مقاتلو الجيش السوري الحر يستعدون للانتقال إلى الريف الشمالي لحلب لمحاربة «داعش». رويترز

لجنة التحقيق الدولية: لا نهاية في الأفق للنزاع والعنف في سورية

أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة، التي تقوم بالتحقيق في الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ترتكب في سورية، أنه لا نهاية تبدو في الأفق بالنسبة للمدنيين السوريين في ما يخص إنهاء النزاع والعنف في البلاد، الذي دخل عامه الخامس، بينما يزداد تعريض المدنيين لجميع أنواع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وأضافت أن السوريين محاصرون بين قصف الحكومة للمناطق المدنية وجماعات إسلامية لا ترحم، في صراع تديره على نحو متزايد قوى خارجية، ويتسم «بانتشار التطرف». وقال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن «سورية ترحب بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة».

وفي التفاصيل، طالبت اللجنة في تقريرها العاشر الجديد، الذي صدر أمس في جنيف، وقبل أيام من انعقاد الدورة الجديدة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية الشعب السوري، كما شددت على ضرورة المسارعة باتخاذ إجراءات دولية ومنسقة ومتواصلة من أجل إيجاد حل سياسي، وإنهاء العنف، ووقف جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، مع ضرورة أن تتضمن تلك الإجراءات تدابير لوقف فوضى الافلات من العقاب التي أصبحت حلقة مستعصية في سورية.

وقالت اللجنة التي يشمل تقريرها الفترة من يناير هذا العام إلى يوليو إنها اعتمدت على شهادات لأكثر من 335 من الضحايا والشهود داخل البلاد وخارجها، وأكدت أن هناك عدداً متكاثراً من الأطراف المتحاربة التي تتجاهل بشكل تام التزاماتها القانونية من خلال استهداف المدنيين والمناطق السكنية.

وأفادت اللجنة في التقرير الذي ستقدمه إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، منتصف سبتمبر الجاري، بأن السلطات الحكومية السورية واصلت هجماتها واسعة النطاق، بما في ذلك القصف الجوي المكثف والعشوائي وقنابل البراميل في مناطق مختلفة من البلاد، وأنها كثيراً ما وجهت تلك الاعتداءات على التجمعات في الأماكن المدنية والأسواق وغيرها من مناطق ليست لها أهمية عسكرية.

كما نوهت اللجنة إلى أن الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة هاجمت مناطق حلب ودمشق وادلب واللاذقية، وفي بعض الحالات قصفت الأحياء السكنية، واستهدفت المدنيين ممن تظنهم داعمين للحكومة، كما اعتقلت بعض تلك الجماعات وأخذت رهائن من الرجال والنساء لمبادلتهم كأسرى أو للحصول على فدية.

وأكد رئيس اللجنة، باولو بنيرو، في المؤتمر الصحافي، أن جميع الأطراف المتحاربة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن السكان المدنيين يعانون بشكل لا يمكن تصوره، والعالم يراقب معاناتهم بشكل سلبي.

وأضاف التقرير دون أن يذكر أسماء أن «قوى دولية وإقليمية تدير الحرب على نحو متزايد، وفقاً لما يتماشى مع مصالحها الجغرافية الاستراتيجية». وقال التقرير «أسفر التنافس بين القوى الإقليمية على النفوذ عن تفاقم يبعث على القلق للبعد الطائفي، بعد تدخل مقاتلين أجانب ورجال دين متشددين».

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، في دمشق، أمس، أن بلاده قدمت مبادرة لحل الأزمة السورية إلى الرئيس بشار الأسد الذي رحب بها، مشيراً إلى أن أي مبادرة ناجحة لابد أن تأخذ في الحسبان «دور الأسد المحوري» وحكومته.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد عبّر خلال لقائه مع عبداللهيان «عن ترحيب سورية بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية»، مؤكداً أن الشعب السوري «يثق بالدور الإيراني الداعم لشعوب المنطقة وقضاياه العادلة عبر التاريخ».

الأكثر مشاركة