بوتين يتعهد للمعلم بدعــــم سورية سياسياً واقتصادياً وعســـكــرياً

تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، بالاستمرار في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسورية، ليدحض بذلك الشائعات عن نية موسكو تقليص دعمها لدمشق. في وقت قتل 12 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها جراء تفجير تنظيم «داعش» ثلاث عربات مفخخة داخل مدينة الحسكة في شمال شرق سورية.

وأعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في موسكو، أن بوتين تعهد بالاستمرار في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسورية التي تشهد نزاعاً مستمراً منذ أكثر من أربعة أعوام.

وفي التفاصيل، قال المعلم، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي «حصلت بصراحة على وعد من الرئيس بوتين بدعم سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً».

وأكد بوتين بعد لقائه المعلم استمرار بلاده في دعم الحكومة السورية، ليدحض بذلك الشائعات عن نية موسكو تقليص دعمها لدمشق. وقال «نحن مقتنعون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف»، مضيفاً أن «سياستنا التي تهدف إلى دعم سورية والقيادة السورية والشعب السوري لم تتغير».

وأثار الرئيس الروسي إمكانية قيام تحالف دولي جديد من أجل مكافحة الإرهاب، وتحديداً تنظيم «داعش» الذي بات يسيطر على نحو نصف مساحة الأراضي السورية وثلث مساحة الأراضي العراقية.

وقال بوتين «إذا كان المسؤولون السوريون يعتبرون (فكرة الائتلاف) مقبولة وممكنة، سنبذل قصارى جهدنا لدعمكم».

وأضاف «سنستخدم علاقاتنا وهي جيدة مع كل دول المنطقة في محاولة لخلق هذا النوع من التحالف بأي ثمن»، معتبراً أن مكافحة الإرهاب تتطلب «تظافر جهود» جميع دول المنطقة.

لكن المعلم شكك من جهته بإمكانية قيام هذا الائتلاف. وقال خلال مؤتمره الصحافي مع لافروف «لقد استمعت باهتمام بالغ لما قاله الرئيس بوتين حول الوضع في سورية، وضرورة قيام تحالف دولي إقليمي من أجل مكافحة الإرهاب».

واستطرد: «أعرف عن الرئيس بوتين أنه رجل يصنع المعجزات، لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج الى معجزة كبيرة جداً».

وسأل المعلم «كيف تتحول هذه الدول التي تآمرت على سورية وشجعت الإرهاب ومولته وسلحته، إلى حليف لمكافحة الإرهاب؟».

وتقود الولايات المتحدة الأميركية تحالفاً دولياً يشن منذ سبتمبر الماضي غارات جوية ضد مواقع «داعش» في سورية والعراق، لكن واشنطن أعلنت بوضوح أنها لن تنسق مع الحكومة السورية في قتالها ضد المتطرفين.

وتتهم دمشق من جهتها العديد من الدول الاعضاء في هذا التحالف بدعم «المجموعات الإرهابية».

وتعد روسيا حليفاً تقليدياً للرئيس السوري بشار الأسد، واستخدمت بصورة منتظمة حق النقض (الفيتو) لعرقلة قرارات داخل مجلس الأمن تستهدف الأسد، على خلفية قمع نظامه للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده منذ منتصف شهر مارس 2011. كما تقدم موسكو دعماً مالياً لدمشق.

واستضافت موسكو جولتي مشاورات في يناير وأبريل الماضي، شارك فيها ممثلون عن الحكومة والمعارضة المقبولة إجمالاً من النظام، من دون أن تتوصل إلى خطوات عملية أو إلى مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز ممثلي المعارضة السياسية في الخارج.

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بريد إلكتروني، إن 12 عنصراً على الأقل من القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها قتلوا جراء تفجير تنظيم «داعش»، أول من أمس «ثلاث عربات مفخخة، استهدفت قوات النظام في منطقة النشوة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة، وفي منطقة غويران في جنوب شرق المدينة».

وأحصى المرصد مقتل تسعة عناصر من التنظيم، أول من أمس، خلال الاشتباكات مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها في المدينة. واستعادت القوات النظامية، أمس، سيطرتها على أجزاء من حي النشوة في مدينة الحسكة، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم. وقال المرصد «تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها من استعادة السيطرة على نقاط عدة، داخل حي النشوة الواقع في جنوب مدينة الحسكة».

وأشار مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إلى اشتباكات عنيفة مستمرة بين الطرفين في محيط الحي، تزامنت مع قصف متبادل وغارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام، واستهدفت نقاط تمركز عناصر التنظيم في المدينة.

وقال مصدر أمني في دمشق، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «المعارك تواصلت، والجيش يلاحق عناصر (داعش)، أينما وجدوا»، مضيفاً أن وجود مقاتلي «داعش» يقتصر على «أجزاء من حي النشوة بشكل رئيس، وحاولوا التمدد باتجاه نقاط أخرى، لكن الجيش تصدى لهم».

وأضاف «هناك شهداء يسقطون دائماً في الحسكة وسواها»، من دون أن يذكر الحصيلة. وشن التنظيم الخميس هجوماً على مدينة الحسكة، التي تتقاسم قوات النظام و(وحدات حماية الشعب) الكردية السيطرة عليها، وتمكن من دخولها والسيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية على الأقل، النشوة والشريعة، ما تسبب بنزوح أكثر من 60 ألف شخص منها، بحسب الأمم المتحدة. وانضم مقاتلون أكراد للقتال، إلى جانب قوات النظام في المدينة، لكن تدخلهم يقتصر إلى حد بعيد على الدفاع عن الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، لاسيما الشمالية منها.

الأكثر مشاركة