«خلوة» في السويد لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول سورية بحثاً عن توافق

مقتل 25 عنصراً من قوات النظـــام في هجوم مفاجئ لـ «داعش» على الميـادين

قوات النظام وقوات روسية بالقرب من حافلة لنقل مقاتلي جيش الإسلام من الضمير. أ.ب

قتل 25 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في هجوم مفاجئ شنه تنظيم «داعش» على أطراف مدينة الميادين شرق سورية، بعد ستة أشهر من طرده منها، وفيما قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن فريقاً من خبراء المنظمة الدولية يناقش مع السلطات السورية والروسية حالياً ترتيبات أمنية تسمح بنشر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحقيق في الهجوم المفترض في دوما، أعلن عن «خلوة» في السويد لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول سورية بحثاً عن توافق.

وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن تنظيم «داعش» هجوماً مفاجئاً، الأربعاء، تمكن بموجبه من الوصول إلى أطراف مدينة الميادين، حيث خاض معارك عنيفة ضد قوات النظام، مشيراً إلى مقتل 25 عنصراً من قوات النظام وحلفائها، مقابل 13 عنصراً من تنظيم «داعش».

فريق خبراء من المنظمة الدولية يناقش مع السلطات السورية والروسية ترتيبات أمنيه تسمح

بنشر خبراء المنظمة في دوما.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس «إنه الهجوم الأكبر للتنظيم منذ طرده من المدينة».

ونفى مصدر عسكري في محافظة دير الزور لوكالة فرانس برس «وقوع أي هجمات على مواقع جيش النظام على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات»، الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين، لكنه أشار إلى أن «المواقع تتعرض لقصف متقطع من الضفة الشرقية، حيث يتمركز (داعش)، ما يستدعي رداً بالأسلحة المناسبة».

وشهدت محافظة دير الزور، العام الماضي، عمليتين عسكريتين، الأولى قادها جيش النظام بدعم جوي روسي، وتمكن بموجبها من استعادة كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات، والثانية شنتها قوات سورية الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وطردت خلالها المتطرفين من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية.

وخسر «داعش» العام الماضي معظم مناطق سيطرته في سورية والعراق، ولم يعد يوجد في سورية سوى في جيوب محدودة، بينها في بضع بلدات وقرى في دير الزور، والبادية وأحياء في جنوب دمشق.

وفي جنوب دمشق، يستعد جيش النظام لشن عملية عسكرية ضد التنظيم، تمكنه من استعادة كامل العاصمة. وتقصف قوات النظام، بحسب المرصد، منذ أيام بشكل مكثف بالقذائف والصواريخ مواقع المسلحين في الأحياء الجنوبية، وبينها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ويسيطر «داعش» منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين له، كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المجاور، مستغلاً انشغال قوات النظام بمعارك الغوطة الشرقية، التي استعادها كاملة السبت.

وفي الأمم المتحدة، أعلن مسؤولون أن فريقاً من خبراء المنظمة الدولية يناقش مع السلطات السورية والروسية حالياً ترتيبات أمنية تسمح بنشر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحقيق في الهجوم المفترض في دوما بالقرب من دمشق.

وكان فريق أمني تابع للأمم المتحدة تعرض لإطلاق نار الثلاثاء، خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما، تمهيداً لدخول محققي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وبعد أربعة أيام من وصولهم إلى دمشق، لم يبدأ محققو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملهم الميداني بعد في دوما، التي تعرضت في السابع من أبريل لهجوم كيماوي مفترض، اتهمت القوى الغربية دمشق بتنفيذه، وتسبب بمقتل 40 شخصاً، وفق ما أفاد أطباء ومسعفون.

وقالت إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن في تقرير وجه إلى مجلس الأمن الدولي، إنه يأمل وضع ترتيبات تسمح للفريق بالانتشار «في أقرب وقت ممكن».

وأضاف هذا التقرير أن «إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن في دمشق تجري حالياً مزيداً من المناقشات والتنسيق مع ممثلي حكومة النظام السوري والشرطة العسكرية الروسية حول كيفية تعزيز الترتيبات الأمنية في مواقع محددة في دوما».

وتابع أن هذا الأمر يفترض أن يسمح لبعثة تقصي الحقائق بالانتشار في هذه المواقع «في أقرب وقت ممكن، وبالاعتماد على الدروس التي تعلمناها خلال الزيارة الأمنية المسبقة».

في الأثناء، بعد أسبوع من المواجهات حول سورية، يتوجه سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، اليوم، إلى مزرعة بجنوب السويد للقيام «بخلوة»، لمحاولة كسر الجمود حول وسائل إنهاء الحرب.

وستشارك سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، ونظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا، والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في هذه «الخلوة»، اليوم وغداً وبعد الغد، في مزرعة بجنوب السويد.

وتأتي هذه «الخلوة»، التي ستستمر ثلاثة أيام، بينما يشهد مجلس الأمن انقسامات حادة، خصوصاً بين روسيا والولايات المتحدة، حول هجوم كيماوي مفترض في دوما، تبعه عمل عسكري قامت به واشنطن وحليفتاها لندن وباريس ضد سورية. وعقد مجلس الأمن خمسة اجتماعات حول سورية، الأسبوع الماضي، بما في ذلك الثلاثاء، عندما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار ينص على إجراء تحقيق في الهجوم الكيماوي المفترض وإجراءين آخرين. ودفعت المواجهة الأميركية الروسية غوتيريش إلى التحذير من أن الحرب الباردة «عادت مع انتقام». ورداً على سؤال عما إذا كان يتوقع لحظات صعبة في السويد، قال السفير الروسي «سنرى كيف يشعرون بشأن التعامل معي بعد كل ما حصل».وقال مساعد سفير السويد في الأمم المتحدة، كارل سكاو، لصحافيين «ليس جديداً على أحد القول أن مجلس الأمن الدولي منقسم حول سورية». وأضاف أن «هدف «الخلوة هو إحياء حوار، وإنعاش حراك... بتواضع وصبر». وأكد الدبلوماسي الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي أن «هذا مهم لصدقية مجلس الأمن».

تويتر