: «قد لا يتمكن التنظيم من الصمود حتى بداية العام الجديد».

وفي السياق نفسه، أفادت وكالة «الأناضول» التركية بأن دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية وصلت، أمس، إلى ولاية كليس جنوب البلاد لنشرها ضمن الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية.

وذكرت وكالة «الأناضول» أن التعزيزات تضم ناقلات جنود مدرعة جرى إحضارها من ولاية جانقيري شمال تركيا، موضحة أن التعزيزات العسكرية وصلت إلى منطقة «ألبيلي» في كليس لتوجيهها إلى الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية. وتواصل السلطات التركية إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية رغم إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستؤجل عملية عسكرية سبق أن أعلن عن قرب شنها شرق الفرات في سورية.

خطوة الإمارات تعزز

وتفعل الدور العربي

في دعم استقلال

وسيادة سورية.

الأكثر مشاركة