الدمار يطغى على شوارع مدن وبلدات الغوطة الشرقية نتيجة قصف النظام. أ.ب

تصعيد دولي ضد دمشق.. ومطـالبـة بمحاسبة النظام على حملته العسكرية فـي الغوطة

صعّدت الدول الغربية لهجتها إزاء دمشق، مؤكدة ضرورة «محاسبتها» إزاء الحملة العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة، حيث يحتاج عشرات آلاف المدنيين إلى مساعدات غذائية وطبية ملحّة، تنتظر الأمم المتحدة السماح لها بإدخالها إلى الغوطة، التي تتعرّض منذ نحو أسبوعين لحملة قصف، أسفرت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 617 مدنياً، بينهم 149 طفلاً، وإصابة أكثر من 3500 آخرين بجروح.

وتفصيلاً، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية الخميس الماضي، أن «النظام السوري يجب أن يحاسب على التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية». وأضافا أن «هذا ينطبق على استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيماوية، كما على الهجمات على المدنيين، وتجميد المساعدة الإنسانية».

وتكرّر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية، كان آخرها في 25 فبراير الماضي، حيث أصيب نحو 14 مدنياً بحالات اختناق، وتوفي لاحقاً طفلان بينهم. وهدّدت دول غربية بينها واشنطن وباريس في وقت سابق، بشن ضربات في حال توافر «أدلة دامغة» على استخدام السلاح الكيماوي.

كما شدّد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسب بيان الرئاسة الفرنسية، أمس، على أنهما لن «يتسامحا»، في حال ثبت استخدام أسلحة كيماوية.

وتابع البيان أنه و«إزاء مواصلة القصف دون تمييز بحق مدنيين، وخصوصاً في الغوطة الشرقية، وتدهور الوضع الإنساني بشكل متواصل، فإن رئيس الجمهورية، ونظيره الأميركي، شددا على ضرورة أن تمارس روسيا ضغوطاً قصوى، دون التباس على النظام السوري، حتى يعلن بوضوح التزامه احترام قرار مجلس الأمن الدولي.

وأوضح البيان أن الرئيسين «قررا العمل معاً من أجل تطبيق القرار 2401، بهدف وضع حدّ للأعمال الحربية، وإيصال مساعدات إنسانية، وإجلاء جرحى ومرضى».

وجاء في البيان أن ماكرون «ذكر أنه سيكون هناك رد حازم في حال استخدام موثق لوسائل كيماوية، أدى إلى مقتل مدنيين، وذلك بالتنسيق مع حلفائنا الأميركيين».

من جهتها، طلبت واشنطن من مجلس الأمن الدولي تشكيل لجنة جديدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية.

ورغم قرار مجلس الأمن حول سورية، تسري منذ الثلاثاء يومياً بين التاسعة صباحاً والثانية بعد الظهر، هدنة أعلنتها روسيا. ويُفتح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما، لخروج المدنيين.

وأفاد مراسل «فرانس برس» أثناء تجواله في مدينة دوما، خلال سريان الهدنة عن صواريخ استهدفت المدينة، ليجد المدنيين من حوله يسارعون بالركض والنزول إلى أقرب قبو يختبئون فيه.

وفي دوما، قال مالك محمد، (25 عاماً)، «لم تعط الهدنة أي مجال للاطمئنان، فور انتهائها يعود القصف. وحتى خلال الساعات الخمس، تتساقط بضع قذائف فيما يكون الواحد منا مرتاحاً أن هناك هدنة سارية». وفي حمورية، قال محمد، (24 عاماً)، «الناس لاتزال في الأقبية،لأنها لا تشعر بالأمان».

وفي الغوطة الشرقية، التي تعِد نحو 400 ألف نسمة، تسبب الحصار الخانق في نقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وكان السكان يعتمدون على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع، وعلى زراعات محلية، أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب. ورغم الهدنة الروسية، تواصل القصف على منطقة المرج، ومحيط بلدة الشيفونية، حيث تدور اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة. وأفاد المرصد بسيطرة قوات النظام على بلدتين جنوب الغوطة.

الأكثر مشاركة