دبابات تركية تصل إلى قاعدة عسكرية قرب الحدود مع سورية. رويترز

النظام السوري يحذر أنقرة من هجوم عفرين ويهدّد بتدمير أي أهداف جوية تركية

حذر النظام السوري، أمس، تركيا من شنّ عملية عسكرية في منطقة عفرين، قائلاً إن دفاعاته الجوية مستعدة للتصدي لمثل هذا الهجوم، وأكد في الوقت ذاته أن الوجود العسكري الأميركي في سورية «غير شرعي، وهو اعتداء على السيادة الوطنية»، بعد أن لمّحت واشنطن إلى أن قواتها قد تبقى في مناطق بسورية لأجل غير مسمى.

وتفصيلاً، قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية: «نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين، فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانياً من قبل الجيش التركي».

وأضاف «ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة، وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء الجمهورية العربية السورية، وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سورية فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة».

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في حديث لشبكة «سي.إن.إن ترك»، أمس، إن تركيا ستتدخل في منطقتَي عفرين ومنبج بسورية، للتصدي لوحدات حماية الشعب الكردية.

وتتمركز قوات تركية بالفعل في مناطق من سورية على جانبَي عفرين، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، ويسيطر جيش النظام السوري على أراضٍ إلى الجنوب منها.

وقال المقداد إن وجود أي قوات تركية على الأراضي السورية غير مقبول على الإطلاق، وإن أي عمل عسكري من جانب أنقرة سيعقّد دورها طرفاً في الجهود الدبلوماسية، ويضعها على مستوى الجماعات الإرهابية نفسه.

وأفادت وسائل إعلام تركية، صباح أمس، بأن الجيش التركي رفع حالة التأهب على الحدود مع سورية إلى أعلى مستوى، وقام الجيش التركي بإزالة إجزاء من الجدار الحدودي في 12 نقطة على الحدود التركية مع عفرين السورية.

ويأتي ذلك تزامناً مع إفادات من نشطاء في الداخل السوري، قالوا إن الجيش التركي والجيش الحر قصفا، فجر أمس، مواقع للمسلحين الأكراد في عفرين.

وكان الجيش التركي قد أرسل، فجر أمس، مزيداً من الآليات العسكرية إلى هتاي وكليس قبالة عفرين.

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية السورية، أمس، إن الوجود العسكري الأميركي في سورية «غير شرعي، ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الوطنية».

وجاء بيان وزارة الخارجية السورية رداً على كلمة ألقاها وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الأربعاء، أشار فيها إلى أن القوات الأميركية قد تبقى في أجزاء من سورية إلى أجل غير مسمى.

وأضاف البيان «الجمهورية العربية السورية ستواصل حربها دون هوادة على المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، حتى تطهير كل شبر من التراب السوري من الإرهاب، وستواصل العمل بالعزيمة والتصميم نفسيهما حتى تحرير سورية من أي وجود أجنبي غير شرعي».

وأكدت وزارة الخارجية السورية، أمس، أن دمشق ليست بحاجة إلى دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار، قائلة إن «سياسات واشنطن تخلق فقط الدمار والمعاناة».

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله: «إن الشأنالداخلي في أي بلد من العالم هو حق حصري لشعب هذا البلد، وبالتالي لا يحق لأي من كان مجرد إبداء الرأي بذلك، لأن هذا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ويخالف أهم النظريات في القانون الدستوري».

وأكد المصدر: «لم يكن هدف الإدارة الأميركية البتة القضاء على تنظيم داعش، ومدينة الرقة لاتزال شاهداً على إنجازات الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم».

وكان تيلرسون لمّح إلى وجود عسكري مفتوح المدة في إطار استراتيجية أوسع لمنع عودة تنظيم «داعش»، وتمهيد الطريق دبلوماسياً لرحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في نهاية المطاف، وتحجيم نفوذ إيران.

وقال تيلرسون، في كلمة له بجامعة ستانفورد، الأربعاء، إن «انسحاب العسكريين الأميركيين من سورية بشكل كامل سيساعد رئيس النظام، بشار الأسد، وحكمه الوحشي، وابتعادنا عنها سيكون فرصة ذهبية لإيران لتقوية وضعها، سنحتفظ بوجود عسكري في سورية يركز على ضمان عدم عودة ظهور تنظيم داعش».

وأوضح الوزير الأميركي أن بلاده ستسعى لخروج «الأسد من السلطة عبر الطرق الدبلوماسية»، داعياً إلى «التحلي بالصبر لأن الأسد على الأرجح لن يترك السلطة على الفور» حسب وصفه.

ونفى الوزير الأميركي، من جهة أخرى، أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سورية وتركيا، قائلاً إن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي، أمس، أن تركيا ليست مقتنعة بتصريح وزير الخارجية الأميركي، الذي قال فيه إن الولايات المتحدة لا تعتزم تشكيل قوة على الحدود السورية - التركية.

وأشار الوزير التركي إلى أن أميركا لم تفِ بوعودها بشأن منبج والرقة، وارتيابنا من الولايات المتحدة مستمر، مشدداً على أن تركيا ستتدخل في عفرين ومنبج بسورية، وأبلغنا أميركا بأننا لا نريد أن نواجه حليفاً هناك.

وقال إن بلاده ستنسق مع روسيا وإيران بشأن عملية جوية على عفرين بسورية. وكان مسؤولون وتقارير قد أكدوا أن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، يعتزم تشكيل قوة حدودية جديدة شمال سورية بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، وأثار هذا غضب تركيا التي تتهم الوحدات الكردية و«قسد» بأنهما الذراع السورية لمنظمة «حزب العمال الكردستاني»، التي تصنفها تركيا منظمة انفصالية إرهابية.

ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن جاويش أوغلو القول في مقابلة تلفزيونية: «إن تشكيل جيش على حدودنا مع سورية سيكون سبباً في ضرر لا يمكن إزالته لعلاقاتنا مع الولايات المتحدة».

من جهة أخرى، توجه رئيس الأركان التركي، الفريق أول خلوصي آكار، إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء نظيره الروسي، الجنرال فاليري جيراسيموف.

وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن آكار غادر إلى روسيا برفقة رئيس الاستخبارات التركي، هاكان فيدان. وأوضح البيان، الذي نقلته وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أن رئيس الأركان سيبحث مع نظيره الروسي بموسكو القضايا الأمنية الإقليمية، وآخر التطورات في سورية، ومسار مفاوضات أستانة وجنيف. يذكر أن سورية تضم قوات من دول وأطراف خارجية، بموافقة الحكومة السورية، مثل القوات الروسية، والحرس الثوري الإيراني، وعناصر من «حزب الله».

ولدى الولايات المتحدة قوات قوامها نحو 2000 جندي في سورية، نشرتها في إطار حملة يشنها تحالف تقوده واشنطن على تنظيم «داعش».

الأكثر مشاركة