طائرات أميركية تلقي أسلحة للأكراد قرب عين العرب

ألقت طائرات أميركية أسلحة وذخائر ومواد طبية للمقاتلين الأكراد قرب مدينة عين العرب (كوباني) لدعمهم في مواجهة تنظيم «داعش»، الذي يحاول منذ أكثر من شهر احتلال المدينة السورية الحدودية مع تركيا، وفيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، أن عدم مساعدة الأكراد في قتالهم ضد التنظيم في «عين العرب» أمر «غير مسؤول»، أجرت تركيا تغييراً بارزاً في استراتيجيتها بخصوص سورية، وسمحت بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها للوصول إلى «عين العرب».

وقالت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان، أمس، إن طائرات شحن عسكرية من طراز «سي-130» نفذت عمليات عدة لإلقاء مؤن من الجو تضم أسلحة وذخائر إلى المقاتلين الأكراد في «عين العرب»، مشيرة إلى أن هذه المؤن قدمتها سلطات إقليم كردستان العراق وهدفها «إتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم داعش للسيطرة على كوباني».

وبحسب بيان «سنتكوم» فقد نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حتى أمس «أكثر من 135 غارة جوية» على التنظيم في «عين العرب»، بينها 11 غارة شنت يومي السبت والأحد وساعدت المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم المتطرف لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا.

واستهدفت غارات التحالف قرب كوباني 20 من مواقع «داعش»، وخمس عربات، ومبنيين تابعين للتنظيم، بحسب القيادة الوسطى، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الغارات قتلت 15 من التنظيم.

وفي بيانها قالت «سنتكوم» إن «المؤشرات تدل على أن هذه الغارات، بالتضافر مع المقاومة المستمرة على الأرض ضد التنظيم، أدت إلى تباطؤ تقدمه داخل المدينة، وأسفرت عن مقتل المئات من مقاتليه وتدمير أو إعطاب العشرات من معداته العسكرية ومواقعه القتالية».

ولكن القيادة الأميركية حذرت في بيانها من أنه «مع ذلك، فإن الوضع الأمني لايزال هشا في كوباني حيث يواصل التنظيم تهديد المدينة وتواصل القوات الكردية مقاومته».

وكان قائد «سنتكوم»، الجنرال لويد اوستن، حذر من أن المدينة قد تسقط في أيدي التنظيم المتطرف على الرغم من الغارات الجوية للتحالف. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اتفق مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على تعزيز مكافحة «داعش»، كما أعلن البيت الأبيض.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان، أول من أمس، إن الرئيسين تحدثا هاتفياً، مساء السبت، وبحثا وضع «سورية، خصوصا الوضع في كوباني، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف تقدم (داعش)»، مضيفة أن الرئيسين «دعيا إلى مواصلة العمل بشكل وثيق لتعزيز التعاون ضد التنظيم».

ورفض أردوغان الدعوات الموجهة إلى بلاده لتسليح المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن «عين العرب» والمنتمين إلى «وحدات الدفاع عن الشعب»، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، واصفاً هذا الحزب الكردي الرئيس في سورية بأنه «منظمة إرهابية».

ومن جاكرتا، قال وزير الخارجية الأميركي، أمس، إن عدم مساعدة الأكراد في قتالهم ضد تنظيم «داعش» في عين العرب أمر «غير مسؤول».

وأضاف عقب إلقاء الطائرات الأميركية أسلحة للأكراد «إن إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل التنظيم أمر غير مسؤول كما انه صعب أخلاقياً».

وأوضح كيري أن الوضع يرقى إلى مستوى «لحظة الأزمة»، مؤكداً أن هذه الخطوة لا تعد تغييراً في السياسة.

وأشار إلى أن واشنطن تدرك التحديات التي تواجهها تركيا في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني الذي تحظره أنقرة. وقال إن «هذه لحظة أزمة وطوارئ، ولا نريد أن نرى كوباني تتحول إلى مثال فظيع لغياب الإرادة في مساعدة من يقاتلون التنظيم».

في السياق، سمحت تركيا بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها للوصول إلى مدينة عين العرب. وقال وزير الخارجية التركية، مولود شاوش أوغلو، في أنقرة «نساعد مقاتلي البشمركة الأكراد على عبور الحدود للتوجه إلى كوباني، محادثاتنا مستمرة حول الموضوع»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد «لم نشأ أبداً أن تسقط كوباني، لقد قامت تركيا بمبادرات عدة للحؤول دون ذلك».

ولم يعلق شاوش أوغلو مباشرة على المبادرة الأميركية بإلقاء السلاح للأكراد في «عين العرب».

واكتفى بالقول «إننا نتعاون بالكامل مع التحالف»، مضيفاً «نريد التخلص من جميع التهديدات التي تحيط بالمنطقة. إننا نقدر المساعدات العسكرية والطبية الملقاة لهذا الغرض».

وأضاف أنه «على غرار تنظيم داعش، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي يريد السيطرة على قسم من الأراضي السورية». وأشار إلى أن «هذا الحزب والمجموعات التابعة له يجب أن تغير أهدافها وتعدل عن طموحاتها هذه».

ورفض النائب المحلي عن «عين العرب»، إدريس نعسان، هذه الاتهامات قائلاً إن الحزب الاتحاد الديمقراطي هو أحد المكونات الرئيسة للمعارضة السورية «وهذا يعني أنه يعمل من أجل الأحزاب الكردية (في البلاد) لكن أيضاً لكل سورية».

كما عبر عن رغبته في أن تلتزم تركيا بكلامها وتسهل مرور «البشمركة» العراقيين. وقال «نأمل أن يتبلور هذا الممر بين تركيا وكوباني في الأيام المقبلة».

 

الأكثر مشاركة